إن استشراء الفساد الجنسى أمسى حقيقة لا ريب فيها، ولكنى أعد التقاليد البالية شريكة فى المسئولية الجنائية مع الانحلال الذى وفدت به المدنية العصرية.
إن هذه التقاليد لا تعرف الأحكام الإسلامية الصحيحة فى كثير من القضايا، وإذا عرفتها لم تقف مع بواعث التقوى وخشية الله فى تنفيذها , ومن مقررات هذه التقاليد المريضة جعل الزواج مشكلة اقتصادية رهيبة ثم فساد الصورة الإنسانية لوظيفة المرأة قبل الزواج وبعده .. والجهل التام بدور الأسرة فى التربية على امتداد مراحل العمر وهذه التقاليد التى تنهض على الرياء والتظاهر والتكلف كانت ولا زالت من أسباب انهيار الحضارة الإسلامية وتوالد أجيال حقيرة الفكر والسيرة والأمانى والهمم.
ولكى نعود إلى ديننا ونتصل بسيرته الأولى، ونتحصن ضد العلل النفسية والاجتماعية التى زحفت علينا مع الغزو الأجنبى لا بد من رعاية أمور شتى منها :ـ
أولاً : توثيق الصلة بين المرأة وينابيع الثقافة الدينية والمدنية
ثانياً : إعادة الحياة للعلاقة بين النساء وبيوت الله فى الصلوات
ثالثا :ً تدريس الوظائف التربوية للبيت المسلم حتى نستطيع تخريج أجيال تعرف ربها ودينها ومعاشها ومعادها على قواعد مغروسة فى اللحم والدم، وفضائل يرضعها النشء مع اللبن.
رابعاً : الحكم بإعدام ما تواصى المسلمون به فى تقاليد
الزواج من مغالاة فى المهور وإسراف فى الحفلات وتكديس للأثاث وتنافس فى الكماليات، وإعادة الزواج إلى معناه السهل القديم ليكون عصمة وسياجاً للدين والدنيا
خامساً : وصل ما بين البيت المسلم وقضايا المجتمع الكبرى حتى
لا يحيا بيت فى جو منافعه الخاصة جاهلاً أو جاحداً ما وراءها ولو أن كل
دولة مسلمة أنشأت وزارة للأسرة والشباب كى تضمن ما ذكرنا ما كان ذلك كثيراً، بل لعله يكون أقرب إلى حياتنا الإسلامية الصحيحة .
فلو راقبت وضع المرأة فى شتى البيئات لوجدت إنسانة محكوماً عليها بالجهل والقصور، مفروضاً عليها التفريط فى حقوق الله وتعاليم دينه فلِم ذلك ؟ وكيف يقع ذلك باسم الإسلام؟
ورأيت جماهير المسلمين وكأنها متفقة على جعل الزواج مشكلة
تقصم الظهور دون مبالاة بما ينشأ عن ذلك من شيوع الفسق والفجور، فأى تدين هذا ؟ وبأى حق يستولى بعض الآباء على المهور ؟
وبأى حق يكلف بعض آخر بالاستدانة ليعين على زواج ابنته ؟ ولماذا تطلب البنت عندنا أثاثاً لا تطلبه لنفسها المرأة الغربية ولا الشرقية ؟
إن المرأة العربية العادية ربما فرضت لنفسها بيتاً لا تحلم به امرأة من رواد الفضاء، فلِم بالله هذا الترف ؟
لماذا نرتضى إغلاق البيوت على ألوف العوانس إذا لم يتزوجن وفق هذه التقاليد السفيهة ؟وإلى أين تقودنا تقاليد الرياء التى تواضعنا على الاحتكام إليها ناسين ديننا ودنيانا على السواء ؟
إذا كان الإسلام دين الفطرة فإن العالم الإسلامى يكذب على فطرته، ويفتح أقطاره لفساد جنسى زاحف من كل ناحية, يجعل الزنا عملة متداولة دون حرج، ويعطى كل أنثى وذكر حق الاتصال الحرام كلاً أو بعضاً حسب ما يشتهى, والذين يفتعلون الأزمات والضوائق فى الطعام الحلال لا ينتظرون إلا إقبال الناس على الحرام الرخيص يعبون منه عباً
وقد رأيت بنفسى ـ للأسف ـ ناساً يأخرون زواجهم إلى سن معينة حتى يتموه وفق تقاليده المقررة .. وإلى بلوغ هذه السن لا مانع من الزنا، وغير الزنا..! ورأيت ناساً يستدينون بالربا ليقيموا الأحفال المطلوبة
ومن هؤلاء من يقتل المرأة إذا زنت ويترك الشاب دون غضب
فعلمت أن المسلمين فى هذا المجال وغيره لا يكترثون بحدود الله ولا يبالون سخطه، وأنهم كما يهوون، وقد يتبجح بعضهم فيصف هواه بأنه دين، وما هو إلا الكذب على رب العالمين.
ويجب تسهيل الزواج وأحكام التطبيق الدينى فى شئون الرجال والنساء على سواء.