ما هو غلاف القلب ؟؟؟؟؟؟
هو غلاف للقلب الشفاف يقيه جراح الأشواك،
وهو سياج للنفس الرقراقة يمنع عنها ألوان القبح ومعاني الابتذال ،
إنه الحياء ،
ذاك الوصف الذي هو قرين بالنبلاء والعلماء والفوارس والصالحين وأهل المروءات
فلا يكاد يتصف به أحد إلا وزينه ولا يكاد يقترن به أحد إلا رفعه .
و الوجه المصون بالحياء ، كالجوهر المكنون في الوعاء ،
ولن يتزين إنسان بزينة هي أبهى ولا أجمل من الحياء ،
عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما كان الفحش في شئ قط إلا شانه ، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه " . [ أخرجه الترمذي ] .
والقلوب الحية أهم أوصافها أنها حيية ,
و بحسب حياة القلب يكون فيه قوة الحياء ،
وقلة الحياء من جمود القلب وربما كانت من علامات موته
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :
" الحياء لا يأتي إلا بخير " ،
قال بشير بن كعب :
" مكتوب في الحكمة أن منه وقارا ومنه سكينه " [أخرجه البخاري في الأدب عن عمران بن الحصين ] .
وكان مالك بن دينار يقول :
" ما عاقب الله _تعالى_ قلبا بأشد من أن يسلب منه الحياء " ..
وقد رفع الإسلام شأن الحياء ، وحض عليه ، وامتدح أهله في القرآن الكريم ، والسنة المطهرة،
قال _تعالى_ : " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ".
قال عمر _رضي الله عنه_ : " ليست بسلفع من النساء خراجه ولاجه ، ولكن جاءت مستترة ، قد وضعت كم درعها على وجهها استحياء "
, وفي رواية : " جاءت تمشي على استحياء ،
قائلة بثوبها على وجهها ، ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة " . [تفسير ابن كثير ]
سر الحياء :
وسر الحياء شهود النعمة والإحسان ،
فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه ،
وإنما يفعله اللئيم ، فيمنعه مشهد إحسانه إليه ، ونعمته عليه من عصيانه حياء منه ,
قال الجنيد :
( الحياء رؤية الآلاء ، ورؤية التقصير ، فيتولد بينهما حالة تسمي الحياء وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح ، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق ) ,
فإذا كان الإنسان يخجل من أن يسيء إلى من أحسن إليه من البشر ،
فكيف لا يستحيي الإنسان من ربه واهب النعم التي لا تحصى .
قال الفضيل بن عياض :
" لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة ، وبين أن لا أبعث لاخترت أن لا أبعث "
، قيل لمحمد بن حاتم : هذا من الحياء ؟
قال : نعم هذا من طريق الحياء من الله عز وجل .
و قال محمد بن على الترمذي :
" اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره إليك ، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك ، واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه ، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه " .
وروي أن الأسود بن يزيد لما احتضر بكى ، فقيل له : " ما هذا الجزع ؟ " ،
قال : " مالي لا أجزع ؟ ومن أحق بذلك مني ؟
والله لو أتيت بالمغفرة من الله _عز وجل_ لأهمني الحياء منه مما قد صنعت ،
إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه ، ولا يزال مستحييا منه " .
وقال الحسن : " لو لم تبك إلا للحياء من ذلك المقام ؛ لكان ينبغي لنا أن نبكي فنطيل البكاء " .
عن عبد الله بن عمر _رضي الله عنهما_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال : "الحياء والإيمان قرنا جميعا ؛ فإذا رفع أحدهما ، رفع الآخر " . ( رواه الحاكم وقال على شرط البخاري ومسلم )
وعن عبد الله بن عمر أيضا أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء ، ـ وفي رواية : وهو يعاتب أخاه على الحياء يقول :
" إنك لتستحيي " ، حتى كأنه يقول : " قد أضر بك " .
فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :
" دعه، فإن الحياء من الإيمان " رواه مسلم
وعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :
" الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأعلاها : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان "
رواه البخاري ومسلم
والرب _سبحانه_ يحب من عباده أن يتصفوا بالحياء ,
ففي حديث يعلى بن أمية " أن الله يحب الحياء والستر " أبو داود والنسائي .
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال :
قال لي أشج بني عصر : قال لي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : " إن فيك لخلتين يحبهما الله عز وجل " ، قال : قلت : " وما هما ؟ " قال : " الحلم والحياء " ، قال : قلت : " قديما كانتا فيّ أم حديثا ؟ " ، قال : " قديما " ، قال : " الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله _عز وجل_ " رواه أحمد
وعن أبي مسعود البدري _رضي الله عنه_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال
: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : " إذا لم تستح ، فاصنع ما شئت " ) رواه البخاري