لقد أشار القرآن إلى أهمية النوم وأن النوم راحة للجسم ولولا النوم لما أمكن لحياة الكائنات أن تستمر على هذا الكوكب....
هل فكرت يوماً ماذا يحدث لو أننا لا ننام؟ إن الحياة ستكون مزعجة جداً، سوف يسود القلق وتضطرب وظائف الجسد، وسوف تتعب أعضاء الجسم لدرجة التلف، سوف تضطرب الذاكرة، وتنخفض مناعة الجسم، سوف تبدأ الأمراض على أنواعها، فالقلب يتعب ولا يرتاح، وخلايا الجسد تهرم بسرعة وتموت... وبالتالي سوف تكون النهاية هي الموت.
ولذلك فقد كشفت الدراسات الحديثة أهمية النوم بالنسبة للكائنات الحية، فما يسميه العلماء بالنوم المريح أي الذي يضمن للجسم راحة كافية، ضروري جداً لسلامة البدن والنفس. فقد قام العلماء بتصوير وجوه أناس لم يناموا لمدة أكثر من 30 ساعة، وتبين لهم أن الوجوه أصبحت أقل جاذبية، وبدأت الكثير من الأمراض بالظهور بعد تكرار السهر لفترات طويلة دون نوم.
وقد أكد البحث الذي نشر في المجلة الطبية البريطانية أن عدم أخذ قسط كاف من النوم يؤدي إلى العديد من الاضطرابات والاعتلال وتدني الحالة الصحية، وقد يؤدي إلى الموت المبكر. ولكن النوم لساعات طويلة لا يقل خطراً عن قلة النوم.
القرآن يؤكد على أهمية النوم
لقد أشار القرآن في آية كريمة إلى أن النوم سبات للجسم أي راحة للجسم، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) [النبأ: 9]. والسبات في اللغة هو الراحة. وقال تعالى في آية أخرى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) [الفرقان: 47]. وهذا ما يؤكده العلماء اليوم وهو أن النوم راحة لأجهزة الجسد، ولولا النوم لتعب الجسم وأصابه الوهن والأمراض.
وحتى يومنا هذا لا زال العلماء يقفون حائرين أمام ظاهرة النوم لم يجدوا لها تفسيراً، بل هذه الظاهرة تنقض نظرية التطور التي يعتقد بها الملحدون. فلو كان الخلق يتم عن طريق المصادفة والتطور والطبيعة، إذاً كيف علمت الطبيعة بحاجة المخلوقات للنوم، ولولا النوم لما استمرت الحياة!
هذه المعجزة، معجزة النوم، أشار إليها القرآن في آية كريمة يقول فيها الحق تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23]. والآية هي المعجزة، ووجود ظاهرة النوم في عالم الكائنات الحية هو دليل على قدرة الخالق وأنه قدّر كل شيء في هذا الكون بنظام محكم، فهل نحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة؟!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل