القزامة
التعريف:
-القزامة هي حالة صحية يعاني فيها الشخص من قصر القامة ،علماً أن المعدل الأكثر انتشارا لطول الشخص البالغ بين الناس الأقزام هو 70سم الى 140سم تقريباً.
و لا يكون العلاج لمعظم حالات القزامة بأن يزيد الطول لكن يصحح المفاهيم ويتعايش مع المشكلة وبالتخفيف من المعاناة والمضاعفات,فإن الكثير من الأقزام يكونوا مميزين ويتعرضون للسخرية ,لذلك فإن الإيمان بالله والرضا بقدره ثم الدعم الأسري والعلاقات الاجتماعية القوية تمكن الكثير من الأقزام من مواجهة تحدياتهم والعيش بشكل طبيعي.
ويجب أن ينتبه إلى حساسية كلمة (قزم) فهي فلابد من مراعاة مشاعر من يتصف بهذه الصفة.
الأسباب:
معظم الأقزام لديهم اضطرابات وراثية نتيجة خلل في الجينات (صبغة وراثية) لكن سبب هذه الاضطرابات غير معروف.
غالباً بسبب التغير الجيني العشوائي .
ولاشك أن هناك أسباب أخرى للقزامة تشمل نقص في هرمونات النمو وغيرها من الهرمونات الهامة لنمو الجسم كما أن نقص النمو يكون نتيجة للفقر والمجاعة وسوء التغذية.
الأعراض:
-هناك أكثر من 200 مشكلة صحية مختلفة قد تسبب القزامة لذلك فإن أعراض القزامة متفاوتة إلى حد كبير جداً.عموماً الأعراض مقسمة إلى (صنفين واسعين):-
• القزامة الغير متكافئة:-
- حيث يكون حجم الجسم غير متكافئ ,فبعض أعضاء الجسم صغيرة وأخرى معدل حجمها أكبر .وهنا نجد أن الأعراض المسببة للقزامة الغير متكافئة تمنع نمو العظام بشكل طبيعي.
ومعظم الأقزام الذين لديهم قصر القامة الغير متكافئ يكون معدل حجم جذع الشخص متوسطاً وأطرافه صغيرة جداً لكن هناك بعض الناس لهم جذع صغير جداً وأطراف كبيرة غير متكافئة.وأهم الخصائص الشائعة لهذه الأعراض أن الرأس يكون حجمه أكبر من الجسم بشكل غير متكافئ.
وعلى الرغم من ذلك فإن كل الأقزام الذين لديهم قصر قامة غير متكافئة يتميزون بأن قدرتهم الفكرية عادية.وتكون القزامة هذه عادة نتيجة نقص في تكون العظام أثناء التخلق أو اضطراب أثناء النمو.يسبب قصر القامة الغير متكافئ.
وهذا العرض عادة يتسبب في:
• وصول الشخص البالغ تقريباً إلى (100 – 120 سم)فقط.
• يكون حجم الجذع متوسطاً.
• تكون الأذرع والأرجل قصيرة,خصوصاً العضد والجزء العلوي من الرجل.
• تكون الأصابع قصيرة,وغالباً يوجد فارق واسع بين إصبعي الوسطى والبنصر.
• قابلية للحركة محدودة للكوعين.
• الرأس كبير غير متكافئ مع وجود جبهة بارزة وجسر الأنف مسطح.
• استمرار النمو للسيقان المنحنية (رُكْبة فحْجاء).
• استمرار النمو لأسفل الظهر .
• القزامة المتكافئة:-
- حيث يكون الجسم صغيراً بشكل متناسب وكل أجزاء الجسم صغيرة بنفس الدرجة وتبدو متناسبة مع طول القامة.
وهذه تنتج عن مشكلة صحية أثناء الولادة أو في فترة الطفولة المبكرة مما يؤثر على معدل سرعة النمو العام للطفل.وهنا نجد أن الرأس ,الجذع والأطراف كلها تكون صغيرة لكن متناسقة بحيث يكون معدل حجمها متوافق مع بعضها البعض.ولكن ولله الحمد معظم هذه الاضطرابات غير شائعة,أما الأعراض لهذه الاضطرابات فإنها تتفاوت بشكل كبير.فهذه الاضطرابات عموماً تؤثر على النمو العام للجسم .والكثير منها يتسبب في النمو الضعيف لأحد أجزاء الجسم أو أكثر .لكن القليل ولله الحمد من الاضطرابات المسببة للقزامة المتكافئة ينتج عنها تأخر عقلي.
ماهي مضاعفات القزامة الغير متكافئة؟
تتسبب التشوهات في الجمجمة,العمود الفقري والأطراف في عدد من المشاكل الشائعة مثل:
• التأخر في نمو مهارات الحركة مثل الوقوف,الحبو والمشي.
• إصابات الأذن المتكررة وخطر فقدان السمع.
• انحناء الساقين.
• صعوبة التنفس أثناء النوم.
• الضغط على الحبل الشوكي عند قاعدة الجمجمة.
• الأسنان المتزاحمة.
• التحدب الحاد أو القعس.
• في البلوغ,ضيق القناة في أسفل العمود الفقري ,يتسبب في الضغط على الحبل الشوكي ولاحقاً ألم أو خَدر في الرجلين.
• التهاب المفاصل عند البلوغ.
• زيادة في الوزن ويتسبب ذلك في تعقيد المشكلة في المفاصل والعمود الفقري والضغط على الأعصاب.
مضاعفات القزامة المتكافئة:
إن المشاكل التي تحدث في النمو العام للطفل تتسبب عادةً في تعقيدات كثيرة وخاصة عندما يكون هناك أعضاء ضعيفة النمو.
فعلى سبيل المثال ,مشاكل الكلية أو القلب غالباً توجد في متلازمة ترنر وهذه لها تأثير واضح على الصحة العامة للطفل عموماً.كما أن غياب النمو الجنسي المصاحب لنقص هرمون النمو أو في متلازمة ترنر لايؤثر فقط على النمو الطبيعي للجسم لكن أيضاً على الأداء الاجتماعي .
مفاهيم عامة:-
للأسف نجد أن الناس غالباً لديهم أوهام وتصورات خاطئة عن الأقزام .فمثلاً يعتقد البعض خطأًً أن الأقزام لديهم قدرات عقلية محدودة أو اضطرابات نفسية أو شخصية.
والبعض يعتبر الحكم على النمو بالطول بدلاً من السن ,وهذا غير صحيح بل أن بعض الناس يعاملون الأقزام على أنهم أطفال وهذه مشكلة كبيرة خاصة مع وجود تاريخ طويل للأقزام الذين تمت معاملتهم كمناظر للتسلية والضحك فقط.
كما أن الأطفال الأقزام مع الأسف الشديد عرضه للمضايقة والسخرية من زملائهم في الفصل,مما يسبب لهم الضيق الشديد والاكتئاب والعزلة عن المجتمع.
العلاج والعقاقير:-
معظم العلاجات للقزامة للأسف الشديد لاتزيد الطول لكنها تخفف المشاكل التي تتسبب فيها تعقيدات الأعراض .
أنواع العلاجات الجراحية الشائعة:
(1)جراحة تصحيح الشكل:
• إدخال مشابك معدنية في نهايات العظام الطويلة حيث يحدث النمو لتصحيح اتجاه نمو العظام.
• شق عظمة الطرف, تقويمها ثم إدخال شرائح معدنية لتثبيتها في مكانها.
• إدخال قضيب للمساعدة في تقويم العمود الفقري.
• زيادة حجم الفتحات في عظام العمود الفقري (الفقرات) لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي.
(2)إطالة الأطراف:
هناك بعض الأقزام مرشحون لإجراء جراحة إطالة الأطراف .لكن مع هذا الإجراء فإن الجراح هو الذي يقيم ضرورة ذلك وأهميته حيث يشق عظمة طويلة ثم يقسمها لقسمين أو أكثر وبعد ذلك يفصلهم قليلاً ثم يثبتهم بالمعدن.ولكي يخفف التوتر بين هذه الأقسام يتحكم بالمسامير والدبابيس الجراحية وذلك يساعد على تمكين العظام من النمو ثانية مع بعضها لكي تكتمل وتكون أطول.هذا الإجراء مثير للجدل للكثير من الناس الذين لديهم قزامة ,لأنه كجراحة مثل كل الجراحات لابد أن يوجد بها نوع من المخاطرة وقد ينجح الجراح في تصحيح القامة وقد لاينجح.
(3)العلاج بالهرمونات:
إذا كانت المشكلة هي نقص هرمون النمو فإن ذلك يعالج بإعطاء الطفل الكمية المناسبة من الهرمون بواسطة الحقن ومعظم الأطفال يحقنون يومياً للعديد من السنوات حتى يصلوا لأقصى حد من الطول في البلوغ وهو غالباً يكون متوسط الطول في العائلة .وهذا العلاج ربما يستمر خلال فترة المراهقة والبلوغ المبكر أيضاً وذلك للتأكد من مستوى النمو عند البلوغ,مثل نمو العضلات وزيادة الوزن.
*أسلوب الحياة والعلاج المنزلي :
المشاكل الهامة للأطفال الذين لديهم قزامة غير متكافئة تشمل:
مقاعد السيارة :
استخدام مقعد الأطفال الرضع ذات الظهر الثابت ودعامة الرقبة .
حمالات الأطفال وأدوات اللعب:
تجنب الأدوات والأجهزة الخاصة بالأطفال مثل ,الأراجيح ,المقاعد الطائرة (القفازة),حمالات حقائب الظهر ,عربات الأطفال – والتي تجعل الظهر متقوس على شكل c.الدعم بشكل كافي للرأس والرقبة عند جلوس الطفل.
المضاعفات:
مراقبة الطفل جيداً للمعرفة إذا ظهرت عليه أعراض التهابات في الأذن أو انقطاع النفس أثناء النوم لا سمح الله.
وضعية الجلوس:
لابد من توفير مسند للقدمين ووسادة لأسفل الظهر عند جلوس الطفل.
التغذية الصحية:
إن تعليم الطفل عادات غذائية صحية مهم جداً لتجنب مشاكل زيادة الوزن في المستقبل.
المواجهة والدعم :
إذا كان طفلك يعاني من هذه المشكلة فيمكنك أخذ عدد من الخطوات لمساعدته في مواجهة التحديات في المستقبل .
التعديل على المنزل:
لابد من عمل بعض التغيرات في المنزل، فمثلاً قم بوضع تمديدات ذات تصميم خاص على مفاتيح الإضاءة لكي يصل إليها بسهولة، تركيب درابزينات منخفضة على السلالم واستبدال مقابض الأبواب العادية بمقابض لها يد وغير ذلك..
التحدث إلى المربيين والمعلمين:
التحدث إلى معلمي المدرسة عن ماهية القزامة، كيف تؤثر على الطفل، ماهي احتياجات الطفل في الفصل وكيف تستطيع المدرسة تلبية هذه الحاجات.
التحدث عن المضايقة:
حاول أن تقوم بتشجيع الطفل للتحدث عن أحاسيسه، وممارسة الحياة بشكل طبيعي والرضا بماقدره الله.