لا تَقُولي وَداعاً
لا تَقُولِي وَدَاعاً إني رَاحلة
وتَترُكِيني لِرِحلَة النِسيانِ
القلبُ عَاشَ أمَلاً
ولن يعشقَ بَعد اليوم ِثانِ
والُروحُ أدمَت نَفسُها
حِينَ غَلفَ الصَفوُ كِيانِي
رسمت فيكِ العمرَ حُلماً
مَررتُ به علي كلِ الاماني
ما تَركتُ فيه يوماً
إلا وسَطرتُه معاني
حَلمتُك حُباً طاهراً
حلمتُك دنيا لا تعاني
وَضعتُ فيكِ ثقةً
حَويتها كلَ وِجداني
وَسدُتك في الجسدِ راحةً
ومن ستائرِ الدهرِ حنانِ
جَعلتُ حُبك دُنيتي
وعبيرُ شَوقكِ كفَاني
فلا تهجري راحلةً
و ابقي دِفْئاً لِمكاني
عَلي أبوَابُكِ أرمِي هِمُومي
وفي رِحَابِكِ أَشدُو أغاني
مِن عَينيكِ دَوماً أستَقِي
يَنَابِيعَ طُهرِ لِبُستَانِي
ومِن سُمو رُوحِك مُتكَأً
ومِن مَشَاعركِ رَيحانِ
عبيرُ وَجد ورحِيق
كأني أتَريضُ بجنانِ
من دِموُعِي نَبعُ نهرٍ
تَحُلم مِنك بِغفرانِ
قد سَئِمتُ الهجرَ قولاً
وصِرتُ طَموُحاً للأمانِ
فيا زَمَانَ الحُبِ هَوناً
قد طَمستُ كل ألواني
و أنتَ الباقي لي بِدُنيَا
قد سُحِقَت عَلي أعتَابها أحزَانِي