والليل يرسم مع البدر ضوءاً ساحراً ... توجهت ببطء أتلمس الخطى إليك ... تسارعت دقات قلبي ... هاهو ... على مقربة مني .. اتتني مع النسمات أنفاسك النديه ... ملأت روحي رغبة و لهفة وشوقاً للإقتراب منك أكثر ... لمعت على جبينك نجوماً ... قدمت لك التحية من قبلي ... جلست بقربك أتحسس نبض قلبي الثائر ... ضممتني بين جنبيك ... وعلى حبات رمالك الناعمة في كل رقةٍ ... هدأت قليلاً .. مددت يدي كي ألمس أطراف مياهك العذبة في هيام ...إندفعت نحوي مسرعاً و غمرتني مُرحباً ... غطت أمواجك أقدامي و أنا أتلاعب بها في دلال تارةً لأعود و أسحبها مسرعة مع رناتٍ من ضحكاتٍ متغزلة ...تنتابني عندها رغبةٌ جامحةٌ مجنونةٌ للغوص في أحضانك أكثر و أكثر ... و الإستسلام لنبض موجك الحنين ... حيث تلفني من كل إتجاه ...كما العاشق حين يهدي محبوبه الوئام ... و أغرد لك في طربٍ و نشوةٍ ...
آلا يا نيلُ إني بك مغرمُ
و القلبُ من بَعدك يكسوه الندمُ
و الروح بحلو لقائك تحلمُ
وعلى جانبيك أحلى قصائدي أنظمُ
لحناً شجياً عذب النغمُ
نسماتك تُذهبُ مر السقمُ
وتطوف من حولي كعاشقٍ متيمُ
تدغدغُ خيالي بالرؤى و أبتسمُ
وتنساب الذكرى عزف وتر منتظم
متفردٌ أنت يا نيلُ منذُ القدم
لوحةٌ غناء بريشة الإله الأعظم
و أنسحب في هدؤ من بين أحضانك لأرتمي على أطراف رمالك مبللةٌ ...أرقب تتابع أمواجك في شوق ... و أغمض عيني لأستمع لمعزوفتها السحرية ... يمضي الوقتُ سريعاً في حضرتك أيها الحبيب ... يتوارى البدرُ خلف الأفق البعيد ...مودعاً على أمل اللقاء القريب ...وتتسلل من خلفه خيوط الفجر في هدؤٍ و خجل .. لتذيدك مهابةً وسحراً على سحر و تكشف بياض روحك و نقاء عبيرك ...عندها أستفيق من حلمي الجميل .. وتتردد معه آهاتٌ في صدري ... من حنين ساحر ...إلى أجمل اللحظات ....
كانت حلماً ......