لا تأكل نفسك
********************************
يقول جون جوزيف :
قرحة المعدة لاتأتي مما تأكله ، بل مما يأكلك .
إنه القلق والاكتئاب والهم والحزن هم ما يأكلون المرء منا ! .
فالقلق يسبب توتر الأعصاب واعتلال المزاج .. وتوتر الأعصاب يحول العصارة
الهاضمة في المعدة إلىعصارات سامة تنهش جدرانها فتصيبها بالقرحة ، وكثيرا من الأطباء يُرجع بعض الأمراض كالسكر وبعض أمراض القلب وبعض أمراض المخ إلى القلق والاكتئاب
والخوف من المجهول .
إن أكثر الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا هي أن نُسلم هذه النفس إلى القلق
والاكتئاب ومشاعر الإخفاق والإحباط .
كثير منا يقفون مكتوفي اليد أمام أول عقبة تعترض طريقهم ، فيُسيلون الدمع
مدرارا ، ويكتنفهم الحزن والألم ،وكأنهم ينتقمون من أنفسهم بالهم والأرق والاكتئاب .
وبالرغم من أن عجلة الحياة تدور .. إلا أننا كثيرا ما نقف عند لحظات التعاسة
والشقاء ، ولا نعبرها إلى أيام السعادة والهناء ..
نأخذ نصيبنا من الألم كاملا ولا نصبر حتى ننال حظنا من السعادة ..
ونأكل أنفسنا في شراهة عجيبة ! .
كل البشر يواجهون مشاكل وعراقيل ،
لكن تعاملهم مع هذه المشاكل هو الذي يحدد معدن الرجال ،وعمق نضجهم .
إن مما يروى من حكم الأولين أن ( لا تغضب من شيء لاتستطيع تغييره(
إن عقبات الحياة لا يجب أن نقابلها بضيق وقلق ،
بل نأخذها على أنها دروس نتعلم منها .
فكل تجربة
غير موفقة هي درس ،وأي خسارة يجب أن نأخذها على أنها مصل يقويناضد أزمات الحياة .
ودروس الحياة ليست بالمجان ، لذا فلاتتأفف وتحزن حينما تدفع تكاليف تلكالدروس ،
بل كن واعياً نبيهاً،وتقبل عن طيب نفس أن تدفع الضرائب نظير ما أخذت وتعلمت .
وليكن ثأرك الحقيقي من ملمات الحياة ومشكلاتها هو النجاح الكاسح ،
فلا ترضى بسواه بديلا ،
ليكن ردك على الخسائر بتكرار المحاولة وعدم اليأس .
أماالبكاء والقلق والخوف فتلك بضاعة قليلي الحيلة والضعفاء ،
اتركها لهم .. ولينعموا بها .
إشراقة :
لا شئ يصيرنا عظماء مثل الألم العظيم...