لكنهم مع الظلام لا مع خطوك يا حبيبي ...
هم مع المتاهةإن أضاعتك و ضللت قدميك ....
و ليسوا مع قدميك إن التزمتا دربا يكرهونه ...
لا أنت أنت بلا درب و لا ناقة . و لا نحن نحبك ...
فاترك طرف ردائك للريح و... عض على قبضة القنديل ، فقاب قوسين من الشمس أنت ...
لقدميك شوك القفر ...
صحيح ذلك صحيح ...
لكن لجراح رجليك الوصول ...
فاختر السلامة أو الوصول ...
و كن لنا أو لهم ...
وسيقولون عنك ما قالوه عن السالفين العابرين قبلك ...
ليس لقلبك إن حزنت مئذنة للنزيف ...
و لا عندك اليوم إن دمعت عيونك كف أمك ...
و في يدك الفانوس ...
في شفتيك خضرة الآيات ....
في عينيك يا صاحبي إشراقة يعرفها الذين يعرفوك ...
و يحسبها الذين لا يعرفونك مشنقة ...
فرتّل ليشهد الدرب آيات البلاء ....
و انحن قليلا ...
لا لتعبر العاصفة ..
و لكن لتنتزع من رجلك شوكة من عشرات تدميك ...
ما يملك الحافي لحاف غير صحبة الدرب ...
و تذكرة الصبر ...
و آه يطلقها لينسيه آهه؟!
لجرحك حين تجيء البكور ثمانية من خيول ...
و مئذنة و لون الشفق المتدلي فوق الأفق البعيد ...
لدمعك حين يجيء الصباح ....
شموع كمثل نجوم السماء ..
كثير كثير ...
و جارية سألت عنك في ليلة العيد: ( أين أبي ؟ )
و للصبر فيك واقفة أمام المرايا تذيب سواقي الكحل تبكي و تبتسم ...
و تسأل عينيها عن قامتك و ضحكة عينيك و أشياء أخر ...
و قل لي ...
ما الذي يأخذه الحافي الحزين من الشوكة غير الألم و روعة الصبر ...
و دمعة ترقى إلى السماء مظلومة فينتصر لها الباري ؟
ما الذي .....؟!
لا تبتئس فلقطرات دمك على الدرب الطويل قصة جميلة ..
سوف نرويهالأولادنا ..
ليرووها لأولادهم ...
لتكون معنا و مع الأجيال التي تأتي ..
حامل الفانوس الذي لم يحد ...
لتكون فينا و في الأجيال ....
دامع العينين لأجل صراط الشوك ..
صراط الله المستقيم ...
فابتسم الآن ..
فمن مثلك رغم الشوك يا صاحبي ؟!