السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم بعض مقتنيات جهازى الكمبيوترى
معنى الإلحاد فى أسماء الله تعالى
قال القرطبى : الإلحاد : الميل وترك القصد ، يقال : ألحد الرجل فى الدين . وألحد إذا مال ، ومنه اللحد فى القبر ، لأنه فى ناحيته . والإلحاد يتكون بثلاثة أوجه :
أحدها : بالتغيير فيها كما فعله المشركون ، وذلك أنهم عدلوا بها عما هى عليه فسمَّوا بها آوثانهم ، فاشتقوا اللات من الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان ، قاله ابن عباس وقتادة .
الثانى : بالزيادة فيها .
الثالث : بالنقصان منها ، كما يفعله الجهال الذين يخترعون أدعية يسمون فيها الله تعالى بغير أسمائه ، ويذكرونه بغير ما يُذكر من أفعاله إلى غير ذلك مما لا يليق به (1) .
وقال الشيخ ابن عثيمين : الإلحاد فى أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها : وهو أنواع :
الأول : أن ينكر شيئاً منها أو مما دلَّت عليه الصفات والأحكام كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم . وإنما كان ذلك إلحاداً لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله فإنكار شىء من ذلك ميل بها عما يجب فيها .
الثانى : أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص بل هى دالة على بطلانه فجعلها دالة عليه ميل به عما يجب فيها .
الثالث : أن يسمِّى الله تعالى بما لم يُسَمِّ به نفسه كتسمية النصارى له : ( الأب ) وتسمية الفلاسفة إياه : ( العلة القاعلة ) وذلك لأن أسماء الله تعالى توفيقية فتسمية الله تعالى بما لم يُسم به نفسه مَيلٌ بها عمَّا يجب فيها كما أن هذه الأسماء التى سموْه بها باطلة ينزه الله تعالى عنها .
الرابع : أن يشتق من أسمائه للأصنام كما فعل المشركون فى اشتقاق العزى من العزيز واشتثاق اللات من الإله على أحد القولين فسموا بها أصنامهم وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به لقوله تعالى : ) ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها( [ الأعراف : 180 ] وقوله تعالى) له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والأرض([ الحشر : 241 ] فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق وبأنه يسبح له ما فى السماوات والأرض فهو مختص بالأسماء فتسمية غيره بها على الوجه الذى يختص بالله عزوجل ميل بها عما يجب فيها .
ومنه ما يكون شركاً أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية (1).
(1) تفسير القرطبى ( 7 / 323 ) .
(1) " القواعد المثلى " ص 26 .