إعتراف بلا هوية
ورقة بيضاء تخيلتها أمامي
وبدأت أسطر عليها معاناتي
تفتحت بداخلي كل المسام
و بدأ نزف النفس علي الورق
لم أعد أحس
لم أعد أفكر
وجود العقل هنا
يبطل الوضوء بالحقيقة
قد يبطل حتى التيمم بالصدق
باحت نفسي بما أخفيت
وتعريت المشاعر
تنازلت عن كل ثيابها طواعية
وبقيت تحاول أن تداري سوءتها
ورقة التوت ليس مكانها
ورقة التوت ليس زمانها
ما عاد يوجد ما يخفى
حين تتعري النفس
تجف كل أنهار الكذب
وتردم كل أبار الخديعة
وتصبح كل محاولات التجمل
كعجوز شمطاء ترجو الشباب
فما أدركت الجمال
ولا نالت الصبا
حين ترتدي رداء الإعتراف
تغلق كل بوابات العفو
وتفتح كل سجون العقاب
من يملك الصفح حتي يعاقبني
من يملك الإنصاف حتي يحاسبني
مررت مني زماني
بكل لهفة الأيام الخوالي
وملابس العيد ما عادت تناسبك
ولا كل بالونات الأطفال
تزيل عنك كسرة الواقع
أيها العمر الفائت تم خداعك
بوهم التفوق والنجاح والتضحية
جواد أنت في مضمار الحياة
زال عنه قناعه
ومازال مشدود اللجام
منطلق نحو الهاوية
أيها الإعتراف ما أقسى تعبيراتك
حين يدرك معناها
وتسبح ضد تيار العمر
خلتك سباح ماهر
أيها الإنسان في بحر الحياة
تجيد عبور دوامات المحن
مابالك هذه المرة
عثر بك الطريق
وعصفت بك قدراتك
قدرات واهية تلك
غارقة في النرجسية
متسربلة بالماضي الحزين
ملتحفة بمستقبل أجوف
فإذا أعترف الإعتراف عليك
خذلك وقتك
وضاعت الدنيا من بين يديك
هيا إعترف و أكمل
هل مازال القلب ينبض يا إنسان؟
وهل مازال في العمر بقية؟
سؤال بلا عنوان
وعنوان بلا إجابة
و إجابتك ترفضها
ورفضك منطقي
ومنطقك مغلوط
وغلطك مقصود
وقصدك مشروع
في زمن تائه
أيها الإعتراف
أعترف أنك ضللتني
فما بقى العمر
ولا إنتهى بفضلك الألم