التعريف بالشاعر
ولد صلاح جاهين فى 25 / 12 / 1930 م بحى بشبرا فى شارع جميل باشا. وصلاح جاهين هو الأكبر بين إخوته.
والده المستشار بهجت حلمى الذى تدرج فى السلك القضائى بدءً من وكيل نيابة حتى عُين رئيساً لمحكمة استئناف المنصورة.
كانت ولادة صلاح جاهين متعثرة تعرضت أثنائها والدته للخطر، فوُلد شديد الزرقة دون صرخة حتى ظن المحيطون أن الطفل قد ولد ميتاً، ولكن جاءت صرخة الطفل منبهة بولادة طفل ليس ككل الأطفال.
وكانت لهذه الولادة المتعثرة تأثيرها، فمن المعروف أن الولادة المتعثرة تترك آثارها على الطفل فتلازمه طول حياته وقد تتسبب فى عدم استقرار الحالة المزاجية أو الحدة فى التعبير عن المشاعر - سواء كانت فرحاً أو حزناً، وهو ما لوحظ فى صلاح جاهين الذى يفرح كالأطفال ويحزن لدرجة الاكتئاب عند المصائب.
استطاع صلاح جاهين ببساطته وتلقائيته التعبير عن كل ما يشغل البسطاء بأسلوب يسهل فهمهه واستيعابه، وهو ما جعله فارساً يحلق برسومه وكلماته ويطوف بها بين مختلف طبقات الشعب المصرى، بل كانت جواز سفره لمختلف البلدان العربية التى رددت كلماته حَفْزاً للعمل والانجاز
فهو شاعر ورسام كاريكاتور ، وكاتب سيناريو ، لم يستكمل دراسته بالفنون الجميله ، ولكنه درس الحقوق ، عمل رساما فى العديد من الصحف ، اخرها الاهرام
و قد توفى العام 1986 عن خمسة و خمسين عاما.
و كان و كأنه كان يعرف أن القدر لن يمهله فدخل في سباق معه أنجز خلاله مئات القصائد التي تراوحت بين الزجل و الشعر العامي و الشعر الشعبي التي تحولت إلى أغنيات غناها عشرات المطربين المصريين، و راوحت بين أغاني الحب و الأغاني الوطنية والأغاني الخفيفة، و كتب أيضا عددا من الأوبريتات الغنائية ربما كان أشهرها أوبريت الليلة الكبيرة الذي ما زال يحتفظ بألقه حتى اليوم، و مئات الرسوم الكاريكاتيرية التي بدأ في رسمها أسبوعيا في مجلتي صباح الخير و روز اليوسف الأسبوعيتين، قبل أن ينتقل إلى صحيفة الأهرام التي كانت آنذاك في أوج ازدهارها، فكان يلخص في رسومه اليومية تلك و في صورة كاريكاتيرية ساخرة الموقف السياسي السائد آنذاك.
بدأ صلاح جاهين يكتب الشعر الكلاسيكي في أواخر الأربعينات، قبل أن يبلغ العشرين من عمره. لكنه قرأ يوما قصيدة بالعامية المصرية لشاعر لم يكن قد سمع به آنذاك، فقرر التعرف إليه و كان له ذلك. و لم يكن ذلك الشاعر سوى فؤاد حداد، الذي أثر فيه تأثيرا كبيرا و جمعته به صداقة عميقة استمرت فيما بعد حين تزوج ابن صلاح جاهين، و هو شاعر أيضا من ابنة فؤاد حداد. و في أواسط الخمسينات بدأ صلاح جاهين مسيرته الفنية التشكيلية في مجلة روز اليوسف، ومسيرته الشعرية التي بلغت ذروتها في ديوانه الشهير والكبير "الرباعيات".
خلال الفترة التي فصلت بين أواسط الخمسينات و بين الخامس من حزيران **يونيو** 1967 غنى صلاح جاهين للحب و الشباب والأطفال، كما غنى للثورة المصرية و لزعيمها جمال عبد الناصر. و لكنه بعد النكسة التي حدثت في ذلك اليوم أصيب بحالة من الكآبة لم يشف منها حتى رحيله، فتوقف عن كتابة الأغاني و الأناشيد الوطنية، و اتجه إلى الكتابة في اتجاهين؛ الشعر التأملي العميق كما في الرباعيات، والأغاني الخفيفة، و التي ربما كان أشهرها تلك الأغاني التي غنتها الممثلة سعاد حسني في فيلم "خللي بالك من زوزو"، مثل الأغنية التي حملت عنوان الفيلم، و"يا واد يا تقيل" و غيرها. و الطريف أن ملحن هذه الأغاني هو الموسيقي الكبير كمال الطويل، الذي كان في الفترة السابقة، يلحن له أغانيه الوطنية و الحماسية مثل "صورة" و"ياأهلا بالمعارك" و"بستان الاشتراكية" و غيرها.
كما لحن له آخر أغانيه الوطنية وهي "راجعين بقوة السلاح".
و قد قال صلاح جاهين مفسرا حالة الكآبة التي دخل فيها و مبررا قراره بالتوقف عن كتابة الأغاني الوطنية، إنه كتب الأغنية المذكورة التي لحنها كمال الطويل لتغنيها أم كلثوم عشية هزيمة الخامس من حزيران **يونيو** 1967. وتقول كلمات الأغنية:
راجعين بقوة السلاح...... راجعين نحرر الحمى
راجعين كما رجع الصباح....... من بعد ليلة مظلمة
و في اليوم التالي جاءت النكسة على نقيض مروع من الأمل الذي تحمله كلمات هذه الأغنية، فلم يحتمل قلب صلاح جاهين المثقل كل هذا الألم فدخل في حالة الاكتئاب حتى مات في العام1986.
من أعماله السينمائية
تمثيل:
لا وقت للحب
اللص والكلاب
المماليك
حوار:
اللعنه
المتوحشه
خللى بالك من زوزو
شيلنى واشيلك
شفيقه ومتولى
سيناريو :
المتوحشه
خللى بالك من زوزو
شفيقه ومتولى
****
و من آراء بعض كبار الفنانين فيه :
[I]" كانت طاقة صلاح جاهين الفنيه تدفعه الى ممارسة كثير من الفنون ، كان يرسم الكاريكاتير ، و يؤلف الاغانى و المسرحيات و السيناريوهات ، و كان موسيقيا يضع الألحان ، و يقوم بالتمثيل على المسرح و أمام الكاميرا ، و كان ناجحاً نجاحاً باهراً فى كل هذه الاعمال "[/I]**احسان عبد القدوس**
"كان صلاح جاهين شمساً تشع بالفرح رغم أن باطنه كان ليلاً من الأحزان العميقة ، و كان يدارى أحزانه و يخفيها عن الناس ،
و يصنع منها ابتسامه ساخره و يظهر على الناس بوجهه الضاحك كل يوم "
**أحمد بهجت**
من أهم أشعار جاهين رائعة **على اسم مصر**
على اسم مصر
الجزء الأول
النخل في العالي والنيل ماشي طوالي
معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي
يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد
زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد
وزي باقي العبيد باجري على عيالي
باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي
محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد
وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد
لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد
على اسم مصر
مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج
زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج
وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة
حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة
في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج
ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج
وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة
اسمعها مهموسة والا اسمعها مشخوطه
شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة
على اسم مصر
وترن من تاني نفس النبرة في وداني
ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني
وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد
فيه شيء حصل أو بيحصل أوح يحصل جد
أو ربما الأمر حالة وجد واخداني
انا اللي ياما الهوى جابني ووداني
وكلام على لساني جاني لابد اقوله لحد
القمح ليه إسمه قمح اليوم وأمس وغد
ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد
على اسم مصر
ولما زماني رماني عليل
نسيت كل شيء عن حبيبي الجميل
لكن هو أبداً
انا مانساهوش
نسيت مشيته وصوته كان شكله إيه
ورسمة شفايفه
ولمسة إيديه
نسيت نظراته
نسيت لون عينيه
وقوس الحواجب وسهم الرموش
لكن هو أبداً
انا ما انساهوش
نسيت إسمه وحكايته وعرفته فين
وعشنا سوى العمر
والا يومين
وكان م البشر
والا طير بجناحين
نسيت حتى كان له وجود أو مالوش
لكين هو أبداً
أنا ما انساهوش
قطعوا الأغاني وطارت نشرة الأخبار
دارت على كل دار في الكوكب الدوار
يا حاضرين اعلموا الغايبين بأنه في مصر
اتغير الاسم منذ الآن فأصبح .. مصر
ضحك التاريخ ضحكته المشهور بها واندار
ودخل مناقشة مع الجغرافيا عما صار
هل نعترف بالبيان اللي أذيع العصر
أم ننتظر مصر تطرد اسرائيل بالقسر
وساعتها تحصل بكل جدارة يوم النصر
على اسم مصر
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت
على اسم مصر
مصر السما الفزدقي وعصافير معدية
والقلة مملية ع الشباك .. مندية
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال
ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال
على اسم مصر
رحـيـلاً رحـيـلاً بغيـر هـوادة
رحـيلاً فإن الـرحـيل سعـادة
عبادة
إرادة
سيادة
ولادة
رحـيـلا .. إلى أين لـيس يـهـم
ولـيس يـهـم بأي وسيـلة ..
أجيـراً بلقمـتـه في البـواخـر ..
عـلى واحـد من جيـاد القبيلة ..
على مقعـد في ذرى الجـو فـاخـر
وتمـلأ الكـأس بنت جمـيلة ..
على قدمي .. أو بفكري .. أهاجر
أبادر
أغادر
أخاطر
أسافر
ولـكـن إلى أيـن .. لـيس يـهـم
إلى حيث لا تعبـر الأفـق شمس
إلى القـطب .. أو حلقة الاستواء ..
إلى حـيث يـسمـع لـلجـن همس
إلى بـاطـن الأرض أو في الـفضـاء
إلى مـرفـأ الغـد .. أو أرض أمس
أرى كل شيء ومن أين جاء
وافعل ما قاله القدماء
من الفقراء
أو الحكماء
أو الأمراء
أو الأشقياء أو البلهاء فليس يهم
لقد قيل وهو الكلام المهم
اللي يعيش ياما يشوف
واللي يمشي يشوف اكتر
شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق
بان البلد ماشي زي النمس في الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق في ريح مزراق
كأنهم لا بشـر ولا خلقـة الخـلاق
ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب
من غير أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب
والصبح بدري الجبرتي ينام وقلمه يسيب
على اسم مصر
مصر اللي عمر الجبرتي لم عرف لها عمر
وطلع لقاها مكان مليان عوام وزعر
جعيدية غوغاء يجيبوا تملي وجع الراس
وخليط أفارقه هنادوة روم ملل أجناس
والترك في القلعة والمماليك خدودهم حمر
كان عمرها ستلاف سنة .. كلها سنين خضر
بس الزمان يختلف زي اختلاف الناس
ناس تبني مجد وحضارة وناس بلا احساس
وناس تنام لما يزحف موكب الأحداث
على اسم مصر
أنا اللي اسمي حتحـور .. أنا بنت رع
مثـال الأمـومـة ورمـز الحـنـان
تفـيض حـلمـاتي وتمـلا الـتـرع
وتسـقـي البـشـر كلهـم والغـيـطان
أنـا ربـة الحـب حتـحـور أنـا
أنـا السيـدة المـنـجدة المـغـرميـن
وكـم مـن محـب ف هـواه انـضـنى
دعـاني وطيـبـت خـاطـره الحـزيـن
أنـا طـيبـة انمـا طـبـعي صـعـب
وديعـه .. ولـو ثـرت بـطشـي مـهـول
ما اشـوفش اللي قدامي لو ألف شعب
أدوسـهـم وتجـري دمـاهـم سيـول
ويـوم رع ما فـات بسنـاه في السـما
وكل العيـون خايفـة تنـظر اليـه
وجـالـه القمـر خلقتـه معتـمة
وعـدى قصـاده .. وضـلم عـليه
يا ويـل الـلي فتـح في ابـويا العـظيم
يا ويل من تطاول يا ويل من ضحك
يا ويـلك يا مصـر مصيرك الـيم
أنا اللي اسمي حتحور انا ح امسحك
يحـاول يهـديني رع ما اسمـعـوش
وادمـر واطـيـح في البلاد والعبـاد
أنـا الـطيبـه .. كنت زي الوحـوش
سفـكـت دماء البـنـات والـولاد
دبـحت المحبـين في عـز القبـل
هـدمت المعابد على المنشدين
قلبت على النحـاتين الجبل
حرقت الغيـطان هم والفلاحين
لحد ما رع نـادى ع الآلهة
وقال صـبوا في النهر كل النبيذ
وشفت الميـاه حمرا ومزهزهة
وظنيتها دم الضحايا الـلذيذ
شربت انتقامـاً شربـت شربـت
وأنا بالـعن المفتـري والغبـي
وحبـة بحبـة عن الوعـي غبت
ونمت على النيل في ضي أبي
وقمت .. بكيت من فؤاد أم ثكلى
ونهنهت فوق صدر مصر العريض
على العالم المبدورين جنبي قتـلى
وكان دمعي ينصب في النيـل يفيض
واقول ليه يا مصـر ولادك كـده
يا إمـا المذله يا يتـجبـروا
يا خوفـي يا فـرحة قـلوب الـعدا
ويا نـدمـي لو ما يتغيـروا
ومن يـومها والنيـل في نفس المعاد
يفيض كل عام قبل فصل الخـريف
بلون حمرة الـدم يملا البلاد
ويملا النسـأيـم بعـطر مخـيف
بعطري أنا الـلي اسمي حتحور أنـا
وعـطري مخـيف وحـنون وطـري
يفـرح بس مـرة في كـل سنة
ويهمس يا مصر اذكـري .. واحـذري
نهايته يا مصر اللي كانت أصبحت وخلاص
تمثال بديع وانفه في الطين غاص
وناس من البدو شدوا عليه حبال الخيش
والقرص رع العظيم بقى صاج خبيز للعيش
وساق محارب قديم مبتورة ف أبو قرقاص
ما تعرف اللي بترها سيف والا رصاص
والا الخراب اللي صاب عقل البلد بالطيش
قال ابن خلدون أمم متفسخة تعيش ليش
وحصان صهل صحى جميع الجيش
على اسم مصر
حصان عرابي جميل حصان عرابي أصيل
حصان عرابي رشيق ديله طويل
يسهر مع الخيل طول الليل يتكلم
ويقول أراء رغم إنه ماكانش متعلم
ويقف في عابدين وياخذ زاوية البروفيل
للرسامين يرسموه ونشوفه جيل ورا جيل
ويعدي كالريح على المجاريح ويسلم
وحافره ع الصخر في التل الكبير علم
ولما صابه انفجار القنبلة اتالم
على اسم مصر
والمس حجارة الطوابي وادق بكعابي
يرجع لي صوت الصدى يفكرني بعذابي
يا ميت ندامة على أمة بلا جماهير
ثورتها يعملها جيشها ومالها غيره نصير
والشعب يرقص كأنه عجوز متصابي
إنهض من القبر احكي القصة يا عرابي
يطل لي رافع الطهطاوي م التصاوير
شاحب ومجروح في قلبه وجرح قلبه خطير
وعيونه مغرورقين بيصبوا دمع غزير
على اسم مصر
مالك سلامتك بتبكي ليه يا طهطاوي
قال لك عرابي .. انكسر بسلاح أوروباوي
وسلاح أوروبا ماهواش المدافع بس
ده فكر ناقد مميز للثمين والغث
قلناها ميت ألف مرة ألف مرة بصوت جهير داوي
بس الحماقة لاليها طبيب ولا مداوي
ولا حد م الخلق بالخطر اللي داخل حس
الغفلانين اللي خلوا العقل صابه مس
قالوا الخطر هو فكر أوروبا لو يندس
على اسم مصر
أحسنت في القول صحيح يا ولد يا متنبي
جبت اللي جوه الفؤاد عن مصر متعبى
وحكمت بالعدل لكن بعضنا انظلموا
" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم "
العلم كان عندنا من صغره متربي
لكنه هاجر وعدى البحر متخبي
لما الإيران هجموا ثم اليونان هجموا
ثم الرومان دمروا ثم التتار هدموا
ثم الجميع كل واحد جه مسح قدمه
على اسم مصر
أيها الديك رفيع الموضع
يا صفيحاً فوق مسمار يدور
صف لنا فعل الرياح الأربع
قل لنا .. لو كنت تدري ما يدور
قال صه . فالآن ريح الشرق جاءت
تحمل الضوضاء من سوق المزاد
وتغني دون لحن كيف شاءت
أنا ريح الشرق أدعى شهرزاد
أنا أحكي ثم أحكي ثم أحكي
وأمامي السيف كالعشب يميل
وبكائي يتساوى مع ضحكي
طالما كان بأسلوب جميل
ثم ها قد أرسل الغرب رياحه
تزكم الأنف برائحة عجب
وتغني كبغى في مناحة
أنا ريح الغرب لوني كالذهب
أنا صفراء برمل الصحراء
أدفن الخضرة تحتي دون رحمه
أوصدوا الباب بوجهي الحقراء
حسنا فلتصبح القرية فخمة
ثم ها قد اقبلت ريح الجنوب
بدخان الدهن تسري عابقة
وتغني انني أدعي الهبوب
أنا سوداء كبئر المشنقة
أنا سوداء كأفعى هائلة
كرماد النوم ينثر في العيون
كالعرايا في المروج الموحلة
سعداء .. تعساء ..يرقصون
وتأنى برهة ديك الصفيح
يلقط الأنفاس وهو يترنح
دائراً دورته مع كل ريح
وأخيراً صاح كالأسد المجنح
هللويا ..أقبلت ريح الشمال
في غلالات رقاق راعشه
وهي تشدو بحنو ودلال
ها أنا ريح الشمال المنعشة
إنني وردية مثل العسل
ديدمونا .. هكذا يدعونني
قد عبرت البحر يحدوني الأمل
لعطيل أسمر ..
يخنقني !
ومضى ديك الرياح في دعه
من يمين ليسار يتذبذب
وبدا اضحوكة وإمعه
وهو مصلوب شهيد يتعذب
وعلى رأي المثل
الديك الصفيح
بيدوخ ويا الريح
والديك الصفيح
م البيضه بيصيح
ويقول بالصريح
الفكر فوق في الشمال يا الله الحقوه يا ولاد
لحقوه ولاد من ولاد الأغنيا الأسياد
وهم راجعين رموه في الباخرة في البحر
ونزلوا حكموا في ظل الانجليز والقصر
ومصر في الشمس بتغربل كلام منعاد
عن ابن بنت ابن حنت وطارق ابن زياد
والانجليز راضية بالخطباء وخطب الفخر
خطيب يهز الرؤوس وخطيب يهز الخصر
وخطيب يموت موتة الأبطال قتيل القهر
على اسم مصر
والانجليز معجبين بمراسم التأبين
مات مصطفى كامل اتملت البلد صواوين
والمشرقين شوقي جابهم لجل يبكوا عليه
آه لو عرف هم إيه دلوقت وبقم إيه
المشرق الأولاني هو شعب الصين
هزم التخلف بتنظيم اشتراكي رصين
تنظيم يروح اللومان على طول كده برجليه
والمشرق التاني ينحط الحديد في إيديه
مليون شهيد يعني ثورة تخض شوقي بيه
على اسم مصر
هل مصر موميا جميلة صورتها فوق النعش
يعشقها مجنون ينادي عليها ولا تطلعش
هل مصر نار صفصفت والنفخ فيها محال
والأرض نشعت على رمادها استحال أوصال
سألت أنا الرافعي كان عجٌز ولا بيسمعش
لكن عينيه كانوا يحكولي قصص ما اشبعش
يقولولي ماتخافش مصر بخير وعال العال
مصر الجبرتي ومصر الرافعي حال غير الحال
انظر محمد فريد أعظم وأرقى مثال
على اسم مصر
خذ الكتاب في يمينك وانظر الترقيم
عند المحبة وعند الموت في حرف الميم
تلقى محمد فريد بينهم مقيم ع العهد
وتلقى وجهه المدوٌر زي قرص الشهد
مليان حماسة وكياسة وجدعنه وتصميم
على إيه مصمم؟ .. يسهٌم زي كل زعيم
ويقول على الثورة اللي وأدوا ثورته في المهد
أنا بابني في السر شيء صعب المنال كالفهد
على اسم مصر
محلول مركز من السكر في كباية
وف قلبه خيط يتلضم حباية حبايه
سكر نبات بللورات الماظ بتضوي ضي
وتفضل الألماظات تكبر شوي شوي
لحد ما العقد يبقى في الجمال غايه
ده الحزب في الشعب نضرب به المثل آيه
الصلب والسايل الاثنين سوا ياخي
تنظيم محمد فريد في كل قريه وحيٌ
بللوره بتشع بالثورة اللي يومها جيٌ
على اسم مصر
العقد الماظ ورقبة مصر لايقاله
ضيٌع فريد كل أرضه عليه وأمواله
وفجأة حاكموه ويالله نفوه عن الأوطان
وحرب عالمية أولى ووفد م الأعيان
وثورة والانجليز انحطوا وانشالوا
مين اللي نظٌم فلول الشعب ده بحاله
ازاي جميع البلاد تنهض في نفس الآن
القاهرة اسكندرية منفلوط اسوان
وبعيد يا ولداه فريد مرمي وحيد شرقان
على اسم مصر
السيمفونية اسمها الثورة على المحتل
سنة تسعتاشر اتعزفت في كل محل
تأليف محمد فريد ألفها من سنوات
وكتب لها النوتة بوق وبيانو وكمنجات
عزفوها من غير قيادته وجمعهم ما اختل
غير وقت صرف الأجور لما النفر ينذل
من وقتها وغلوشت نغمات على نغمات
وسعد زغلول زعيم مشغول في الانتخابات
يخطب ويضرب يابده يطبع البصمات
على اسم مصر
وف أوضة عريانة فيها كل شيء بردان
رقد فريد وحده بالحمى والهـذيان
وقام وقف ع السرير في تلج المانيا
ينده يا مصر اسمعي اللي مفاق الدنيا
ووصيتي الثورة لاشتراكية والبنيان
ثورة بحق وحقيق مش حركة م الأعيان
ماتغمضوش عن وحوش الغرب ولا ثانية
ح تروح وحوش لنجليز تطلع وحوش تانية
وسقط ونطق الشهادة ونظرته الحانية
على اسم مصر
يتبــــــــــــــــــــــ ــــــــــــع