عنكبوت السنين
قصص قصيرة جدا
حسين بن رشود العفنان
(1)
وِراثةٌ
***
كلما تذكر طفولته الجريحة
تجهم!
فمازال صراخ أبيه يأكل رأسه..
ومازال صراخه يأكل رؤوس أولاده وأحفاده!
(2)
الطّبعةُ الأخِيرةُ
***
صدرت الطبعة الأولى من كتابه
( جسورنا والتصميم الفريد)
قبل أن يغرق هو وعائلته في أحد الجسور!
(3)
قِسمةٌ
***
باركتُ له زواجَهُ..
وساعدني في دفن أمي..
اشتريتُ لابنه حلوى..
وزارني في العناية المشددة..
(4)
فضفضةٌ
***
ـ تفضلي الدكتور يستمع إليك..
ـ (زوجي قطفني زهرة من بيت أهلي ، ولم يغرسني في حوض قلبه ،
ولم يسمدني بعطفه ، فعدت حنظلة ينفر الناس منها..)
خمدت..أغلقت السماعة..
دون أن تنتظر إجابته!
(5)
صدمةٌ
***
جعل جمالها سوقا ..
وأنوثتها حذاء..
بكت جمرا بين يديه :
ــ (حَدِّقْ بِنبضِي
أنتَ تاجُهُ وروحُهُ!)
فلم يلتفتْ إليها!
إلا بعد..
أن صارتْ ابنتُهُ سوقا وحذاء!
(6)
فرحٌ مُنطفِئ
***
خرجتْ عليهم باسمةً مشرقةً:
ـ قاسموني الفرحَ وصلتْ ورقةُ طلاقي..
جثتْ :
ـ أرجوكم تمنوا أن يكون حلما!
(7)
عنكبوتُ السّنين
***
قالت :
ـ كلهم ثقوب وثغرات ..
وعنكبوت السنين قد جاست صورهم!
تقدم العاشر.. الحادي عشر..الثاني عشر..
قالوا :
ـ كلها ثقوب وثغرات..
وعنكبوت السنين قد جاست صورتها!
(8)
بدايةُ النهايةِ
***
في ليلة الفرح
تحولَ إلى لهبٍ قائلا :
(زوجتي امرأةٌ غريبةٌ لا تستحق!)
وهي تحولتْ إلى قشٍ !
(9)
وِلادةٌ
***
لم يدخروا شرا
استفاقت كل الشياطين في رؤوسهم
شتموني
ضربوني
حفروا قبري
أهالوا علي التراب
تضاحكوا
لكنهم نسوا أن مِسحاة عزيمتي كانت في لحدي..!
(10)
مِيزان
***
كان طاعنا في الشر..
وكان
وكان
وكان
لم تقولوا سوى الحق!
لكنه يوما ابتسم في وجهي..!
ــــــــــــــــ
صيد الفوائد