السلام عليكم
{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } سورة الفتح
تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق
عن أبي جعفر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية: { محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } قال: [ر: فقال] مثلٌ أجراه الله في شيعتنا كما يجري لهم في الأصلاب ثم يزرعهم في الأرحام ويخرجهم للغاية التي أخذ عليهم ميثاقهم في الخلق، فمنهم أتقياء [و. ر] شهداء، ومنهم الممتحنة قلوبهم، ومنهم العلماء، ومنهم النجباء ومنهم النجداء ومنهم أهل التقى، ومنهم أهل التقوى ومنهم أهل التسليم، فازوا بهذه الأشياء سبقت لهم من الله وفضلوا بما فضلوا وجرت للناس بعدهم في المواثيق حالهم أسماؤهم حد المستضعفين وحد المرجون لأمر الله حداً [إما يعذبهم] وإما أن يتوب عليهم، وحد عسى أن يتوب عليهم، وحد لابثين فيها [أبداً وحد لابثين فيها. أ، ب] أحقاباً، وحد خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، ثم حد الاستثناء من الله من الفريقين منازل الناس في الخير والشر، خلقان من خلق الله فيهما المشية فمن شاء من خلقه في قسمه ما قسم له تحويل عن حال زيادة في الأرزاق أو نقص منها أو تقصير في الآجال، وزيادة فيها أو نزول البلاء أو دفعه، ثم أسكن الأبدان على ما شاء من ذلك فجعل منه شعراً في القلوب ثابتاً لأهله ومنه عواري من القلوب والصدور إلى أجل له وقت فإذا بلغ وقتهم انتزع ذلك منهم، فمن ألهمه الله الخير وأسكنه في قلبه بلغ منه غايته التي أخذ عليها ميثاقه في الخلق الأول.
في الامالي عن النبي صلّى الله عليه وآله انّه سئل فيمن نزلت هذه الآية قال اذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور انور ونادى مناد ليقم سيّد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمداً فيقوم عليّ بن ابي طالب صلوات الله عليهما فيعطي الله اللّواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً فيعطى اجره ونوره فاذا اتى على آخرهْم قيل لهم قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة انّ ربّكم يقول لكم عندي لكم مغفرة واجر عظيم يعني الجنّة فيقوم علي بن ابي طالب عليه السلام والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع الى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم الى الجنّة ويترك اقواماً على النار الحديث.
في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام حصّنوا اموالكم ونسائكم وما مكلت ايمانكم من التلف بقراءة إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً فانّه اذا كان ممّن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتّى تسمع الخلائق انت من عبادي المخلصين الحقوه بالصالحين من عبادي واسكنوه جنّات النعيم واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.
وفي المجالس عن النبي صلّى الله عليه وآله قال انّ عليّاً راية الهدى وامام اوليائي ونور من اطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتّقين.
وفي الخصال عنه عليه السلام قال في خطبة نحن كملة التقوى وسبيل الهدى.
وفي التوحيد عن اميرالمؤمنين عليه السلام قال في خطبة انا عروة الله الوثقى والكلمة التقوى.
وفي الاكمال عن الرضا عليه السلام في حديث له نحن كلمة التقوى والعروة الوثقى { وَكانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا } والمستأهل لها { وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } فيعلم اهل كلّ شيء وييسّره له.