هكذا هي النفس التي تتوق إلى كل لذة محرمة .. تتذكر رؤية الله لها .. فتقطع خطوات
الشيطان خوفا وحياء .. هذه النفس قد تفكر في معصية الله ..
وقد تشتاق إلى إرضاء الهوى ..
ولكنها .. تتذكر آية عظيمة تحطم كيان تزيين الشيطان لها..
( إن الله كان عليكم رقيبا ) وبذلك .. تربَّت هذه النفس على تأمل وتدبر
( إن الله كان عليكم رقيبا ) فاستشعرت رقابة الله عز وجل ..
وللأسف .. فمثيرات الفتن الشهوانية .. تزداد في كل حين .. وقد يزين لها
الشيطان أثناء الخلوة وبعد الناس .. فعندما يتيسر وقوع المعصية .. جاءت أبيات
طالما رددتها هذه النفس في خاطرها .. وأنشدتها وتغنت بها ..
وإذا خلوت بريبة في ظلمة ** والنفس داعية إلى العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها ** إن الذي خلق الظلام يراني
فمباشرة .. يتبدل الحال .. وتصبح هذه النفس في نعيم الطاعة بدلا
من بؤس المعصية .. لعله ظهر جليا بأن هذه النفس متربية على رقابة الله..
فكانت هذه الرقابة سدا منيعا تجاه كل معصية رغم كثرة الأهواء .. فلنبدأ بتربية أنفسنا
على رقابة الله .. ولنودع رقابة الناس والاهتمام برقابة رب الناس.. ولنستشعر
النصوص من القرآن والسنة في ذلك.. ولا ننس التأمل في مواقف السلف الإيمانية
في رقابتهم لله .. ولندع الله مع الإلحاح في أن يمكن قلوبنا من خوفه ورقابته
ومحبته .. ومع الختام .. أذكر برقابة الله عند دواعي زلل اللسان..