حديث قدسي
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"إنَّ الله تعالى لَيسألُ العبدَ يومَ القيامةِ حتى يسألهُ: ما مَنَعَكَ إذْ رأيتَ المُنكرَ أن تُنكِرَهُ ؟ فإذا لَقَّنَ اللهُ العبدُ حُجَّتَهُ قال: يا ربَّ رَجَوتُكَ وَفَرقْتُ من النَّاس."
رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان وقَالَ الألباني: صحيح ( صحيح الجامع ).( صحيح الجامع: 1818 ).
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير:
( إن الله تعالى ليسأل العبد يوم القيامة ) عن كل شيء ( حتى يسأله مَا منعك إذا رأيت المنكر ) هو كل مَا قَبَّحَه الشرع ( أن تنكره ) فمن رأى إنساناً يفعل معصية أو يوقع بمحترم محذوراً ولم ينكر عليه مع القدرة فهو مسؤول عنه في القيامة، مُعَذَّب عليه إن لم يدركه العفو الإلهي والغفر السبحاني.
( فإذا لقَّن الله العبد حجته ) أي ألهمه إياها ( قَالَ يا رب رجوتك ) أن تسامحني من الرجاء وهو التوقع والأمل ( وفرقت ) أي خفت ( من الناس ) أي من أذاهم.
قَالَ البيهقي: هذا فيمن يخاف سطوتهم ولا يستطيع دفعها عن نفسه، وإلا فلا يقبل الله معذرته بذلك.
قَالَ الغزالي: فالعمل على الرجاء أغلب منه على الخوف، وفي أخبار يعقوب عليه السَّلام إن الله أوحى إليه: فرَّقت بينك وبين يوسف لقولك أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون لِمَ خِفْتَ الذئب ولم ترجُني، ولِمَ نظرت إلى غَفْلَةِ إخوته ولم تنظر إلى حِفْظِي له.