عندما سمعت هذه القصيدة في منتدى آخر من الشاعر علي عثمان قررت أن أنقلها لكم لتسمتعوا بها معي.
القصيدة بعنوان:
القدس أنا
عُلمت هواكِ منذ نعومة أظفاري..
وقرأتك دمعاً في كتبي
وأنا ما دون العشر سنين
ويجئ العام وراء العام ويكبر حبك في صدري
ويطل بريقك من عينى فتأتينى
أسراب حمامات المحراب لتبنى العش علي كتفي
وتشير إليّ بأدمعها : أنت ابن الأرض
فلا تنسى أنك عربي
فقطعت العهد علي نفسي
ونقشت علي صفحة خدى
القدس أحب الأرض إليّ
***
القدس إذا ما قلت القدس
فأي كلام سيعبر عن لؤلؤة
في صدر الدين
وبأي لغات سأفسر ملحمة الحب
لكل شهيد مات علي أرض فلسطين
يا أول حب علمنى فلسفة العشق
وعلمنى ان أكتب شعراً بالبارود وبالسكين
والله هواها يملؤنى حباً وأنين
استشعر عطر أناملها يتحسس قلبي
بين الحين وبين الحين
فيا قبساً من نور الله ويا عبقاً
من ذكرى معراج محمد وجنود الفتح
ومن حملوا رايات العزة في حطين
فتأمل كيف يسبح حب الرمل
وكيف ينور حمأ الطين
أو بعد القدس يقال كلام
أترى ستجوب خواطرنا طير الالهام
ونكتب ان الارض بها حوراء
وان القدس اذا ما فتحت عينيها
تنفرج الشمس وتزهر أشجار الزيتون
ويبسم فوق الأرض ضياء
وكيف سنثبت بعد القدس بأن الكون
به استثنــــــــــــــــاء !!
القدس لها قلب وعيون
القدس لها وجه وشفاه
و القدس تحدث من عشقته بإذن الله
القدس تَسْلم ان سلمت وتنطق بلسان عربي
القدس مثقفة جدا في هذا العصر الأمي
القدس نبي
فبعهد الله أحبوها وأحبوها
إن هوت القدس فما معنى الشرف العربي
***
يا ناقة صالح يا بلداً ما علم إلا معنى الحب
يا يوسف يبكى محزوناً في جوف الجب
أنا حين أراك بقلب أليم أكاد أجن
وأصرخ في ألفي مليون من يرمى لك طوق نجاه
القدس تمد ذراعيها أو ما من أحد للقدس تمد ذراعاه
ألفا مليون منحسرون ومختصرون إلي أفواه
وكلاب الصيد تحاصرها وتمزق ثوب عروبتها
وتبول علي كتب التاريخ .. فمن للقدس
ليمنع عنها ما تلقاه وما تأباه
ألفا مليون عند العد .. وعند الرد
فما من أحد إلا الله
من يكفل عينىّ مولاتى
من يفتح أبواب المسجد ويضئ قناديل المحراب
ومن لبلالٍ حين يؤذن
وبلال يرقبه الموت علي الأعتاب
من يوقف زحف لصوص الأرض عن الأبواب
من يمسح دمع مآذنها كي تشعر أن لها أحباب
فأبو لهب يقتحم المسجد حين يشاء
ويمطر وجه الكل سباب
وأبو لهب يضرب بالسيف كلام الله
ويصرخ في وجه التاريخ بأن القدس بلا أنساب
وان صكوك البيع لديه .. فمن سيرد عليه خطاب؟
يا أهل القدس وأهل البيت
القدس معذبة تبكى خلف الأسوار
فمن سيدق عليها الباب؟
***
ما أقبح وجه المتكئين علي آلام مدينتنا
من باعوا السيف وقتلوا الخيل وعشقوا الرقص
علي طاولة رعاة الموت .. لتكتب للقدس هوية
من يصفع وجه المنحرفين حماة العرش لتحيا للقدس قضية
فالقدس أنا .. و القدس إذا فتشت بداخل قلبك أنت
هى "عُمر" حين تولاها .. و"صلاح" حين تجلاها
هي "هند" حين نسميها بأعز امرأة قرشية
وتزور البيت مقبلة كل الأركان
شكراً لغلام قدسي عريان الصدر يعلمنا معنى الإيمان
شكراً للموت تخطانا لنذوق الموت بلا شرف
من أجل رغيف أو درهم يسقط من كيس السلطان
شكراً للقدس وطفل القدس وشيخ القدس
وكل شهيد علمنا معنى الإنسان.