جاف جداً زمننا ويباب أيامنا
تصحر مقيم بين الانفاس
وقسوة تلوح من الاعماق ..
وحينما يشتد العجاف لا نحتاج فقط لـ المطر والرذاذ
بل نحتاج ايضاً لـ الكلمة الطيبة ..
بل نحتاج لابتسامة بريئة نابعة من العمق فينا..
ان الحروف التي تشكل كلمة طيبة تبلسم الجراح
وتداوي الآلام لها من السحر العجيب مالم يستطع
طب الطبيب أن يداويه ..
والبسمة المرتسمة على ثغر كل منا كفيلة بتخفيف الهموم
والتقليل من الغموم وخلق الأمل من جديد.
ولأننا أبناء أزمنة التصحر والعجاف في كل شيء صرنا
نادراً مانرسم ابتسامة لمن حولنا بل وصل الامر إلى
أننا لا نبتسم لأنفسنا..
نبخل على غيرنا بكلمة طيبة
ونبخل عليهم بالبسمة البريئة
مع أنهما لاتكلفان اي عناء مادي فهما من اليسر والسهولة
أنهما بالمجان وبمتناولنا كيفما شئنا وأينما كان..
ومع ذلك نستجديها استجداء ..
نتوسل الكلمة الطيبة
نستجدي البسمة البريئة الصادقة.
عُرفَ عن الانسان أنه يتوسل الاخرين لأجل حفنة مال
تسد جوعه أو تشتري له دواء
فلا يجب علينا بعد فترة أن نستغرب إن وجدنا
في الدروب والطرقات أناس يتوسلون الكلمة الطيبة
يتوسلون ابتسامة بيضاء ..
بالله عليكم يا اهل الاحسان ويامعشر الانسان
كلمة طيبة لله
بسمة صادقة لله
يا محسنين ...!!
*
*
تزورني بين الحين والآخر تلك المشاهد التي كنا نقوم بها
على سجيتها أو على الفطرة إن صح التعبير ..
وهي حينما كنا صغار كنا إن تألمنا ولو مجرد ألم بسيط
كنا نسعى لـ الأم ..
فتقوم هي بدورها بتقبيل مكان الالم والدعاء بالشفاء
وتتمتم بحروفها البسيطة ليعجل الله بالشفاء
فننهض من ذلك الالم العارض بهمة أكبر
وبمعنويات عالية وبروح تتمنى التحليق الى العلياء ..
نتيجة تلك الكلمات الطيبة
وتلك القبلة الطاهرة
والدعاء الذي نطق به القلب قبل اللسان ..
وأمام تلك المشاهد يستحضرني التأمل والتوغل
أمهاتنا الاميات وكلماتهن الطيبات
هل كانوا يدركون ما تحتاجه النفس مالم يدركه اليوم
أصحاب العلم ...!!؟
فما رأيت عجافاً كما أراه اليوم
وما اصاب نفسي غم كما اصابها اليوم
فلا أرى سوى الوجوم على الوجوه
ولا أرى سوى الكراهية تستشري في القلوب..
أين هي الكلمة الطيبة الابتسامة الصادقة أيها الطبيب وأيتها المربية أيها المعلم وايتها المعلمة ..؟
لماذا ننسى فيما نسيناه أن الكلمة الطيبة والابتسامة في
وجه اخيك صدقة..؟؟
راقنى