السلااام عليكم....
العلاقة بين الرجل والمرأة , رؤية القرآن للعلاقة , نجاح العلاقة الزوجية ..
العلاقة الزوجيــة دافع من أقوى الدوافع لدى الإنسان ، وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى : هذه الحكمة : هي تعمير الكون وإقامة الخلافة في الأرض ، وإستمرار الحياة فيها.
وهذه العلاقة في منهج القرآن ليس هو ينبوع القذارة والخطيئة - كما يدعي أصحاب بعض المذاهب والديانات السابقة .
وليس وحده هو الطاقة المحركة لكيان الإنسان كما يدعي " فرويد " ومدرسته
وليس هو مسألة بيولوجية تؤدى على قارعة الطريق أو خلسة بي إثنين كما يفعل بعض دعاة المدنية الحديثة ..
وليس هو رجلاً لكل النساء ، أو امرأة لكل الرجال كما يفعل دعاة الشيوعية
والاشتراكية ومن سار سيرهم ..
وإنما هو دافع ، ودافع نظيف ، وله وظيفة محددة ،
قال تعالى :
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم
سورة البقرة آية رقم 223
إن التعبير بالحرث يناسب هذا الواقع لأنه واقع إخصاب وتوالد ونماء . وما دام حرثاً فأتوه بالطريقة التي تشاءون ولكن في موضع الإخصاب الذي يحقق غاية الحرث
واتجهوا إلى الله فيه بالعبادة والتقوى فيكون عملاً صالحاً تقدمونه لأنفسكم واستيقنوا من لقاء الله الذي يجزيكم بما قدمتم
قال تعالي
وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه
سورة البقرة آية رقم 223
وبذلك حدد منهج القرآن العلاقة الجنسية بتلك الصورة الموحية الجميلة صورة الأرض التي تحرث لوضع البذرة وتعهدها ، حتى تنبت وتأتي ثمرة جديدة من نفس النوع.
والجنس بهذا التصور وسيلة لبقاء النوع الإنساني وانتشاره ،
قال تعالى :
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء
سورة النساء آية رقم 1
وهو وسيلة السكن والراحة ، والمودة والرحمة
قال تعالى :
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
سورة الروم آية رقم 21
إن هذه الصلة التي تكون بين الرجل وزوجته - هي صلة المودة والرحمة صلة السكن للنفس والعصب - صلة فيها الراحة للجسم والقلب ،، صلة فيها استقرار الحياة والمعاش ،،، وأنساً للأرواح والضمائر لكل من الرجل والمرأة
إن المؤمن يدرك حكمة الله سبحانه وتعالى في جعل كل من الجنسين موافقاً للآخر ، ملبياً لحاجته الفطرية
سواء كانت هذه الحاجة نفسية ، أو عقلية ، أو جسدية ، بحيث يجد في رحابها الراحة والطمأنينة والاستقرار ، لأن تركيبها النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر
وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لانشاء هذه الحياة الجديدة
هذا هو رابط الجنس في منهج القرآن الكريم ، وهذه هي العلاقة الجنسية في قواعد الإسلام ، والمتأمل في ذلك يجد أن منهج القرآن الكريم يختلف عن كل المناهج الأرضية في هذه المسألة
فالجنس تسافداً كتسافد الطيور على الأشجار ، وليس تصارعاً على المرأة الجميلة في الحانات والأندية كما تتصارع فصائل الكلاب على الأنثى ، وليس عملية تتم في الظلام بلا عقود ولا شهود
وإنما هو سكن يلجأ إليه الرجل ، ليجد في أنسه الراحة ، وفي قربه الأمن والاستقرار
والهدوء والاطمئنان
وهو أولاً وأخيراً مودة ورحمة
حتى ينشأ الأطفال - الزغب - في هذا الجو ، جو الدفء والحنان والرعاية ، والجنسفي منهج القرآن أيضاً : وسيلة الستر والوقاية ،،
قال تعالى :
هن لباس لكم وانتم لباس لهن
سورة البقرة آية رقم 187
لباس للستر والحفظ ، يستر الجسد فلا ينكشف ، ويستر العورة فلا تبين ، ويستر عورات الإنسان ونتوءات جسمه ، ويستر عيوبه الجسدية والخلقية والجنسية ، ويستر جهله وطيشه وفلتات لسانه ، ويستر صعفه أو شرهه ، وكل أسراره التي لا يحب أن تعرض ، ووقاية للرجل والمرآة عن التفكير في الفحشاء أو ارتكابها ، وتلطيف لوقدة الشهوة ، وتلمظ الرغبة
كما يلطف الثوب الساتر أذى الهاجرة ، وقسوة الزمهرير
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
يا شاب تزوج ، وإياك والزنا ، فإنه ينزع الإيمان من قلبك
مكارم الأخلاق ، الباب الثامن ، الفصل الأول ، ص 196
لهذا كان منهج القرآن يعمل على تشجيع الأفراد على الزواج ويحثهم عليه ويصل في بعض هذه التوجيهات إلى درجة الأمر
قال تعالى :
فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة
سورة النساء آية رقم 3
ويقرر وأن لهم أجراً في ذلك ، لا يقل عن أجره في أي عمل من أعمال الدنيا يؤديه ، كما أن منهج القرآن يرفع الجنس إلى مستوى بعض العبادات ،
ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من تزوج فقد أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الثاني ...م ن للفائدة