علماء ومشايخ الأزهر يكذبون ظهور الحسين ويعتبرونه نوعا من الدجل والشعوذة.. ويتساءلون: من يعرف شكل الحسين ليؤكد أنه رآه؟
المشايخ والدعاة أكدوا رفضهم فكرة ظهور الحسين رضى الله عنه
رفض علماء الدين، ما تردد أمس عن ظهور سيدنا الحسين بعد قيام عدد من مريدى الطرق الصوفية بالتكبير والتهليل عند انقطاع التيار الكهربائى عن مسجد الحسين، وقالوا إن الحسين شاركهم الاحتفال برأس السنة الهجرية لمدة خمس دقائق أثناء انقطاع التيار الكهربى عن المسجد.
وقال الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة: إننا لا ننكر الكرامات بشكل عام ولكن ما يقال بأن شخصا ميتا ظهر مرة أخرى بعد وفاته مهما كان، وما حدث الفترة السابقة حول تردد شائعة ظهور السيدة العذراء أو أياً من أولياء الله الصالحين ومن آل البيت مثل سيدنا الحسين رضى الله عنه فإنه نوع من الدجل ولا يجوز الجرى وراءه على الإطلاق.
وأضاف أن الحسين رضى الله عنه حى بشهادة رسول الله صلى الله علية وسلم وأنه سيد شباب أهل الجنة، وهو يعيش عيشة لا يعلمها إلا الله فقط، وما يشاع عن ظهوره للاحتفال مع مشايخ الطرق الصوفية برأس السنة الهجرية، فأنها افتراءات ونوع من الدجل لا نقبله على الإطلاق.
وأضافت الدكتورة ملك زرار الداعية الإسلامية، أن ما حدث من إشاعات ظهور سيدنا الحسين أمس فى مسجده للاحتفال برأس السنة الهجرية أثناء احتفال مريدى الطرق الصوفية "بدعة لا يجوز التكلم عنها والترويج لها"، لأنها غير حقيقية وليس لها أى أساس من الصحة ولا من الدين وكلها تخيلات، لأنه لا يوجد نص قرآنى ولا أى نص من السنة يؤكد رجوع الموتى من العالم الآخر إلى الدنيا مرة أخرى.
وقالت من يعرف هيئة الحسين حتى يقول إنه نزل وتجلى فى مسجده أثناء الاحتفال برأس السنة الهجرية وإن هذا الكلام لا يصدقه عقل، كما أنه لم يرد أى نص قرآنى أو حديث يقول إن الأرواح تتجسد وتنزل إلى الحياة بعد أن قبضت إلى خالقها والوحيد الذى سيرجع إلى الدنيا مرة أخرى هو المسيح عيسى علية السلام، وسوف ينزل فى آخر الزمان، وادعوا الجميع إلى عدم تصديق تلك الخرافات والبدع لأنها لا تحدث.
بينما رفضت الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ما تردد من ظهور الحسين أمس فى مسجده، وقالت "أنا أرفض الأمر شكلا وموضوعا حتى لا نتشبه بالأقباط عندما رددوا ظهور السيدة العذراء"، والإمام الحسين رضى الله عنه أكبر من تلك الخرافات ومسألة ظهوره معجزة وعصر المعجزات والإبهار انتهى ولا وجود له فى عالمنا الحالى والسباحة فى بحر هذا الموضوع خطيرة، ولا داعى أن ندخل فى طريق الخطأ لأن الإسلام يحترم العقل وهذا الكلام خرافات.
وأكدت أن ديننا الإسلامى يحترم العقل ولا يجب أن نهرب من همومنا وضعفنا باللجوء إلى هذه الخرافات، ويجب أن نتوقف عنها وأوضح تفسير لذلك ان كل أمه لديها مرحلة ضعف وفى هذه الحالة تلجأ إلى الخرافات والإشاعات، وسبق أن مرت الأمة بهذا من قبل فى أيام الحروب الصليبية والتتار، أما الآن لابد أن نتوقف عن ذلك ونواجه ظروفنا ومشاكلنا بعيدا عن الخرافات والبدع التى ليس لها أى أساس من الصحة، ويجب أن تقوى الأمة بالعلم والتمسك بالعقيدة ونهضة علمائها، وأناشد العقلاء بضرورة الابتعاد عن هذه الأقوال التى لا تؤدى إلا للسخرية لأن هذه الأقوال تعمل على تكسير الثوابت الأساسية للعقيدة.
وقال الداعية الإسلامى الشيخ فرحات المنجى مستشار شيخ الأزهر السابق، إن هذا الأمر لا يمكن التصديق به ولا يمكن ظهور الموتى فى الحياة الدنيا بعدما قامت قيامتهم وقبضوا، لأنه من مات انتهى أمره ولم يعد له من الدنيا نصيب سوى عمله، والكلام عن ظهور السيد الحسين فى مسجده أمس مجرد خيالات سمعنا بها وليس لها أى أساس من الدين ولم ترد من قبل وأرجح أن من يقول إن السيد الحسين تجلى وظهر نور فى المسجد أن أشعة الليزر الآن من الممكن أن تبهر أى شخص وهى البطل الحقيقى لهذه الظاهرة، أما عن انقطاع التيار الكهربى ممكن أن يحدث عن طريق شخص ما أو ممكن أن يكون انقطاعا طبيعيا كما يحدث فى كثير من الأحيان.
وأضاف المنجى أن هذا الأمر يأتى من الطرق الصوفية التى تمجد آل البيت بزيادة عن الحد المرغوب فيه وبه الكثير من التجاوزات ونحن لا نريد أن نتشبه بمن يقولون أن فلانا ظهر فى مكان معين أو فلانة ظهرت ونحن كنا نسخر من هذا الأمر أصبحنا اليوم محل سخرية من الآخرين.
وتسأل المنجى لو كان الأمر حقيقى لماذا لم يظهر الرسول صلى الله علية وسلم فى البيت الحرام على الرغم من أنه حى فى قبره؟ أو أحد الصحابة العظام الأربعة لأنهم لم ينالوا حظا من الحب الذى يكنوه أصحاب الطرق إلى أهل البيت، لذا أقول إنه كفانا من هذا الأمر والوحيد الذى لدينا يقين بعودته إلى الدنيا هو المسيح عيسى علية السلام فقط، وهذا يكون فى آخر الزمان، أما عن ظهور الحسين لا أساس له من الصحة وكلها افتراءات.