أبوان مبصران رزقا بـ6 مكفوفين.. فعلموهم تحدي الظلام
أربعة منهم دخلوا الجامعة ويمارسون حياتهم طبيعيا
أن تُرزق أسرة بولد أو ولدين مكفوفين وتصبر قد يكون أمرا عاديا، أما أن ترزق بأولادها الستة مكفوفين وترضى، فربما تكون هذه هي المفارقة فعلاً.
هذه المفارقة هي فعلاً حال عائلة حسن –المقيمة في قرية "بئر المكسور" البدوية في مدينة الجليل داخل الخط الأخضر (عرب 48)– والتي ولد أبناؤها الستة مكفوفين، ولكن أصبح 4 منهم جامعيين.
فالابنة البكر هويدا ناشطة اجتماعية بارزة في القرية، وعلى حدّ تعبيرها فإن إخوتها ليسوا أقل قدرةً وتدبرا من أيّ شخص مبصر آخر، ومحمد درس التاريخ في الجامعة، وعلي يحمل شهادة جامعية في العلوم السياسية، وخولة في التربية وتاريخ الشرق الأوسط، وحسين ما زال بالجامعة يدرس في الفرقة الثانية اللغة الفرنسية.
ورغم أن الستة مكفوفون، إلا أن حياتهم طبيعة عادية كحياة "الآخرين في أي مكان" في إشارةٍ إلى الأصحاء.
فبجوار قفص العصافير المحبب لقلبه، وقف حسين حسن -أحد أفراد الأسرة، قائلاً لبرنامج
MBC في أسبوع-: "منذ صغري وأنا أحب العصافير، وكذلك أحب تربية الببغاوات".
وتقول هويدا حسن: "أنا أعمل موظفة منذ 13 عاما"، وتضيف -وهي تعد فنجانا من القهوة على جهاز الطهي-: "الحمد لله انضممت مؤخرا لجمعية دعم الفتيات".
وبينما يجيد أخوهم الأصغر حسين تجويد القرآن، فإن الأخ محمد حسن يتابع الرياضة وأخبار كرة القدم من تطورات الساحرة المستديرة.
وعن متابعته للدوري الأوروبي يقول محمد: "هذا العام برشلونة قوي، بينما سجل نادي ريال مدريد أضعف النتائج، على الرغم من أنهم جلبوا كثيرا من النجوم للفريق ودفعوا كثيرا من الأموال لهم، وعلى الرغم من ذلك لا أتوقع أن يحصل برشلونة على درع الدوري الإسباني".
قهروا الصعاب
ورغم أن الأبوين مبصران، فإن الأولاد جميعهم عميان، بسبب إصابتهم بمرضٍ لم يتم تشخيصه بعد، وعن حال أبنائها تقول أمهم "منذ صغرهم وأنا أعاني معهم، فكل الناس حولي كانوا يستغربون حال أولادي، ويقولون لى ماذا سيصير حالهم؟ ولكن بعد أن شاهدت الإصرار يملأ قلوبهم، تغلبنا معا على كل الصعاب، وأصبح أولادي يتدبرون حالهم بمفردهم".
ويؤكد قاسم خطيب مراسل
MBC، في الأراضي المحتلة أن هنالك -في قرية "بئر الكسور" القرية العربية البدوية في الجليل- أكثر من عائلة تعاني من نفس المرض، ويوضح أن "الجميع هنا ينحدر من نفس الجد، فالفحوصات المختبرية جارية لفحص المبنى الجيني للمرض، خصوصا أن التشخيص الطبي الأقرب هو أن هذا المرض وراثي"، ولكن الأمل معقود أن يتم مستقبلاً تشخيص "الجين" المسبب لهذا المرض ويتم تحييده.
وتنهي خولة بالحديث عن أملها في الحصول على شهادة الدكتوراه في مجال التربية، وأن يرزقها الله القدرة على بناء مركز للأطفال فاقدي البصر.