كلُّ الذينَ عَرَفتُهم - عبد العزيز جويده
كلُّ الذينَ عَرَفتُهم أنتِ
كلُّ الذينَ عَشِقتُهم أنتِ
كلُّ الذينَ أحبُّهم أنتِ
إنْ كنتِ قَرَّرْتِ الرحيلَ فإنَّني
ضيَّعتُ ذاكَ الدَّربَ مِن زمنٍ
وحرَقْتُ أشرِعَتي
باقٍ أنا ..
في كلِّ شيءٍ فيكِ باقٍ للأبَدْ
حتى الذي سيجيءُ مِن بعدي
سيَشُمُّ في كلِّ الذي يَهواهُ رائحتي
عبثًا هُروبُكِ مِن دَمي
مِن أيِّ بابٍ تَخرُجينْ
وأنا الذي أغلقْتُ شُرياني
وسَدَدْتُ أورِدَتي
***
إن كنتِ قرَّرْتِ الرحيلَ حقيقةً
هيَّا اخرُجي مِن مُهجَتي
مِن مُقلتي ،
مِن بَهجتي ،
مِن دَمعتي ،
مِن ضِحكَتي ،
مِن صَرختي ،
مِن بينِ أنسِجَتي ...
هيّا اخرُجي مِن أضلُعي
مِن خارِجي
مِن داخلي
مِن قلبيَ المذبوحِ ،
مِن رِئتي
***
إنْ كنتِ قَرَّرتِ الرحيلَ حقيقةً
هيَّا اخرُجي مِن وَجهِ كلِّ الناسِ
أصبحتِ كلَّ الناسِ
فأنا يُخَيَّلُ لي
يا وَيْحَ أخيِلَتي
لو كانَ لي في العشقِ مُعجزةٌ
ما كانَ غيرُكِ في الهوَى
ليكونَ مُعجزتي
صعبٌ أواجِهُ أيَّ شيءٍ ها هُنا
وأنا المُحاصَرُ دائمًا بِلَهيبِ أسئلتي
صعبٌ أصدِّقُ أنَّنا لنْ نَلتَقي
مَنْ ذا الذي سيكونُني
مَن ذا الذي سأكونُهُ
لِيَكونَ تَكمِلتي
نصفي أنا حَيٌّ ونصفي مَيِّتٌ
إنْ كنتِ تارِكتي
إنِّي أُحسُّكِ
في الحياةِ جَميعِها
في أبسطِ الأشياءْ
في تَوبَتي ..
حتى ومَعصِيَتي
صَعبٌ أُجرِّبُ بعدَ حُبِّكِ أيَّ حُبْ
أتُرَى أُحلِّقُ في السَّماءِ
بِغيرِ أجنِحَتي ؟!