مادة السخام الملوثة تعجل ذوبان الجليد
أكدت دراسة سويسرية أن السخام الناتج عن عوادم السيارات والمصانع يسرع من وتيرة ذوبان الكتل الجليدية في منطقة الهيمالايا.
وأشارت الدراسة إلى أن تراكم طبقات السخام منذ عام 1975 زاد من سرعة هذا الذوبان بواقع ثلاثة أضعاف مقارنة بسرعة ذوبان الكتل الجليدية قبل العصر الصناعي.
وأوضح الباحثون تحت إشراف الأستاذة مارجيت شفيكوفسكي من معهد باول شيرر في دراستهم التي نشرت نتائجها اليوم الأربعاء في مجلة جيوفيزكال ريسيرش ليترس، إلى أنه على الرغم من أن التغير المناخي وراء تسارع وتيرة انصهار الكتل الجليدية في منطقة الهيمالايا، إلا أن خفض انبعاثات السخام يمكن أن يؤدي إلى تراجع ذوبان الجليد.
وقام الباحثون خلال دراستهم بتحليل عينة من الجليد أخذت من منطقة بارتفاع نحو 6500 متر من منطقة شمال قمة مونت ايفريست.
وأكد الباحثون أن طبقة الجليد التي يبلغ عمقها 108 أمتار تتضمن الطبقات الجليدية السنوية الجديدة التي تكونت منذ عام 1860 وأنه من الممكن معرفة آثار المواد المتراكمة في هذه الطبقات وتصنيفها حسب فصول السنة.
وحلل الباحثون السويسريون نسبة السخام الموجود في هذه الطبقات باستخدام أجهزة ليزر حديثة تستطيع تحديد جزيئات السخام السوداء بدقة أكثر. ومن هذه العينة الجليدية تتضمن بيانات عن طبقة جليدية جديدة.
وتحمل الرياح السخام الناتج عن نيران الخشب والفحم إلى أعالي الهيمالايا. ويستقر هذا السخام في الطبقات الجليدية هناك مما يجعل هذه الطبقات تميل للسواد وتمتص أشعة شمس أكثر مما يؤدي إلى ذوبانها بشكل أسرع حسبما أوضح الباحثون.
كما يصل الغبار لهذه الطبقات بنفس الطريقة. وبينما لم تتغير كمية الغبار في هذه الطبقات منذ عام 1860 فإن الأبحاث كشفت ولأول مرة ارتفاع نسبة تراكمات السخام في هذه الطبقات مقارنة بما قبل الثورة الصناعية.