أَزْمَـــةُ انْتِمَاء ...!!
.
.
الغُربَةُ تَقْتَاتُنا كَـ كَسرةِ خُبزٍ فَرَّتْ مِنْ مَائِدةِ ثَري
لِـ تَسقُطَ بَـ فَمٍ مَا لَاكَ سِوى الصَبرِ مُنذُ ثَلاثةِ أَوجاعٍ وَ عَوز
نَافِذةُ الوَحشةِ تَرتَجِف
كَـ هِرمٍ مَا عَادَ يَملِكُ سَطوةً عَلَى يَدّيه لِـ تَكُّفَ عَنْ أرْتِعاشِها
هي تَمضُغُنا الآن رُغمَ مُرِّ مَذاقِنا
الغُربةُ كَـ الفُقراء لا طَاقةَ لَهم لِـ يأكلوا مَا يَشْتَهون ..!
.
.
مُقَدمة تَوضيحية ...!!!
اَنْ تَكتَشِفَ غَبائكَ البَيَّن بَعد عشرينَ جَهلاً وَ نُصف قَيد / عقد سَيكونُ أَمراً مُربِكاً وَ رُبَّما مُحبِطاً
وَ الإحْباط لَيسَ فِي كَونِكَ كُنتَ تَظنُ بِأَنَّكَ شَخصٌ خَارق أَوْ ذّكي أَو مَا شَابه مِنْ الأَشْياءِ " العَبيطة "
الّتي نَقْتَرِفُها أغلب الأحيان بِـ زَعمِ أَنَّنا أبطالٌ كَــ جون سينا الّذي لا يُصِدِّقُ شَجَاعته إلا صِبية الحَيّ
حَينَ يُحاولون الإِقْتِداء به عَلَى أَرْصِفة الطَريق وَ هُمْ يَتَشاجرون لأجل قَضاياهُمْ المُستوردة
لـ مَتاجر التَطبيع
وَ سياسة زَغللغة " المواطن " بِأُمورٍ تَافهة كـ برشلونة وَ ريال مَدريد
وَ دوري الفَتاوى الجَديد
وَ رُبَّما لأنَّنا نَحسبُ بِأَنَّنا نَملِكُ وَعياً لا نَظيرَ وَ لا تأثيرات جَانبية له
كَــ المُفكرة الّتي تَقْتَنيها مَع كُلِّ عَامٍ جَديد وَ لا تُدونُ بِها مَوعِداً واحداً لأنَّهمْ يَحضرونَ دوماً
بِغير ميعاد لِيوفِروا عَليكَ عَناء التَدوين وأيضاً
لأنَّكَ كَالعادة غَيرُ جَاد فِي العَمل بالجَدول الذي تُرَّتِبهُ لِنَفسِكَ فِي تِلك المُفكرة الّتي سَيتَخِذُ مِنها أولادُ
إحدى شقيقتِكَ مَادةً أًوَّلية لِصُنعِ الطَائِرات الورقية وَ حَينَها سَتُضطرُ لِنهرِ وَالدِتكَ عِندما تُحاول إنقاذَ عُصارة
فِكرك مِن التَحليقِ بأيدي عَابثة أو " شَلوت " طَائش
إثباتاً مِنك لَهُمْ بأَنَّكَ " قَريب " كَريمٌ وَ مُتاح للجَميع مِن ذوي القُربى حَتَّى الرُّضع
مِنهم حَينما " ينزنئ أحدهُمْ " وَ يَتقيئ فَوقها وَرُبّما يَفعلُ أَشْياءَ أَلعن ..!
.
.
كُلُّ مَا فِي الأَمر إِنَّكَ تُقرِرُ أَنْ تُبْرمَ هُدنةً بَينك وَ بينك بُعيدَ نَكبةِ الإِقْرارِ بِالغَباء الّذي تُؤيدُه وِزارة البيئة
وَ مُنظمات المجتمع المَدّني وَ جَمعيات حُقوق الإنسان وَ غَيرها مِن الجِهات الّتي تَسمعُ عَنها كَثيراً
وَ لا تَجِدُّ لها ظِلاً عَليكَ وَ عَلى الأَرض ..!
.
.
مُضحِكٌ جِداً أَنْ تُصَدِّقَ كِذبةً غَرستَها بِيَدَّيك قَسراً فِي نُفوسِ الآخرين
وَ تَبَيَّنَ بأَنْ هَكذا فِعل هُوَ قِمة الغَباء
لِذا دَعْني أُبارِكُ لَكَ وَ لِنفسي هَذا الإنجاز الجَديد فِي تَحطيمِ الأَرقام القياسية فَقَدْ حَطمنا مِن قَبل
الكَثير مِن الأَرقام القياسية فِي تَأليه الشُخوص وَالقُعود وَ التَسويف و اللاتنظيم ووو
قَدْ لا يَكونُ غَباءً فَقط أَن تَتعاملَ مَع تِلكَ الكِذبة عَلَى إنَّها مِن المُسَّلمات
لأَنَّكَ حَينَها سَتَندرِجُ ضِمنَ ثَلاثةِ أَصْناف مِن الآدميين
إِمَّا إِنَّكَ مَريضٌ عَقلياً لِـ تَفعلَ ذلك " وهذا الأَمر سَيحدثُ مُستقبلاً أعَّدُكَ بذلك "
أَوْ إِنَّكَ حَالمٌ أَحمق _ و هذا لَيسَ اكْتِشافاً جَديداً _ تَعيشُ فِي دُّنيا الأَوهام وَ تُصدقُ وعود الحُكام
أَو لَعلَّكَ كِلا الأَمرين إضافةً إلى كَونِكَ صَادِق جِداً فِي أُمْنيتِكَ /كِذبَتِك لِدرجةِ الغَباء المُرَّكب
أتَعلم جَميعهُا تَصُّح فِي تِلك المُعادلة الشَائِكة وَ لاحظ هُنا أَنتَ تَنعمُ بِرفاهيةِ أَنْ تَختارَ لِنفسِكَ شَيئاً
وَهذا أَمرٌ جَديد نِسبة لكَ وَ أَظنُه مِن الأُمور الّتي يَعِّدُها ولَّاة أُمورنا رَفاهيةً " مُفسدة "
لِذلكَ عَليكَ بالحَذر فِي مُمارسة تِلك الرفَاهية خَوفاً عليك مِن الإدمان وَ قَدْ تُصاب إَثرها بِـ نَوبةِ وهم
تَتخيل جَراءها بِأَنَّكَ أَدّمياً وَ تَمتلكُ حُرية وَ مِنْ هذه الخَرابيط الّتي تؤدي إَلى " الحجر " الفِكري فِي المُعتقلات
خَوفاً مِن انْتشار العَدوى
لِذلك مَارس هَذه " المَفسدة " أُسريا " على خَفيف " خُصوصاً حَينَ يُبادِرُ أَحدِ أَولادِ شَقيقتِكَ ذَاتها بِالتَخريب فِي حَاسوبِك
وَ أُمه تَروي
لَكَ بُخلِ أَبيهم وَ عَدم سَماحِه لَهُم فِي اللهو بِحاسوبه
حَينها بإِمكانِكَ أَنْ تَكونَ مَريضاً عَقلياً لِـ تُخبرَه بأَنَّكَ تَرفض ذلك
أَو أَنْ تَختارَ لِنفسِكَ أَن تَكونَ حَالماً فَتَخرجُ مِن البَيت وَ تَحلُم بأَنْ تَعود وَ تَجِّدَ حَاسوبكَ
لا زَال يَعمل
وَ لا وجودَ لِـ بَقايا تشبس ليز فَوق لوحة المَفاتيح أَو بُقع الأيس كريم عَلَى الشاشة
ولا تَجَّد " سبونج بوب " يَقف عَلَى خَلفية الشَاشة
أَوْ أَنْ تَسمحَ لهُ إثْباتاً لَنِفسكَ بأَنَّكَ صَادقٌ فِي التَعاطف مَعه شَرطَ ألا تَقفُ عَلَى رأسِه
وَ أَنت تَتعرقٌ قَلقاً
وَ تَتَشنج مَع كُلِّ حَركة " مَاوس " تَدنو مِن مُجلداتِكَ الهَامة
صَدقني لا تُفوت هَذهِ الفُرصة فَهي لَنْ تَتَكرر ..!
.
.
فَاصِل إِعلاني ..!!!
تَوَسِوسُ فِي رَأَسي إِحداهُنَّ
وَ " هُنَّ " لا تَعْنيكُمْ البَتة ( وَ أَخيراً جَاءَ اليوم الّذي أَقولُ فيه لَكُمْ البَّتة _ وينك يُمَّة _ )
فَقَدْ يَظُنُ بَعضُكُمْ بِأَنَّها تَعودُ إلى لَفيفٍ مِن الآنسات اللطيفات مِنْ عَائِلة " أَبو أَفكار " أصيلة النَسب
وَ رُبَّما يُرجِعُها البَعضُ الأَخر _ غَير الأولاني _ إِلى مَجموعةِ عَوانس حَانِقات مِن عَائِلةٍ أُخرى مُهَجنة النَسب
وَ رُبَّما مُدَّعية نَسب
وَ لكِن المُصيبة أَن يظنَ أَحدكُمْ بأَنَّها هَلوسةٌ _ عَديمة الأَصل وَ الولاء _
أُصِبتُ بِها جَراءَ مُتابعة إحدى الفَضائيات المِصرية
الّتي تُعلنُ لَنا عَن " الحَّلَّة " و " المفارش الخارقة " وَ بَضائع حَملة " كزا مَيزة "
الّتي تُورِثُ المُشاهد نَوبة صَرع تودي بِه
إلى حَالة لا شُعورية مِن رَشق الشَتائِم عَشوائياً
خُصوصاً حَينَ يُضيفُ المُعلن عِبارة " زائد مَصاريف الشَحن "
لِذلك وَ خَوفاً عَليكَ مِن نَوبةِ الصَرع عَزيزي القَارئ قَررتُ منعَكَ مِن البَحث عَنْ أَصل وَ فصل تِلكَ الفِكرة
مَجهولة الهُوية ..!
.
.
السَالفة وَ مَا فِيها ..!!!
تُضحِكُني جِداً تِلكَ الفَتاة الّتي أَدخلتْني مَعها دَوارة الغَباء أَعلاه
تِلكَ الّتي أَفْاقتْ فِي أَحْضانِ الحَيَّاة لِـ تَبدأ رِحلتَها الجَادة فِي البَحث عَنْ جِهةٍ تُيَّمِمُ شَطرها
مِا تَمتَلِكُ مِنْ وَلاء
فِي سِنينِها الأُولى كَانتْ شَديدةَ السُّرورِ بِهذا الخَليط العِرقي الّذي حَظتْ به كَونَهُ يُوَفِرُ لها
نَوافِذ عِدة تَنهلُ مِنها ثَقافاتٍ مُتباينة وَ تَلوذُ بِها ذَات وَحشة
لَمْ تَعلمْ أَنَّ هَذا الخَليط ذَاته أَوْرَثَها أَبْدّية الإِدانة بِــ نَقصِ الولاء إِن لَمْ تُدانْ بِعَدمِه
كَانتْ تَشْعُرُ بِذلكَ الدَاء حَينَ تَنالُ ريحُ الصِراعِ مِنْ أَوْتَادِ أُسْرَتِها لِــ تَفعلَ حُمى الأَعراقِ فِعلتَها
فَـ تَروي أُمُّها ذَات غَضبةٍ عَنْ عِرقِ أَبيها " مَا لا نِهاية " مِنْ الطِباع السيئة المَوروثة جينياً
وَ يَفعلُ أَبوها ذَاتَ الفِعلة وَ فِي ذَاتِ الوَقت
وَ كِلاهما كَانا يُغازِلُ كُلٌّ مِنهُما عِرق الأَخر سَاعة صِفااسْتَنشقتْ العُنصرية مُذ هَشاشة عُودِها حَينَ كَانتْ الجِدَّاتْ يَتبادلنَّ دَور الأنْحياز لأَبناءِ الأَبن
وَ تَغريب الأَحفادِ مِن أَولاد " الغَريب " وَ الّذي يُروى بأَنه ذِئب
كَما كَانتْ تُردد جدَّاتُنا " الغَريب ذيب "
.
.
إِيجاد جِهة انْتِماء مُغايرة هُوَ كَــ طَوقِ نَجاة يَنْتَشِلُك مِنْ دَوامةِ الوَلاء الفَائِض فِي صَدرِك
مَابَين البلد الأُمّ وَ بَلد النَشأة وَ بَلد الإَقامة تُحارُ إلى أَيِّ البلاد تُيَمِّمُ وَلاءَك
كَونُكَ لا تَسْتَطيعُ الإِيمانَ بِـ أَنْصَافِ الأَشْيَاء كَأَن تُقدم نِصف وَلاء لِـ عِرق الأَب
وَ النِصف الأَخر مِن وَلاءك تَمْنَحهُ لِـ عِرق الأُمّ
وَ كَذلك لا تَسْتَطيع قُبول صِفة الازدواجية وَ العَمالة حَين تَخْتَار إِحدى المَعارِك عِرقيّ ذَويك
لِـ يَكونا خَصميّن فِي حَلبة تِلكَ المَعركة
وَ لِكي تَكون مُنصِفاً وِفقَ غَباؤك تَختار بَلدَ الإِقامة أَو أَيِّ بَلدٍ تألَفه نَفسُكَ لِيَكونَ قِبلةَ وَلائك
وَ تُبادِرُ بِحُمقٍ وَ تَفانٍ فِي تَقديم كُلّ أَسهُم الولاء الّتي وَفرتَها ذَاتَ حياد
وَ تَتمادى بِـ تَصديقِ تِلكَ الكِذبة الّتي لَمْ وَ لَنْ يُصدِّقُها غَيرُك
وَ حَينَ تَضربُ مَوجةُ خِلافٍ وَ صِراع قِبلة الانْتِماء الجَديدة
لا تَعجبْ حَينها أَنْ تُشيرَ أَصابع الإتْهام إليكَ كَونَكَ بِعُرفِهُمْ لا زِلتَ " أَجنبياً , غَريباً " ولا تَملكُ
هُويةَ انْتِماء تُثبِتُ وَلائك
أَليسَ مِن الغَباءِ التَمادي بِـ تَصديقِ تِلكَ الكِذبة
وَ الأَكثرُ غَباءً الكِتابة عَنها ..!
.
.
وَقفة ..!
.. لَنْ أَعْيشَ فِي جِلبابِ أَبي
لِستُ هُنا لِأُرَوِجَ لِبطولاتِ " نُور الشَريف " وَ لَكنني أَقصِدُ فِكر " إِحْسان عَبد القدوس "
الّذي شَاءَ أَنْ يُوضِحَ لَنا بِأَنْ الأَبْناء قَدْ لا يَتْبِعونَ فِكرَ أَبائهُم بِالوِراثة وَ لَيسَ شَرطاً أَنْ يَكونَ
الأَبْناءُ عَلَى صَواب أَوْ أَنْ يَكونَ أَباؤهُم كَذلك
كَذلك الوَلاء لِقَبلةِ الانْتماء لا يُشْتَرط أَن يَكونَ وِراثياً خُصوصاً حَينَ يَرسخُ عَنْ اعْتِناق وَ اقْتِناع
مُغايرينِ لِلاعْتِقاد المَوروث ..!
.
.
فِي لُجَّةِ البَحثِ عَنْ جِدارٍ أَمن تَسْتَنِدُ إليه سَاعةَ أرْتِباك تَجودُ بِها حُمى العُنصرية
بَينَ أخوة الدِّين وَ أشْقاء الغَاية وَ الهدف حَينَما يَدِّسُ / يُأجِّجُ العِرقُ فِيهُم " حَمية " مَقيتةً
مُغايرة لِمبادئ آمْنوا بِها وَ نَبذوها سَاعةَ إخاء وَ تَجرد للهِ وَ فِيه ..!
قاسٍ جِداً أَنْ يَنهارَ جِدارُ الإِخاءِ أَمامَ ريح " الفَزعة " للعِرق فَقط لأَنَّكَ آمْنتَ بِأَنَّكَ أَبنٌ حَقيقي
لِهذا العِرق وَ عَقدتَ لأجله مَواثيق الإخاء وَ مَارستَ دَورَك فِي الإصلاح
لِتَهبَ مِنْ جَديد مَوجة البُغض فَيبلغُ فِيهم الغَضب مَراتبَ الخُصومة وَ قُبح أسَاليبِها
فَـ يَقذِفوكَ وَ عِرقكَ فِي وَحلِ الحَسد وَ الحِقد وَ هذا مَا جّناه عَلي " عِرق " أَبي
وَ كُلُّها أَشْياء مَا طَرأتْ عَلَى قلبك أَو حَدثتَ نَفسَكَ بِها
وَ حَينما تُسرِعُ لِيشفعَ لكَ العِتاب فِي إصلاحِ مَا أَفْسَدتْهُ تَفاسير المَقاصِد
يُلقونَ فِي وَجهِكَ " بِطاقتِكَ الرُّوْحية " بِزعم أَنَّها مُزورة وَ الّتي صَادَقوا عَلَى ولائها ذاتَ يَوم ..!
.
.
كَـ كَيسٍ خَالٍ
تَقَاذَفتْهُ الرَّيح
تَرفعُه تَارةً وَ تخفضُه تَاراتٍ أُخر
تَقَاذَفتْني الأوطانُ وَ الأعراق
مَا بين قَسوة الجبال وَ عُتمة الكُهوف
وَ يُسر السُهول
وَ وحشة البوادي
كُلُّ الجِهاتِ تَصفعُني
بِمَّا تَحملُ الرَّيحُ مِن شَوائِب
لا آطالُ السَماء فَأَمضي حَيثُ يَشاءُ رَبُّ الرَّيح
لي مكوثاً كَـ أَيِّ عَاقلٍ أَدركَ اللاجَدوى
وَ لا أقْبِض الرَّصيف لِـ أَرسو كَـ أَيِّ مُتَشردٍ
ضَيَّعَتْ المَنافي مَا بِجُعبتِه مِن وَلاء
.
.
.
راقنى