2- " نطاق لب الأرض السائل ( الخارجى ) " و هو نطاق لدن أى شبه سائل ، يحيط باللب الصلب و له نفس التركيب الكميائي تقريبا ولكنه حالة شبه انصهار سمكه 2275 كيلومتر و يفصله عن اللب الصلب منطقة انتقالية سمكها 450 كيلومتر تعتبر الجزء الأسفل من هذا النطاق الذى يمثل الأرض السادسة و يكون اللب الصلب و السائل 31 % من كتلة الأرض المقدر بستى آلاف مليون مليون طن .
3- " النطاق الأسفل من وشاح الأرض ( الوشاح السفلى ) " و هو نطاق صلب يحيط بلب الأرض السائل سمكه 2215 كيلومتر و يفصله عن الوشاح الأوسط ( الذى يعلوه ) مستوى انقطاع للموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل و يعتبر هذا النطاق الأرض الخامسة .
4- " النطاق الأوسط من وشاح الأرض ( الوشاح الأوسط ) " و هو نطاق صلب سمكه 270 كيلومتر و يحده من أعلى و أسفل مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية يقع أحدهما بعمق 670 كيلومتر ( و يفصله عن الوشاح الأسفل ) و يقع الآخر بعمق 400 كيلومتر تحت سطح الأرض و يفصله عن الوشاح الأعلى و يمثل هذا النطاق الأرض الرابعة .
5- " النطاق الأعلى من وشاح الأرض ( الوشاح العلوى ) " و هو نطاق لدن ، شبه منصهر على الكثافة و اللزوجة ، تبلغ نسبة الانصهار 1% لذا يسمى ( نطاق الضعف الأرضى ) يمتد بعمق 65 : 120 كيلو متر و عمق 400 كيلومتر تحت سطح الأرض و لذلك يتراوح سمكه بين 335 : 380 كيلومتر و يعتبر هذا النطاق الأرض الثالثة .
6- " النطاق السفلي من الغلاف الصخرى للأرض " و يتراوح سمكه 40 : 60 كيلومتر تحت البحار و المحيطات بين أعماق 60 : 80 كيلومتر و 120 كيلومتر تحت سطح الأرض و يحده من أسفل الحد العلوى لنطاق الضعف الأرضى و من أعلى خط انقطاع الموجات الاهتزازية المعروف باسم " الموهو " و يمثل هذا النطاق الأرض الثانية .
7- " النطاق العلوى من الغلاف الصخرى للأرض ( قشرة الأرض ) " و يتراوح سمكه من 5 : 8 كيلومترات تحت قيعان البحار و المحيطات بين 60 : 80 كيلومترات فى المتوسط تحت القارات و يتكون غالبا تحت القارات من الصخور الجرانيتية المغطاة بسمك رقيق من التتابعات الرسوبية و التربة و يغلب على تركيبها العناصر الخفيفة كما يتكون غالبا من الصخور القاعدية و فوق القاعدية و بعض الرسوبيات في قيعان البحار و المحيطات و تعتبر قشرة الأرض هى الأرض الأولى .
هذا التفسير يتطابق مع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم المذكورة هنا خاصة حينما يذكر التعبير المعجز " خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين " مما يشير إلى تطابق تلك الأرضين حول مركز واحد .
و يدعم هذا الاستنتاج قول الحق تبارك و تعالى بسورة إبراهيم عقب الآيات المحذرة من الظلم التى أشرت إليها سابقا : " يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) "
و قوله تعالى بختام سورة الطلاق : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) "
و قوله بسورة الملك : " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) "
و طباقا هنا معناها متطابقة حول مركز واحد يغلف الخارج منها الداخل فيها و ليست طباقا بمعنى طبقات بعضها فوق بعض بهيئة أفقية كما تصورها البعض من قبل
ورحم الله البقاعى الذى قال : " طباقا أى ذات طباق بحيث يكون كل جزء منها مطابقا للجزء من الأخرى و لا يكون جزء منها خارجا عن ذلك و هى لا تكون كذلك إلا أن تكون الأرض كرية و السماء الدنيا محيطة بها إحاطة قشرة البيضة من جميع الجوانب ، و السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا و هكذا إلى أن يكون العرش محيطا بالكل و الكرسى الذى هو أقربها بالنسبة إليه كالحلقة فى فلاة فما ظنك بما تحته ! و كل السماء من التى فوقها بهذه النسبة و قد قرر أهل الهيئة أنها كذلك و ليس الشرع ما يخالفه بل ظاهره يوافقه "
و يؤكد هذا الاستنتاج مقابلة السماء - على سعتها - بالأرض - على ضآلتها فى عشرات الآيات القرآنية و الإشارة إلى فاصل بينهما في عشرين آية قرآنية كريمة من مثل قول ربنا تبارك و تعالى بسورة مريم : " رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) "
و يؤكد استنتاجنا أن الأرضين السبع كلها فى أرضنا يغلف الخارج منها الداخل فيها و أنها محاطة بالسماوات السبع إحاطة كاملة أيضا أولاها السماء الدنيا المحيطة بأرضنا و من حولها ست سماوات يغلف الخارج منها كل ما تحتها يؤكد ذلك إشارة القرآن الكريم إلى تطابق أقطار السماوات على ضخامتها مع أقطار الأرض - على ضآلتها النسبية و ذلك في قول ربنا تبارك و تعالى بسورة الرحمن : " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) "
لأن قطر أى شكل هندسي هو الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه فإذا انطبقت أقطار السماوات على ضخامتها مع أقطار الأرض على ضآلتها النسبية فلا بد أن تكون الأرض فى مركز الكون و أن تكون الأرضون السبع كلها فى أرضنا و أن تكون محاطة بالسماوات السبع .
المصدر
كتاب الإعجاز العلمي في السنة النبوية الجزء الأول للدكتور زغلول النجار أستاذ علم الأرض و زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم