كم مرة فكرت في قتل زوجتك!
يسرى الفخراني
كل الأزواج تعساء، ومع ذلك هناك كل دقيقة اثنان على وشك الزواج!
سؤال: لماذا يبدو الزوجان مهذبان أمام الغرباء.. بينما لايتعاملان بالمثل مع بعضهما في حوارهما المنفرد؟
جواب: لأننا خطأ نتصور أن وجوهنا في عيون الآخرين يجب أن تظل نظيفة.
التعاسة الزوجية لا تأتي فجأة، التعاسة الزوجية هي انفجار كيس القطن حين لا يتحمل المزيد من المشاحنات الصغيرة التي لم تجد حلا.
كم مرة فكرت في قتل زوجتك؟
السؤال افتراضي يسأله الطبيب النفسي حين ينفرد بك بعد نوبة اكتئاب صامتة يجب علاجها بالحقيقة، وسوف تقول رقما وسوف يضحك من ضآلة الرقم، فقد سبقك واقترح على نفسه قتل زوجته أكثر منك ولم يفعل، كما سوف تعرف منه أيضا أن زوجتك سبق وزارته تشكو الاكتئاب نفسه معترفة بأنها فكرت في قتل زوجها، أنت، مرة في الأسبوع على الأقل!
يفكر الأغلبية في قتل شركاء حياتهم بين لحظتين من الغضب، لكن واحدا في المليون هو فقط الذي يفعل وغالبا تحت تأثير مخدر أو ظرف اقتصادي صعب أو حدث مخل بالشرف أو الكرامة.
القتل فكرة رمزية طارئة.. تدل على أن العلاقة الزوجية قوية إلى الدرجة التي يصعب فيها التخلص من الطرف الآخر إلا بالموت، ونصف الأزواج على الأقل وأكثر لا يملكون القدرة على الحياة بدون الطرف الثاني بكل ما يثيره من أزمات تصل إلى حد الحزن والاكتئاب،
هل هو الحب؟
هو قانون ما بعد الحب، قانون تختلط فيه الأشياء بقوة وسحر، وتذوب فيه الفواصل والتفاصيل، أراه على مسؤوليتي مشاعر أقوى من الحب، حيث تختلط الأحاسيس بالمسؤولية، بالخوف، بالاعتياد، بكل هذه الأسرار المنقوشة في الجسد، شيء له رائحة تشبه مسك الليل تفوح في وداعة وصمت فتؤثرك دون أن تراها، أقوى من الحب فالحب زهرة عمرها قصير، ولو كان حبا لتحول بفعل العادات السيئة التي نرتكبها جميعا في علاقاتنا الزوجية إلى كراهية.. والكراهية لا تحتمل بيتا من زوج وزوجة وأطفال، يسقط معها من هفوة أو هزة أو غلطة صغيرة.
لكن، هذا الذي هو أقوى من الحب، يحمل ويتحمل ويسهو ويعبر ويعالج ويضمد ويضم ويرش في عيون الحساد الأرز والملح ليستمر البيت بيتا بكل عواصفه وكل جنونه وكل أزماته وكل هوسه وكل الاحتمالات التي تنذر بالمطر.
ربما أنت لا تحب زوجتك الآن، ربما زوجتك تبادلك نفس المشاعر، والاثنان يسألان الله في كل صلاة الرحمة من هذه المشاعر المكسورة، لكن الحقيقة أن اختفاء الحب ليس بالضرورة أن السماء سوف تمطر حجارة وزجاجا.. لكن الاحتمال الأكبر الذي يجهله أغلب الأزواج هو أن ما بعد الحب.. حب، وأن التعاسة التي يشكو منها زوج أو تشكو منها زوجة هي مشاعر استسلام وليست محاولات للخروج من هذه القيود التي تعني أنها موت ليس رحيما لعلاقة زوجية كانت أمنياتها جميلة. والمعنى: ليس كل تعاسة زوجية تعني نهاية أو تكتب النهاية لزواج، وهذه هي الغلطة التي جعلت أعداد المطلقات يتضاعف، التعاسة ألم ينبه كل زوجين إلى أن هناك مرضا قد يتحول إلى موت، لكنها ليست الموت نفسه.