لو أن ريحا بالهموم تجمعت
وبحملها ناءت جميع قواك
والأرض قد ضاقت برغم رحابها
والكرب من كل الجهات أتاك
فعليك بالتفويض إن إلهنا
من لطفه يكفيك من عاداك
واملأ فؤادك بالتقي ثم اصطبر
واشك البلايا للذي سواك
فإذا شكوت لعبده فلربما
كان الصديق تسوؤه شكواك
ولربما كان العدو فينتشي
إن العدو تسره بلواك
وإذا فعلت من الفواحش غافلا
قل يا إلهي ما لنا إلاك
وارفع يديك مع القنوت تذللا
واصدق متابك وابك فى نجواك
فالله غفار الذنوب جميعها
لكنه لا يغفر الإشراك
وإذا صبرت فتلك منزلة الألى
نالوا المعية من لدن مولاك
وإذا شكرت فرابح ومؤمل
لزيادة من جود من أعطاك
للمؤمن المأجور ليس لغيره
عجبا له فاشكر لمن وعاك
ولو العباد تجمعت لمضرة
والله لم يكتب فلن ينساك
وإذا العباد بغير مكتوب سعوا
للنفع ما نفعوا ولا يلقاك
يكفيك من رب العباد معية
أكرم بها وكفاك ثم كفاك
يكفيك من رب العباد محبة
يا حظ محبوب وما أغناك
فاذكر وسبح وارتضى بتجمل
يذكرك من برأ الورى وبراك
ابو عمر المصرى