إليك اشكو بثي وحزني ...

نور · 03-01-2011, 10:31 AM

إليك اشكو بثي وحزني ...

يحاول كل منا أن يبث همومه ومشكلاته ومايعانيه من خلال الحروف .. والكلمات ..

فيبحث عن أرواح وأنفس تحتضن همومه وتنصت لشكواه وتشاركه أحزانه ..

وهذا السلوك طبيعي جداً لدى الإنسان .. ومن الطبيعي أن يبحث لنفسه عن ملاذ آمن

يتحدث ويشتكي وربما يبكي ..

حينما اطلعت على حادثة الافك التي وقعت للصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضي الله عنها..

كانت هناك امرأة تأتي لأمنا عائشة لـ تتصت اليها وتستمع لكلامها فتواسيها وتمضي ..

وما كان لهذا الموقف ان يمر مرور الكرام لدى السيدة عائشة رضي الله عنها بل ترك

في نفسها أثراً جميلاً..

اليوم افتقدنا كثيراً لمن ينصت لنا أو يسمعنا .. وافتقدنا من يشاركنا الغموم والهموم والمشكلات ..

على الاقل بدمعة او بكلمة او حرف .. تخفف من وطأة الألم ..

يقول البعض أن الشكوى لغير الله مذلة اتفق معهم بهذا القول بحيث أن يبقى الله تعالى الملاذ الأول

والاخير .. ومابينهما ماخلق الله كذلك الانفس البشرية عبثاً بل لتشارك الاخرين بكل مايحدث معهم.

فحينما نشعر بأن الصدر قد ضاق بما فيه .. وبأن أنفاسنا أصبحت قصيرة ومتحشرجة ..

نحاول اللجوء لأقرب قريب لنا لأننا نظن أنه سوف ينصت لنا ويستمع لكلامنا ويواسي جراحنا..

مع إدراكنا الكلي بـ أنه لن يتمكن من تغيير حال ولن يستطيع استبدال مشكلة بحل لها..

ومع ذلك نواصل في البحث عنه لنقول له بعض الاشياء التي تسكن بأعماقنا .. لنخرج تلك

الجاثمات فوق قلوبنا قبل أن يحين موعد انفجارها.. فيراها ويسمع بها من نحبه ومن لا نحبه..

من يحسدنا ومن لايحسدنا من يشمت بنا ومن لا يشمت بنا ..

وقد يقول لي البعض الصبر زين .. أتفق مع كل الاراء التي تذهب بي الى الصبر والرضا

ومع ذلك هناك قضايا شائكة تجثم فوق الانفاس فتمنع الزفير والشهيق والآهة ..

هناك ضيق ما في الاعماق والصدر .. وهناك ضيق حقيقي في البيت والعمل ..

وهناك حالات كثيرة للخواء الفكري وهناك جيوب مثقوبة ودراهم معدودة وعين بصيرة

ويد قصيرة لا يمكن ان تمتد الا لله عزوجل ..

ندرك في أعماقنا بـ أن الخلاص لن يكون الا بالبوح لـ صديق صدوق .. لـ حبيب لـ قريب ..

لـ بعيد فبعض الضيق لا ينتقي جهة البوح ولا يختار الأذن والقلب ..فالمهم أن يخرج من

الصدر ومن القلب ..

وحينما نتوغل في البحث ولا نجد أنفس وأرواح نحكي لها نبوح لديها قد نضطر أن نبوح لجماد..

وأضحى من الحري أن نبوح لجماد ذلك أنه أكثر أمناً من أن تبوح لإنسان ..

فالجماد أصم أبكم لا يضمر لك الشر بالعمق ولا يرميك بسهم من خلف الظهر..

وحينما وجدتني وحدي لا يمكنني البوح لغيري .. وأما الجماد فما نفعني ..

فذهبت لأبوح لنفسي .. وحينما تكلمت ، صمتت ذلك أنني وجدت نفسي أكثر لوماً من غيرها..!!

فـ اللهم لا ملاذ لي غيرك
ولا أشكو حزني وهمي وضعفي
وقلة حيلتي إلا اليك...
منقول