بين حسن الظن بالله ... وتأثيرات العقل الباطن
تواجهنا في حياتنا اليومية مشاكل ومصاعب , في كل مكان نتواجد فيه , وتختلف ردة الفعل تجاه مثل هذه الامور من شخص لاخر نتيجة لمعايير كثيرة من حولنا
ولمواجهة اي موقف يحصل لنا فانا اجد ان ردة الفعل يجب ان تكون جزئين
جزء روحي وجزء نفسي
1/ الجزء الروحي ( حسن الظن بالله )
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
رواه البخاري و مسلم .
فيجب علينا في كل موقف يحصل ان نحسن الظن بالله وان ما سيكون هو الخير
وساضرب مثالا بسيطا للتوضيح بشكل اكبر
فلو ان شخصا متوسط الحال في شهر ما انتهى جميع ما يملك من مال وهو لديه التزامات اقلها المشرب والمأكل واكبرها شراء احتياج ضروري يستحيل تأجيله لاحد ابنائه مثلا كدفع مبلغ من المال للالتحاق بالجامعة والا فسيفوته
واصبح مهموها فهو لا يملك قرشا واحدا ولا احد من الاقرباء ممكن ان يقرضه مبلغا من المال ولو بسيطا
الحلول المطروحة لديه :
1 / حسن الظن بالله وانه سيسر له طريقة لياخذ بها مالا ويبدا مثلا بالاستغفار مع الاخذ بالاسباب كالبحث عن عمل اضافي او البحث عن شخص يقرضه او او او ... الخ
فلانه ظن بربه خيرا كما في الحديث فسخر الله له بشخص ياتيه ويطلب منه عملا هو يتقنه ويدفع له مقدما
او ياتيه نصيبه من ورث ما او هدية او عطية من احد الوالدين او مكافاة من عمله او او او ...
2/ الجزع والكرب الشديد والتخبط بحيث لا يعرف ماذا يفعل من شدة ما اصابه من الهم والغم فعقله توقف حتى عن التفكير
فيقوم بافعال لا يستفيد منها كاتصاله باقارب له لن يقرضوه ولو مات جوعا على سبيل المثال فكل ما يقوم به خطا وهو سيعلم انه خطا بمجرد هدوئه وصفاء تفكيره
وذلك لان جل تفكيره منحصر بانه لا باب يرزق منه حاليا و لا يوجد له مال لا من قريب ولا من بعيد
وهنا اسأ الظن بالله ونسي ان الله هو الرزاق وانه المعطي وانه الرحمن الرحيم
فكان له ما اراد وفات ابنه ما كان يريده بسبب عدم وجود مال لديهم في تلك الفترة
، فاصلة ،
ماذكرته هو امر واقعي وايضا من الواقع الايمان بالقدر فقد يكون مع احسانه بالله سيفوته الامر لان الله كتب عليه امرا اخر وفائدة اخرى ستضح فيما بعد
قصة لاحدى قريباتي /
تقول جلست في ليلة مكروبة ولا يوجد لدي قرش واحد لاشتري به حتى الخبز فجلست افكر وافكر كيف ساحصل على اي مبلغ من المال فجلست استغفر الله و كلما سالتني ابنتي اقول ان شاء الله سياتني احدا بمبلغ من المال وبالفعل فبعد بضع ساعات اتاها اخ لها بملبغ من المال لشيء كان لها وهذا مردوده
فكان لها ما ارادت لانها احسنت الظن بان الله سيرزقها
2 / الجزء النفسي ( تاثيرات العقل الباطن )
يقول علماء النفس وخبراء التنمية البشرية ومن لهم دراسات في السلوكيات الانسانية
ان للانسان عقلان ( عقل ظاهري - وعقل باطني )
فالعقل الظاهر هو ما يتحكم في سلوكياتنا العادية والتي نقوم بها كردة فعل فورية لما نواجهه يوميا
اما العقل الباطن فهو يخزن جميع المواقف التي تمر بالانسان منذ طفولته وحتى شيخوخته
وله تاثير كبير على سلوكيات الاشخاص وافكارهم ومعتقداتهم
كيف نربط هذا بالنقطة الاولى " حسن الظن بالله " !!!
اقصد ان لمخزنات العقل الباطن وما يكونه لدى الانسان من معتقدات وافكار وسلوكيات صلة مباشرة بحسن الظن فهي التفسير العلمي لهذه القاعدة فقط
بمعنى انه لو كان طالبا في المدرسة جميع من حوله يقولون انه لا يستوعب بسرعة وهذا يسبب له تاخر دراسي وانه من المستحيل ان يكون من المتفوقين على الصف مهما فعل
فهذه الفكرة سترسخ في عقل الطفل الباطن وسيسير عليها سنين طويلة وهو كذلك
لكن فجأة جاء معلم لطيف واخذ يتكلم لهذا الطالب عن حسن الظن بالله وانه لا شيء مستحيل ومن توكل على الله فهو حسبه وانك تستطيع فقط ذاكر واحسن الظن بالله وحاول ان تجتهد في حل الامتحان وستكون عندها من المتوفقين فانت لا تختلف عن زملائك شيئا
فكان لسلوك المعلم انه حاول ازالة الفكرة الاولى المترسخة في العقل الباطن بانه فاشل ولن يتفوق ابدا وعزز لديه الاعتقاد الايماني وقوى صلته بربه في ذات الوقت
وبالفعل اجتهد الطالب وفعل كما اخبره معلمه وكان له ما اراده فتوفق هذه المرة صحيح انه كان في المرتبة العاشرة ولكنه كان سابقا لا يتعدى مرتبه متاخرة وسط رفاقه
وهكذا ...
كانت هذه فلسفتي الحياتية اتمنى ان اكون قد وفقت في طرحها ولم اثقل عليكم
" منقول عن أختكم روح أنثى "