الرحم : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . قال : نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك و أقطع
من قطعك ، قالت : بلى يارب . قال : فهو لك ) .
و قال صلى الله عليه و سلم : ( من سَرَّه أن يُبسط له في رزقه ، و أن يُنسأ له في أثره ، فليصل
رحمه ) .
و قال صلى الله عليه و سلم : ( لا يدخل الجنة قاطع ) .
· صلة الرحم واجب عليك فاحرص على أدائها ، فضلاً عن فوائدها الدنيوية والأخروية .
· صلة الرحم ليست مقتصرة على الزيارات المنزلية بل ربما تكون باتصال هاتفي ، أو رسالة
خطية ، أو إرسال هدية أو شخص في بعض حالات الاضطرار .
· ليس لصلة الرحم كيفية معينة و ليست محددة بزمان معين بل هي بحسب درجة الصلة ، و بعد
المكان ، و الظروف الطارئة .
فالأم و الأب ليسا كالعمة و الخالة ، و هذان ليسا كابن عمك و ابن خالتك ، و أولئك ليسوا كابن
عم جدك و ابن خال أمك .
و جارك من أرحامك في نفس المبنى أو الحي ليس كمن هو في حي آخر أو في الضواحي ، و
ليس هذا كمن هو في مدينة أخرى أو في بلاد الغربة و ليس من هو حرٌ في تصرفاته كمن هو
مقيد في صحته أو أمنه أو استطاعته .
· لا يسقط عنك واجب صلة الرحم حتى لو لم يقم به الآخرون ، فلا تقطعهم و إن قطعوك ، فمن
الإيمان و الأخلاق أن تصل من قطعك ·
- من الأخطاء الشائعة أن تقابل الزيارة بزيارة أو نوعية صلة الرحم بما يوازيها من الاتصال أو
الهدية مقتصراً على ذلك و في هذا شبهة كبيرة لمن أحسن التأمل ، بل ربما وجبت عليك
المرات ، كزيارة أمك ، كما تجب زيارة من أصابه مرض مقعد من أقربائك أو من كانت له
ظروف خاصة .
· من حق رحمك عليك أن تنصحه أو تنبهه أو تحذره في أمور دينه و سلوكه و علمه و
تخصصه و تجارته و سفره و إقامته وعلاقاته و أعماله المختلفة .
· لا تُغلِّب صلتك الرحمية على صلتك الإسلامية ، و هذا من العصبية العمياء ، بل الإسلام يعلو
، و لا يعلو عليه بصلة قبيلة أو عشيرة أو عائلة . . . و لا تنس أن أبا جهل وأبا لهب رمزي
الكفر في صدر الإسلام كانا عمَّي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و لم ينفعهما ذلك .
· غلب حكم الله و شرعه مع أرحامك على عواطفك في الإرث و الزواج و الطلاق و حدود الله
تعالى و سائر الاختلافات .
فإن وليَّ محمد (صلى الله عليه وسلم ) من أطاع الله و لو كان عبداً حبشياً ،
و عدوَّ محمد (صلى الله عليه وسلم) من عصى الله و
لو كان قرشياً هاشمياً ، فالعائلة في خدمة الإسلام ، وليس الإسلام في خدمة العائلة بالمعنى
النفعي الضيق ..
منقول للفائدة