قلمي الوفي
قلمي الوفي
السلام عليكم
مدخل
اليوم أنا مالكة الدفتر
اليوم أنا صاحبة القلم
كل صفحة ..... هي بحري
و كل سطر .... هو جسري
حروفي تتطاير في السماء
فهل لي إلتقاطها قبل المساء
صفحتي الأولى
"زرقاء"
بصفاء السماء أرى كل شيء بريء و صاف
عالم خيالي أعلم ذلك، كل صوره منسوجة بخيوط
تذوب فور تفتيح أعيننا على حقيقة عالمنا اليوم
لكنني أعشق الإبحار بهذا الصفاء الغير ملموس
و المكوث فيه للأبد و لكن ......
نفذ مداد قلمي الأزرق و أبى الكتابة بعد
كأنه يوقظني من الغرق في الصفاء لأواجه الحقيقة ....
صحوة قاسية من قلم بريء ...... لماذا؟؟؟
رميته بغضب في سلة المهملات و كأنني أقول له لا أحتاج زرقتك
ثم إلتقطت قلما آخر ربما لأشعره بالغيرة ..... و قلبت الصفحة
صفحتي التانية
"خضراء"
خضرة الطبيعة الخلابة تريح النظر
تشعرني بالإنسجام مع روحي
نسمات الهواء الدافئ تلامس خدودي بحنان
و كأنها تهمس لي إبتسمي و تطلعي لصفاء السماء
لم يندثر ما زال هنا بقدرة الخالق ما عليك من قلمك القاسي
فزرقته لم تكن بصفائك أنت و لا ببراءة روحك
لكن من شدة رغبتي في الجري وسط هذه الخضرة و التطلع للسماء
تعثرت و إنكسر قلمي بيدي ... و كأنه يسخر مني و يقول لي
كيف لك أن تطمعي بإمتلاك زرقة السماء و خضرة الطبيعة !!!
حقا أنت مجنونة !!! صرخت به و قلت و ما عيب الجنون أيها القلم ؟؟؟
أجابني ليس له لونا و لا نعرف له قلما .....
رميت القلم الأخضر إلى جانب الأزرق و تنهدت
فبحثت عن قلم مجنون آخر و قلبت الصفحة ......
صفحتي الثالثة
"حمراء"
رمز الحب و الجنون
وردة حمراء... علامة للحب
علبة حمراء... إهداء عيد الحب
فستان أحمر... إثارة لجنون الحب
فراش أحمر... دعوة للحلم بالحب
بطاقة حمراء ... همسة حب
أشعر و كأنني سأفقد عقلي حقا
هههه لكن الشعور بالجنون أحيانا لذيذ
يأخذني بعيدا عن الأحزان ....
لكن يدي ترتجف و فجأة تطاير القلم من يدي
و تأرجح على الأرض و ذهب بعيدا تحت السجاد
و سمعت ضحكاته الجنونية و هو يقول ....
أبدا لن تستطيعي مجاراتي ... أبدا لن تلحقي بي ....
فأنا الجنون يا صغيرة و قد رئفت بك و إبتعدت عنك ...
لتعيشي بعالم الكبار .... ذهب الجنون عني و بقيت وحيدة ...
و بحثت عن قلم آخر فلم أجد غيره ينتظرني .....فقلبت الصفحة ...
صفحتي الرابعة
"سوداء"
لوني المفضل لا أعرف لماذا أحبه
ربما لأنه لم يسأم إنتظاري و ضل وفيا لهمساتي
أمسكته بيدي و قلت له : عدت إليك يا صديقي
أحسست و كأنه يرقص فرحا قائلا : أهلا بك صديقتي
سألته : ما زلت تذكرني ... قال : أكيد و سأنتظرك للأبد
و هل حزنت لبعدي عنك ... أجاب : طبعا و كنت سأضل حزينا للأبد
و هل غرت من الأقلام الأخرى ... تنهد و همس : كثيرا
فأضاف ليس لأنهم أبهى مني و لا لأن لهم دلالة الصفاء الأزرق و الراحة الخضراء و الجنون الأحمر
فأنت تعلمين أنني أكثر رقيا و سحرا
بل فقط لأنهم شاركوني لمسة أصابعك و شاركوك لحظات بوحك التي كانت ملكي
خفت أن لا تعودي أبدا محبوبتي ...
توردت خدودي من كلماته الصادقة
فعلمت أنه هو من أحب ... معه راحتي و صفائي و جنوني
وحده يعلم كيف يحتوي آهاتي و يتحمل عنادي فهو سوادي و بياضي
كل ألوان الدنيا لن تعوضني حنانه و إهتمامه
رغم حب تملكه لي فهو أيضا ملكي
"أنت ملكي لوحدي يا جوادي"
نزلت دمعتي بآخر الصفحة فوجدته يقبلها و يهمس "تصبحين على خير حبيبتي"
فابتسمت و وضعته تحت وسادتي و علمت أنه غدا سيكون معي
"النهاية"
أقفلت الدفتر أخيرا و أنا كلي أمل في غد أفضل
تعلمت أن ليس للون علاقة بما نعيشه
و ليس كل ما نراه حقيقي
و أنه علينا دوما الحفاظ على ما نملك
قبل أن يضيع منا
مخرج
لقد إنتهـى يومـي ولـم يعد الدفتر ملكـي
لـــــكـــــن الـــقــــــلـــم مـــلـــكـــي أكـــيـــد
أحبك يا قلمي
مما راق لى