عجوز فلسطيني كفيف يعتبر نموذجا حيا على قوة الإرادة التي تصنع المعجزات فهو كفيف ويسير كل أمور حياته معتمدا على نفسه وبدون اية مساعدة من الآخرين، أبو فلاح السويطي (75 عاما) يقول ان معاناته بدأت منذ طفولته حيث فقد والدته في سن السابعة، وفقد النظر بعد خمس سنوات، خلال عمله الشاق بالزراعة في أجواء الصيف الحار بقريته بيت عوا غرب الخليل، جنوب الضفة الغربية. وواجه في البداية مشاكل جمة، إلا أنه قرر التغلب عليها وممارسة حياته بشكل طبيعي ما استطاع، وفعلا تحول من شخص معاق إلى آخر منتج يصنع المكانس ويحفر الآبار ويبني السلاسل الزراعية.
ويقول السويطي إن طفولته كانت قاسية حيث عمل في الفلاحة ومن وقتها بدأ نظره ينحسر تدريجيا إلى أن فقده بالكامل فلم يتلق العلاج لعدم وجود أطباء في قريته ايامها . وأضاف أن والده نقله في حينه إلى مدرسة المكفوفين في مدينة رام الله ومكث هناك أربعة أعوام، ثم عاد إلى قريته، لكن المجتمع كان أقل رحمة بذوي الاحتياجات الخاصة، وأكثر إجحافا بحقوقهم. وأوضح أنه قرر أن يعتمد على نفسه وتدبير أمور حياته دون الحاجة لمحيطه الاجتماعي، مشيرا إلى أنه بدأ يشتغل في حفر آبار المياه لتجميع أمطار الشتاء في القرية، وبناء الجدران الاستنادية في أراضي المزارعين.
أما المهنة التي رافقت السويطي حتى اليوم فهي صناعة المكانس من قش الذرة، موضحا أنه تعلمها في مدرسة المكفوفين في الصغر، ثم قام بتطوير أدواتها بنفسه إلى أن اعتمد عليها بشكل أساسي منذ شبابه وحتى الآن. وأضاف أنه كان ينتج مئات آلاف المكانس سنويا، لكن ذلك تراجع في السنوات الأخيرة نتيجة تقدم السن والمرض وقلة المواد الخام.