عندما تغلقُ في وجهك كل الدروب و جميع الطرقات
و يصبح العالم أصغر من ذرة تراب و السموات كأنها أرتاج تعاني من ضيق في الشهيق و الزفير
و يصبح التنفس ضيق ضمن قفص عظام صدرك
و تتسارع الزفرات .
فمن الخلف و من الأمام و من حولك
ترى كل الناس لكن للأسف لا أحد منهم يسمع صرخات أعماقك و أنين روحك فـ تئن و تبكي بصمت
و تدمع العيون بلا دموع فـ تذهب لتختار لنفسك
وسادة من عزلة لتتألم وحدك و تصرخ وحدك و تبكي وحدك ، إنها لحظة من عمرك وحياتك
قد تكون قصيرة و قد تكون طويلة
لكنها بجميع الأحوال تبقى (لحظة) قد جمعت فيها كل الأوجاع وكل الأحزان التي استباحت ثنايا نفسك وروحك,,,
في لحظات قصيرة تحاول نسيان كل ما تعلمته عن الرضا وعن الصبر و عن قدرة التحمل و تحاول نسيان كل شيء في تلك اللحظة و فجأة تتذكر كل شيء من معاناتك مع الضيق و الصراخ و الأنين و تتذكر كذلك أنك لازلت على قيد الحياة في زمن مقداره لحظة لا أكثر ..
تتذكر بـ أنك كنت ذلك العاشق الذي عاش الحب و لكن لم تقترب منه و تتدفق لحظة الذكرى لتقترب من شيء كان اسمه إلفة ومع ذلك كنت تشعر بالغربة ،،
وفي لحظة من عمر الزمن المديد تتذكر أنك مجرد
عابر سبيل وأنك لا بد راحل و ستفارق الأُلاف ..
وفي لحظات من فرح تتذكر أنك كنت فرحاً ولكن بدون ابتسامة وبأنك تسير تحت الشمس ومع ذلك لا يرافقك حتى ظلك ..
تحاول أن تنسى كل خصوصيات زمنك وكل ما تملكه و كل ما راح منك وما رحل عنك
و لا يبقى لديك الا لحظة تستشعر فيها أنك (إنسان),,
وكل ماعليه أن يقدمه و أن يفعله هو ممارسة طقوس من نسيان بينما ناقوس الذكريات يدق بقوة و عنف على جدران الذاكرة و الأوردة..
للحظة سوف تتذكر أنك نسيت كل ماسبق
فتحاول النداء ليسمعك الناس
و ترسم ضحكات ليفرح معك الناس
و تلحق بالإلفة فـ تشرع المجال للهواء
أن يسكن صدرك
لتشعر أنك حي لمدة لحظة
عندها سوف تعتمرك ثورة متوقدة في أعماقك
ثورة عمرها الافتراضي
لـ/حظة .. لاأكثر...!!!
م0ن