أقول لها بوضوح أحبكِ
يا مصر يا أمَّ روحي وأم غنائي
وأمّ نهاري الذي يتكاثرُ في كلِّ مَيْتٍ وفي كلِّ حيّْ
ويا كلَّ نهرٍ وكلَّ سماءٍ
ويا كلّ حلم تجمّع فـيّْ
أقول لها بوضوح أحبكِ مثل الشجرْ
ومثل الغناء على شرفةٍ
والحنين الذي في النّدى والوترْ
أقول أحبكِ
كم مرَّ من زمن لم نقلها لطفلٍ يعلمنا الطيرانَ
وسيدةٍ تتهجّى النّهار كطفلتِها
وفتىً مثل رائحةِ الخبز والضوءِ في الطرقات انتشرْ
....
أقول لها بوضوح رأيتكِ
في موجةٍ حلَّقت كالطيورِ
وفي ضحكة كبرت في الرّمادِ..
وفي نجمة أنجبت ألفَ درب إلى الحلْمِ خارج هذا السّوادِ..
وفي حقل قمح تراكض في روحنا وهو يصهلُ مثل الجيادِ..
وفي ألف شمسٍ هنا أشرقتْ في عيون العبادِ..
وفي العشب والنّايِ
في صوت (سيِّدَ)
يُنشدُ في الناس من ألف عام!!:
(بلادي.. بلادي.. بلادي.. بلادي)
....
هنا كلّ شيء هنا في الميادينِ
يعلو ويخفقُ مثل الجناحِ..
هنا ألف عرس وألف صباحِ..
هنا شغف الرّوح بالأغنياتِ
هنا رنّةُ العود في كلِّ ساحِ..
هنا مصر سيدةٌ للمواويلِ
سيدة للنسيم وسيدة للرياحِ..
هنا أفقٌ باتساع الزّمانِ
قرنفلةٌ باتساع الأملْ
هنا كلُّ ما قاله الشعراءُ وما لم يُقَلْ
هنا سأغني لها وأطرِّز شالات غزلانها بالقُبَلْ:
مَصْرِ دايما هيِّ مصري
هي ِّسرِّ النار في صبري
البحر في عيوني بضحك
وهي نهر النيل في شِعْري
....
مصر شباكي وكتابي
وبحر من أغلى صحابي
كل فجر ابروحي غنّى
وكل خير مالي سَحَابي
....
مصر خيط النّور ف ليلي
جسم ناري واسم خِيْلي
ونجمة أوسع من سمايِ
وبسمة أوسع من سبيلي
....
مصر ما نامت يا خيّْ
مصر حِلْمتْ مصر هِيّْ
النّدى في كلِّ جمرة
والشَّمس في كلِّ فَـيّْ
....
مَصر مش أمس اللي مرّْ
أو حنين النّور لمُهْرة
مَصر كل نهار بِطُلْ
مَصر بُكرة.. وبعد بكرة
أقول لها بوضوح أحبكِ مثل الشجرْ
ومثل الغناء على شرفةٍ
والحنين الذي في النّدى والوترْ
أقول أحبكِ
كم مرَّ من زمن لم نقلها لطفلٍ يعلمنا الطيرانَ
وسيدةٍ تتهجّى النّهار كطفلتِها
وفتىً مثل رائحةِ الخبز والضوءِ في الطرقات انتشرْ