وسط حالة من الهدوء التى سادت منطقة المطرية وتحديداً شارع الإمام على الكائن بالقرب من قسم شرطة المطرية، محل إقامة المرشح عن الدائرة، الذى فقد نجله، قبل بدء انتخابات مجلس الشعب، انتقل "اليوم السابع" إلى مسكنهم بالمنطقة، حيث كان سرادق العزاء، فأقدمنا على تقديم واجب العزاء لأسرة المجنى عليه، وتمكنا بعد ذلك من مقابلة الأب الذى سرد لنا كل تفاصيل الجريمة.
سيد سيد محمد، المرشح عن دائرة المطرية وعين شمس على مقعد العمال مستقل، أكد لـ"اليوم السابع" أن نجله "عمرو" راح ضحية انتقام المتهمين منه بعدما تمكن وزملاؤه العاملون فى محطة مترو المطرية من ضبطهما يقفزان من أعلى ماكينة المترو ويرغبان العبور وليس بحوزتهما تذاكر، حيث سألهما نجلى عن التذاكر فأكدا له أنهما سيعبران بدونها، فاستعان بزملائه بالمحطة على منعهما ودخل الطرفان فى مشاجرة انتهت بضربهما.
الانتقام كان الدافع وراء تخلص المتهمين من نجلى وليس كما زعما فى اعترافاتهما أمام رجال مباحث المطرية، أنهما تخلصا من "عمرو" بسبب قيامه بمعاكسة شقيقة أحدهما، حيث أوضح أن نجله معروف عنه فى المنطقة بأكملها أنه متدين ومواظب على الصلاة، قائلاً "اسأل الناس فى المطرية كلها عن ابنى وهما يقولولك سمعته إيه وإذا كان كويس ولا مش كويس أو صدر منه أى سلوك سيئ تجاه أحد".
وأضاف الحاج سيد الشهير بأبو عمرو أنه فجر يوم الأحد وفى تمام الساعة الرابعة إلا الربع صباحاً كان يتواجد فى الشارع وعدد من أنصاره بقصد الترويج للافتات الخاصة به قبل بدء الانتخابات بساعات قليلة، حيث أوضح أن نجله ينهى عمله فى الثالثة والنصف صباحا، وأثناء مروره بالمنطقة شاهد نجله فعرض عليه أن يأتى معه فى السيارة ومساعدته فى الدعاية قبل الانتخابات، إلا أنه رد عليه قائلاً "أنا هاروح أغير هدوم الشغل وبعد كده أنزل".
وأوضح أنه بعد دقائق فوجئ بشخصين يهرولان ناحية شارع "الخارجه" الذى كان يسير فيه نجله، وبتعقبهما لمعرفة سبب هرولتهما، سمع صرخات نجله وهو يتألم بعد تلقيه طعنة نافذة فى القلب بمطواة كانت بحوزة أحد الشخصين، فأسرع بالإمساك بأحدهما وتمكن أنصاره من مطاردة الآخر وضبطه، حيث قاموا بتسليمهما إلى قسم شرطة المطرية ثم أسرعوا بعد ذلك لنقل "عمرو" إلى أقرب مستشفى.
"مستشفى المطرية التعليمى لم يستطع إسعاف نجلى لقلة إمكاناته" حيث أشار إلى أنه تم تحويل نجله على مستشفى وادى النيل الذى أكد أن نجله متوفى منذ خروجه من مستشفى المطرية ولم يتمكن من إسعافه.
كما أشار الحاج أبو عمرو أن فوجئ بعد غلق باب الترشيحات عن الدائرة بأنه حصل على 3800 صوت انتخابى، موضحًا أنه لم يذهب وأى من أنصاره إلى مقر اللجان الانتخابية لمتابعة سير العملية الانتخابية، حيث إنهم كانوا مشغولين فى تشييع جنازة نجله، وأيضًا الاستعداد لإقامة سرادق العزاء، حيث أشار إلى أنه تم تأجيل إعلان نتيجة الانتخابات فى الدائرة لمدة 48 ساعة نظراً لكثرة المترشحين بها والذى وصل عددهم إلى 65 مرشحًا.
وأنهى أبو عمرو حديثه لـ"اليوم السابع" مؤكداً أنه إذا ما تم الحكم على المتهمين اللذين تربصا لنجله وغدرا به حيث قام أحدهما بتوثيقه من الخلف وتمكن الآخر من تسديد الطعنة له التى أودت بحياته، بالإعدام شنقا حتى يشفى غليله، فإنه سوف يتمكن من أخذ حقه.
الأب يروى تفاصيل الجريمة خلف سرادق العزاء
ويشير لمحرر "اليوم السابع" عن مكان الطعنة التى تلقاها نجله
والد المجنى عليه وعلامات الحزن على وجهه
والد المجنى عليه وعلامات الحزن على وجهه
والد القتيل يفكر فى نجله الذى فقده