تعدُّدْ ..!
.
يومَ فاض القلب لديه .. ذكر الله في صلواته كثيراً كي لا يعربد .. و تزوج خوفاً من أن يقوده القلبُ للخطيئة !
ظفِرَ بذات الدّين لتربت يمينه ، كانت جميلة وذات حسب ونسب ، و أهلوها قوم طيبون ، كان يعاشرها بالمعروف وتعاشره بالمثلْ ، لا يمطل بحقها ، ينفق من سعته وممّا آتاه الله . _ ومعها_ لم يصفه أحد بالعصبيّة يوماً ، و ما شوهد قطّ متكدّر المزاج !كانت الشمسُ تشرقُ كلَّ يومٍ في قلبه ، فتدغدغ وجنتيها _ذات الدين_ ، فتصحو هيَ لتمارس وإيَّاه طقوسَ الصَّباحْ المشبَعة بعبقِ الطّهرِ والصلاةْ ، وشيء من حَبّ الأرضْ وبذورِ الثَّرى!
و يدعوانْ !
كان رجلاً قانتاً يخاف الله .. يخشى ظُلَل النّار ، و يتهيّب يوم الآزفة ! ساجداً و قائماً يحذر الآخرة ، طيباً وديعاً ذو طوْل ، يكره أن يكدّر إنساناً ،غيرَ أنَّ سردابَ القلبِ قدْ أزَّ من جديدْ ، يريدُ أن يفتحَ باباً لغيرها _ذات الدِّينْ_ ، كرِه أن يكدّرها_تلك التي اختارها لتربتُ يمينه_ ، غير أنّها فعلتْ ! تكدَّرتْ ونشزتْ !
وعظها ، وكانَ الهجران ، وخاف الشّقاق غير أنها لم ترتدع ، وهو ـ ما كان ليرضى بأنْ يتّخذ خديناتٍ من وراء ستار!
فأقام شرع الله ، _وذاتُ الدّين مرغمة _، وخاف ألّا يعدِل فاختارَ ما ملكتْ يمينه ! وكان حريصاً ألا يميل كلّ الميل ، وما استطاعْ !
وأفسدَ الكلالُ ذلك الصبرَ الجميلْ ،
لم يدرِ _ هو _ كيفَ شعر بنفسه صغيراً حدّ الاضمحلال ذات يوم ٍ مأفون ،
ولم يدرِ أحد كيفَ حاقه الظلم ، و تلبسه الكدر حتّى بات في تبابٍ موسوماً بالعصيان !
ولم يعرف أحد .. كيف استحال الطيّب الكيِّس رجلاً من القاسية قلوبهم !!
ما كان أحدٌ ليعجبَ لو عرف بأنه كانَ " رَجُلاً فِيه شُرَكاءُ مُتَشَاكِسُونْ " .. !
جميلة للجميلة: نائية الرفاعي