قبل أن تشرعـ/ ــي في قراءة أي حرف في هذه المساحة..أريدك أن تجيبـ / ــي على سؤالي..
هل نمتـ / ــي بما فيه الكفاية هذا اليوم.؟.
إن كانت الإجابة بنعم..فهذا جيد..استمر / ــي في القراءة..
وإن كانت الإجابة لا..فالأفضل أن تذهبـ / ــي لفراشك الآن وتسترخي ثم تعاود/ ــي القراءة فيما بعد..
وبمناسبة ذكر التعب..
أتشعر/ يـن أنك/ ــكِ متعبـ / ــة دوماً..تحس/ ــين بالضجر والضغوط والتكرار والروتين الممل.؟.
أتشعر/ ــين أنك/ ــكِ منذ مدة طويلة لم تنام/ ــي نوم غريق..بعمق وهدوء ووداعة مثل الأطفال
تستيقظ/ ــين نشيط/ ــة متفائل/ ــة..مبتسم/ ــة.؟.
أشعرت/ ــي أنك/ ــكِ سئمت تكرار نفس الموال..من دراسة..أكل..أحاديث الأصدقاء..والأهل...؟...
وهو كذلك..لدى الجميع..
فمتى يا ترى سنرتاح..؟..
ولماذا لا نصنع لأنفسنا عالماً صغيراً مبهجاً..نمارس فيه كل ما يريحنا..ونأوي إليه حين يلفحنا هجير الحياة..
بسمومه ولهيبه..
فلعلنا نعود للحياة مرة أخرى..بنفس أكثر إشراقاً..!
فمنذ متى..
لم تملئ/ ــي "البانيو" بالماء الدافئ..والرغوة المنعشة..وتغمر/ ــين جسدك المرهق فيه
وتستسلم/ ــين لاسترخاء لذيذ..
منذ متى..
لم تحضر/ ــي شريط فيديو من ذكريات الطفولة..وتستلقي أمامه..
وتتناول/ ــي الشيبس والعصير وأنتـ/ ــي تضحكـ/ ــين من أعماقك على مطاردات توم وجيري.!.
أو مقالب بنك بانثر..!
منذ متى..
لم تخرج/ ــي لحديقة المنزل..وترش/ ــي الماء على تربتها..
وتتنفس/ ــين بعمق..رائحة التراب حينما يختلط بالماء..ثم تغمس/ ــين يديك وقدميك بالطين..
وتبدأ/ ـئين باللعب..!
منذ متى..
لم تطفئ/ ــي أنوار غرفتك..وتملئ/ ــي جنباتها بالشموع..
ثم تسحبـ/ ــين من الرف أقرب ديوان لقلبك..وتنغمس/ ــين بأشعاره..!
ومنذ متى..
لم تجلس/ ــي القرفصاء..تراقبـ/ ــين طابوراً من النمل ينقل رزقه على ظهره بهمة ونشاط فتسبح/ ــين الخالق..
ومتى هي..
آخر مرة..أحسنتـ/ ــتِ الوضوء..وفرشتـ/ ــي سجادتك..على أرض لم تتعود/ ــي الصلاة فيها بمنزلك
..كسطح البيت..! أو الحوش..!أو حتى الحديقة..!
وصليتـ/ ــي ركعتين..هكذا..لأجل أن تسبح/ ــي خالقك..وتسبح روحك في ملكوت النور والنقاء..
هل ذهبنا بعيداً...؟...
هل كل ذلك مستحيل...؟...
إننا بحق..لا ندلل أنفسنا..بأشياء صغيرة بسيطة..تعيد للروح رواءها وبهاءها..
وتوثبها ونشاطها.. فالنفس إن أهملت تحت ركام الكسل والروتين والعادة..شاخت وصدأت..
وأصبحت لا تنتج إلا رماداً وغباراً..لا ينفع..
وإن هي حركت..ونشطت..بأحب ما يمتعها وأكثر ما يجددها..قامت متفجرة كالشلال..
يفيض حيوية..ويعطي بلا انقطاع..!
فإذا بدأت نفسك تلح عليك..
>>أريد أن أرتاح..أريد أن أرتاح..<<
فجربـ/ ــي أنتـ/ ــي ما يريحها..
فأنتـ/ ــي بالتأكيد الأعلم بذلك..
,,,
آخر الكلام..
حُكي لي قصة قديمة..
من أيام أجدادنا..أن هناك امراة تعمل خادمة في بيت سيدها..والكل يأمرها وينهاها..
والأعباء ثقيلة..والواجبات والمسؤوليات المنوطة بها مرهقة..
ومع ذلك يرونها دائماً مبتسمة راضية قانعة..!
فلما سألتها سيدتها عن ذلك قالت:
كل يوم يا عمتي..حينما تأوون للنوم..أحمل نفسي وأذهب لمكان قصي خلف المزارع..
وأحشر جسدي في حفرة صغيرة هناك..وأقول لنفسي: " رضيت يا نفسي أم لا ترضي..فهذا هو مصيرك..!"
فهذا هو سبب رضاي الدائم..!
المعذرة إذا طولت عليكمـ...
ولكمـ فائق إحترامي...
دمتم ا بود...
منقول