(1) خروج
في ذلك اليوم كانت تعيسة وأرادت أن تخرج لتروح عن
نفسها الحزينة ضنت أن الخروج للناس قد يذهب عنها الأسى
الذي تركه في نفسها بعض الناس، ضنت أن الهم قد يتزحزح
من أمام ناظريها ويولي هاربا أرادت أن تبتسم شفتيها وتضحك وجنتيها ،
وهكذا كان أخرجت من خزانتها ثيابها وأرتدتها كما تفعل
أي عمل يومي بغير فرح أو نشوة أو شوق
أمتدت خطواتها على الطريق خطوة تلو الخطوة في تتابع
ممل ودون أن تمل أكملت طريقها حتى وصلت إلى هدفها المنشود
هناك فُتح أمامها بابٌ كانت الدنيا فيه غير التي تعرفها أو عرفتها،
دنيا غريبة تعالت فيها الضحكات والنكتات والبسمات والتعليقات
دنيا أخدت فيها الزينة كل زاوية من الزوايا وعلى كل
ركن من الأركان وعلى كل وجه من الوجوه.
ما عداها هي كانت تعلم أن الحزن وحده مرسوم على وجهها
وكان البيت بما فيه غريبا أو كانت هي الغريبة لم تكن تدري
الشئ الوحيد الذي كانت تريد أن تفعله هوأن تقفز
هاربة مخلفة ورائها هذا البيت وهؤلا النسوة ،
فما تعودت الفرحة في حياتها
أن تهرول وتهرول دون توقف حتى تذهب بعيدا بعيدا
إلى بر الأمان من هذا الصخب.كانت موسيقاهم أجراس
تطن في أذنيها وكانت تخال ضحكاتهم همزات وغمزات عليها
ثوان مرت عليها وهي واقفة كأنها أعوام لكن قدماها تسمرتا
فلم تستطع الهروب فماذا ستقول للنسوة ..؟
أفاقت من تخيلاتها رجعت إلى دنيا الواقع جلست مع النساء
الضاحكات أستمعت إلى البسمات والفرح
وعاشت معهن للحظات حياة لم تكن كحياتها
.................................................. ..............
(2) كفى للحزن
لم تدري إلا وقد عاشت معهن لحظات سعيدة
تلك اللحظات كانت سعيدة بقدر أكثر مما كانت تتوقع
وفكرت ، ما نفع الألم إلا تعذيب الروح...!
فلما لا تركل برجليها كرة الحزن بعيدا
لم لا تعش هذه اللحظة وتترك كل اللحظات المغلفة بالحزن ورائها...
ولتعش ولو بقوة العزم ، ولتضحك حتى لو كانت لا تعنى ذلك
ولتتصنع السعادة حتى وإن كانت في داخلها شقية
فقد تستطيع السعادة قتل الشقاء...!
ولتبتسم فكفى للحزن
كل ما تحتاج إليه هو الخطوة
كل ما تحتاج إليه هو البداية
نعم ستخرج من قاع الرضوخ والعجز
هي تعرف أنها ستنطلق أول خروجها من قاع الوحل الذي تعيش فيه
وستنفض عنها القدارة التي قد تلتصق بأرجلها منذ أول خطواتها
نعم ..ستخرج من ظلام الأحزان إلى نور الأمل
ستخرج من دنيا الكسل والأستسلام إلى دنيا العمل والكفاح والأنتصار
وستقول لنفسها هيا أنهضي... وكفى للحزن