ترابطي الإجتماعي مع صندوق التلفاز لدينا قد لا يتعدى علاقة شاحنة بين زوجين
لا يأتي يوماً و أشاهد ما به إلا و كان هناك ما يثير ( فوضى لا توافقية بيننا )
قد أكون ظالماً لذلك الصندوق فـ لربما إكتشفت لا حقاً بأني مزيج من شخصية
معقدة ( لا يعجبها العجب ) في أغلب الأحوال فـ برغم ما تشوبه العلاقة بيننا
من لا توافق شاحن إلا أني لا أستطيع الإستغناء الكلي عنه
ما أكتشفته مؤخراً قد يكون مثار إهتمام و إكتشاف يفوق أهمية ( تفاحة نيوتن
و سلم أنشتاين ) بالنسبة لي فقد تبين أن هناك علاقة طردية بين الجينات
الشخصية المعقدة لدي و العدد الرقمي المتزايد في تلك القنوات الفضائيه
المضافة في ذلك الصندوق و ما الخالة ( أم البراء ) إلا دليل علمي قاطع
يثبت تلك النظرية اللتي أعني بها
الخالة أم البراء هي إمرأة كسائر النساء اللتي هن في عطر الخمسين
من العمر تدير برنامج حواري في إحدى القنوات الوليده و اللتي لم أسمع
بها من قبل و كعادتي المقيته دب بي فضول معرفة ما تتناوله أم البراء
في برنامجها ذلك فكانت المعطيات الأولى في تخميني المتواضع بأن المادة
المتناولة في ذلك البرنامج قد لا تتعدى كونها مادة فقاعية إستهلاكية تافهه
لا أكثر لما عليه من تلك المرأه من زينة مفرطه و ألوان فاقعه غريبة اللون
و الشكل تجوب محياها الخمسيني عرفت لاحقاً من إحدى المصادر النسائية
لدينا في المنزل بأنه مكياج و كريم أساس للوجه ناهيك عن الديكورات
الداخلية و اللتي أقرب ما تكون لغرفة فتاة مراهقة بألوانها الصارخة
الوردية و الحمراء
كل تلك المعطيات تغيرت تماماً و أتت بشكل مغاير و مفجع لما توقعته في
البداية فتبين أن الخالة أم البراء هي في الواقع ليس أكثر من داعية لبرنامج
ديني يرتكز على الفتاوي و الأسئلة و الإستشارات الدينية و قد أراه مقتبساً
إلى حد بعيد لبرنامج ( حجر الزاوية ) للعلامة الفاضل الشيخ سليمان العودة
من دون أدنى التشبيه طبعاً
في الحقيقة تلك المفارقة اللتي فجعت بها لم تكن سوى نموذج من صور
عديدة تتداولها تلك الفضائيات بإسم الدين و الشرع لغايات مادية و
إستهلاكية معروفة فللأسف لن أستطيع القول بأن أم البراء لا تمثل إلا نفسها
و القناة لا تنضح إلا بإناء شاكلتها فالأمر أكبر من ذلك فالموضوع يطال
صورة الدين ككل و يعطي مفهوم خاطئ و سخيف و متناقض لكل حاقد
و ضغين أمة
و بالمناسبة ما زال مقص الرقيب الأخلاقي في إعلامنا العربي في غيبوبته
المستديمة و مازال المشاهد العربي الغلبان و أنا أولهم يعطي و قتاً و
أهمية لتلك القنوات السخيفة
و .. ما زال الحال من بعضه باقي
بقلم
مهران المنصور