العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى > الحج والعمرة

الحج والعمرة أخطاء في الحج , مدرسة الحج , معالم تاريخية , صفة الحج والعمرة , فقه الحج والعمرة , تعريف العمرة وحكمها , الإحرام للعمرة , دخول مكة والمسجد الحرام , طواف العمرة , سعي العمرة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-21-2009, 08:05 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي أحوال السلف في الحج

أحوال السلف في الحج



الحمد لله الذي شرع لعباده حج بيته العتيق، وهو سبحانه الغني عن العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد قدوة الحجيج وأسوة المعتمرين وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهم وسلك نهجهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فالحج فريضة شرعية ومناسبة عمرية، إذ يجب على المسلم المستطيع في حياته مرة واحدة ينتقل فيه من بلده إلى بلد لا يعرفها وظروف لم يألفها.

ينفق فيه ماله ويترك عياله ويبذل جه
ده ويتكبد مشاق السفر ومتاعب الحل والترحال والنزول والانتقال في مواقف يزدحم فيها الناس في الزمان والمكان نفسيهما.

وفي ظل انتشار الجهل في صفوف الكثير من المسلمين يتجلى آثار الجهل العقائدي والعلمي والوعي الصحيح في اجتماع الحجيج لأداء مناسكهم فتروعك مظاهر الشرك والبدع والمعاصي والمخالفات في أمور النسك خاصة والعبادات عامة وتحزنك أمارات التخلف بصوره المختلفة ويزداد الحال سوءاً عندما يسعى بعض تجار الدنيا لتحقيق أعلى المكاسب على حساب إخلال الحجيج بنسكهم واستمرار جهلهم بدينهم وتخلفهم فيشعر طالب العلم والدعاة إلى الكتاب والسنة بثقل التبعة وعظيم المسئولية.

وانطلاقاً من رسالة الإسلام الصحيحة الصافية واهتمام الدعاة إلى الله بنشر العلم الشرعي الصحيح ليتأسى المسلم بالسنة ويتجنب البدعة والمنكر.

ولما كان الطريق الوحيد إلى معرفة ذلك هو التعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج وأحواله فيه جعلنا هذا العدد في احوال السلف في الحج. نسأل الله أن يقبل من الجميع عملهم.


الترهيب في ترك الحج:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال صلى الله عليه وسلم:«يقول الله عز وجل: إن عبداً صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي محروم» [رواه ابن حبان].

عن ابن عباس رضي الله عنه قال:قال صلى الله عليه وسلم:«تعجلوا في الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له» رواه أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال صلى الله عليه وسلم:«الحجة المبرور ليس لها جزاء إلا الجنة» [رواه النسائي عن أبي هريرة[.


حال السلف في الحج:

لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب، لما فيه من معاني العبودية، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه، فأثمرت في واقع السلف قلوباً تقية، وأفئدة زكية وأبداناً طاهرة نقية، فكانوا مع إحسانهم للعمل يخشون الرد وعدم القبول أما نحن- إلا من رحم الله- فلا إحسان ولا خشية، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه وكأنه حاز النعيم وضمن من الجنة فردوسها الأعلى!!

ولئن ورد عن بعض السلف أنه قال: "الركبُ كثير والحج قليل، فما عسانا نحن أن نقول؟ نسأل الله ألا يمقتنا".

فما أحرانا نحن المسلمون أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح عقيدةً ومنهاجاً، عبادةً وسلوكاً حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين، العز في الدنيا والنعيم في الآخرة.


من أخلاق السلف في السفر والحج:

كان السلف- رحمهم الله- يعلمون حق رفيق السفر فيحسنون صحبته ويواسونه بما تيسر لديهم في طعام وشراب وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله فلا يمنعه من ذلك نسب ولا شرف ولا مكانه عليه.
قال مجاهد: "صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني".
وكان عبد الله بن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم وكان إذا أراد الحج من بلده جمع أصحابه وقال: "من يريد منكم الحج؟" فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها في صندوق ويغلقه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة ويطعمهم أطيب الطعام ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا ثم يرجع بهم إلى بلده فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً ثم جمعهم عليه ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردَّ إلى كل واحد نفقته!!.


عبادة السلف في الحج:

ذكر الإمام ابن رجب- رحمه الله- أن من أعظم خصال البر في الحج، إقام الصلاة، فمن حج من غير إقام الصلاة- لا سيما إن كان حجه تطوعاً- كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيع رأس ماله وهو ألوف كثيرة، وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلها ويوتر عليها. فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت. [متفق عليه]. ( والمقصود بالسبحة النافلة).


حذر السلف من الرياء والمباهاة:

ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتم بر حجه ألا يقصد بحجه رياءاً ولا سمعةً ولا مباهاةً ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه. وقد كان السلف- رحمهم الله- شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس، لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه صواباً على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [رواه مسلم].
ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ما أكثر الحاج! قال: ما أقلهم!
وقال شريح القاضي: "الحاج قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه".
وليس على كل الوجوه قبول وجوه عليها للقبول علامة.


أسباب توقان النفس إلى مكة:

الأول: من تكون وطنًا له فيخرج عنها فيتوق إلى وطنه.

والثاني: من يذوق في تردده إليها حلاوة ربح الدنيا فذاك يتوق إلى ربحه لا إليها، لكنها لما كانت سببًا تاق إليها.

والثالث: من يكون محصورًا في بلده فيحب النزهة والفرجة ويرى ما يطلبه في طريقها فينسى شدة يلقاها للذة التي يطلبها وتبهرج نفسه عليه أني أحب الحج، وإنما يحب الراحة.

والرابع: من تبطن نفسه الرياء وتخفيه عنه حتى لا يكاد يحس به، وذلك حبها لقول الناس: قد حج فلان، ولتلقبه وتسميه بالحاج، فهو يتوق إلى ذلك، وتبهرج عليه بحب الحج، وهذامن رقائق الغرور فيجب الحذر منه.

والخامس: من يعلم فضل الحج فيتوق إلى ثواب الله- عز وجل- لأن مضاعفة الثواب في تلك الأماكن بزيد على غيرها، وهذا هو المؤمن.

السادس: توقان عام، وسببه دعاء الخليل- عليه السلام- حين قال: {فَاجْعَل أَفئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَيْهِم} [إبراهيم:37].

قال ابن عباس- رضي الله عنهما: "تحنُّ إليهم، قال:وأراد حب سكنى مكة، ولو قال: اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لحجّه اليهود والنصارى، ولكنه قال: من الناس".



الشوق إلى الحج و أماكنه:

يحنّ إلى أرض الحجاز فؤادي ويحدو اشتياقي نحو مكة حــادي

ولــي أمـلٌ مـازال يسمو بهمّتـي إلـى البلدة الغـراء خـير بـــلاد

بهـا كعبــة الله التـي طـاف حـولـها عبـادُهــم الله خيــر عبـــــاد

لأقضــيَ فــرض الله فـي حـج بيتـه بأصـدق إيمـان وأطــــيب زاد

أطـوف كمـا طـاف النبيـون حـولـه طـواف قيــادِ لاطـواف عنـــــاد

وأستـلم الركـن اليمـاني تابعـاً لسنّـة مَهْـدِيًّ وطـاعة هــــــادي

وأركـع تلقـاء المقـام مصليـاً صـــلاةً أرجئــــها ليـــوم معـــــــادي

وأسعــى سـبُوعــاً بيــن مــروةً والصفـا أهـلّ ربي تـارة وأنـــادي

وآتي منى أقضي بها التَفَثَ الذي يتم به حجي وهدييَ شادي

فيــاليتنـــــي شـــارفت أجْبُــلَ مكـة فبـتّ بــوادٍ عنــد أكــرم واد

ويــاليتنـي رويـت مـن مــاء زمــزم صــدا خــاله الجـــوانح صادي



من فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء:

فتوى رقم ( 10701 ) زوجة لا تملك نفقات الحج وزوجها ذو غنى ، فهل هو ملزم شرعا بنفقات حجها ؟

لا يلزم الزوج شرعاً بنفقات حجها وإن كان غنياً وإنما ذلك من باب المعروف وهي غير ملزمة بالحج لعجزها عن نفقته.


فتوى رقم ( 5545 ) إذا أراد المسلم إن يقضي فريضة الحج وهو عليه دين فهل إذا استأذن من صاحب أو أصحاب الدين وسمح له بالحج فهل حجه صحيح؟

إذا كان الواقع كما ذكر من سماح الدائن أو الدائنين لك في أداء الحج قبل تسديد ما عليك لهم من الدين فلا حرج عليك في أداء الحج قبل التسديد، ولا تأثير لكونك مدينا لهم على صحة حجك في مثل هذه الحالة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

( فتوى رقم 4909 ) هل يحق للمرأة المسلمة أن تؤدي فريضة الحج مع نسوة ثقات إذا تعذر عليها اصطحاب أحد أفراد عائلتها معها، أو أن والدها متوفي؟ وهل يحق لوالدتها اصطحابها لتأدية الفريضة أو خالتها أوعمتها أو أي شخص تختار ليكون محرما معها في حجها؟

الصحيح أنها لا يجوز لها أن تسافر للحج إلا مع زوجها أو محرم لها من الرجال، فلا يجوز لها أن تسافر مع نسوة ثقات أو رجال ثقات غير محارم، أو مع عمتها أو خالتها أو أمها، بل لابد أن تكون مع زوجها أو محرم لها من الرجال، فإن لم تجد من يصحبها منهما فلا يجب عليها الحج ما دامت كذلك لفقد شرط الاستطاعة الشرعية، وقد قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97].

سلسلة العلامتين






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 11-22-2009, 04:41 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أحوال السلف في الحج



نوووور




حفظك الله على الطرح القيم


يسر الله امورك واسعد ايامك

دعواتى لكى بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 أوقات استجابة الدعاء
0 الكابينت اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران
0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
رد مع اقتباس
قديم 11-14-2010, 03:52 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
samsam

الصورة الرمزية samsam

إحصائية العضو








samsam غير متواجد حالياً

 

افتراضي نقتدي بحج السلف...

بسم الله الرحمن الرحيم



حال السلف في الحج





لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب، لما فيه من معاني العبودية، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه، فأثمرت في واقع السلف قلوباً تقية، وأفئدةً زكية، وأبداناً طاهرةً نقية.
فكانوا مع إحسانهم العمل يخشون الردّ وعدم القبول، أما نحن - إلا من رحم الله - فلا إحسان ولا خشية، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه، وكأنه حاز النعيم، وضمن من الجنة فردوسها الأعلى!!







ورد عن بعض السلف أنه قال: "الركب كثير والحاجّ قليل، فما عسانا أن نقول؟! نسأل الله ألا يمقتنا ".


فما أحرانا - نحن المسلمين - أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح؛ عقيدةً ومنهاجاً، عبادة وسلوكاً، حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين؛ العز في الدنيا والنعيم في الآخرة.



من أخلاق السلف في السفر والحج



كان السلف - رحمهم الله - يعلمون حق رفيق السفر، فيحسنون صحبته، ويواسونه بما تيسّر لديهم من طعام وشراب،
وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله، لا يمنعه من ذلك نسبٌ ولا شرفٌ ولا مكانة عالية.


قال مجاهد رحمه الله: "صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمُني!! ".



وكانوا رحمهم الله يبذلون أموالهم للرفقة، ويصبرون على الأذى، ويطيعون الله تعالى فيمن يعصيه فيهم.






يروى أن يُهَيْماً العجلي ترافق مع رجل تاجر موسر في الحج، فلما كان يوم خروجهم للسفر، بكى بُهَيْم حتى قطرت دموعه على صدره، وقال: "ذكرت بهذه الرحلةِ الرحلةَ إلى الله"، ثم علا صوته بالنحيب.

فكره رفيقه التاجر منه ذلك، وخشي أن يتنغّص عليه سفره معه بكثرة بكائه،
فلما قدما من الحج، جاء الرجل الذي رافق بينهما إليهما ليسلِّم عليهما، فبدأ بالتاجر فسلّم عليه، وسأله عن حاله مع بُهَيْم.



فقال له: والله ما ظننت أن في هذا الخق مثله؛ كان والله يتفضّل عليّ في النفقة، وهو معسّر وأنا موسر!!


ويتفضل عليّ في الخدمة، وهو شيخ ضعيف وأنا شاب!! ويطبخ لي وهو صائم وأنا مفطر!!

ثم خرج من عنده فدخل على بُهَيم،
فسلّم عليه، وقال له: كيف رأيت صاحبك؟ قال: خير صاحب، كثير الذكر لله، طويل التلاوة للقرآن،

سريع الدمعة، متحمّل لهفوات الرفيق، فجزاه الله عني خيراً.






وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك،
منهم عامر بن عبد قيس، وعمر بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة.



وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم، وكان إذا أراد الحج من بلده (مرو) جمع أصحابه وقال: "من يريد منكم الحج؟"،
فيأخذ منهم نفقاتهم، فيضعها في صندوق ويغلقه، ثم يحملهم، وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً، ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردّ إلى كل واحد نفقته!!






حال السلف عند الاحرام والتلبية


كان السلف يستشعرون معنى الإحرام، فهو يعني عندهم الإنخلاع من جميع الشهوات الأرضية، والتوجه بالروح والبدن إلى خالق السماوات والأرض. لذلك فقد كانوا يضطربون عند الإحرام، فتتغير ألوانهم، وترتعد فرائصهم خوفاً من عدم القبول.






فكان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا أحرم لم يتكلم في شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه.



وهذا عليُّ بن الحسين لما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: ما لك؟ فقال: أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك



ولما حجّ جعفر الصادق، فأراد أن يلبي، تغيّر وجهه، فقيل له: ما لك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أريد أن ألبي وأخاف أن أسمع غير الجواب



وكان شريح رحمه الله إذا أحرم كأنه حيّة صماء من كثرة الصمت والتأمل والإطراق لله عز وجل.




ولئن كان كثير من حجاج هذا الزمان لا يلبون، وأغلب الذين يلبون لا يجهرون بالتلبية، ولا يرفعون بها أصواتهم، فقد كان السلف على خلاف ذلك.



قال أبو حازم: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحرموا لم يبلغوا الرّوْجاء حتى تُبَحُّ أصواتهم". لأنهم يعلمون أن ذلك مما يحبه الله عز وجل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية» [رواه أصحاب السنن وصححه الألباني].




وقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الحج والعجّ والثجّ» [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. والعجّ: رفع الصوت بالتلبية. والثجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي.




عبادة السلف في الحج



ذكر الإمام ابن رجب رحمه الله أن من أعظم خصال البرّ في الحج: إقام الصلاة،
فمن حج من غير إقام الصلاة - لا سيما إن كان حجه تطوعاً - كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيّع رأس ماله وهو ألوفٌ كثيرة.
وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة،


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلّها ويوتر عليها.



فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت. [متفق عليه] والسبحة: النافلة.



وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَبّحُ على الراحلة قِبَل أيّ وجه توجّه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة» [متفق عليه].



وكان محمد بن واسع يصلي في طريق مكة ليله أجمع في محمله، يومئ إيماء، ويأمر حاديه أن يرفع صوته خلفه حتى يُشغل عنه الناس بسماع صوت الحادي، فلا يُتَفَطّن له.



وحجّ مسروق فما نام إلا ساجداً.



وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني يحجّ من اليمن ماشياً، وكان له ورد بالليل يقرأ فيه كل ليلةٍ ثلث القرآن، فيقف فيصلي حتى يفرغ من ورده، ثم يلحق بالركب متى لَحِقَ، فربما لم يلحقهم إلا في آخر النهار



قال ابن رجب بعد أن ساق هذه الأخبار: "فنحن ما نأمر إلا بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، ولو بالجمع بين الصلاتين المجموعتين في وقت إحداهما بالأرض، فإنه لا يرخّص لأحد أن يصلي صلاة الليل في النهار، ولا صلاة النهار في الليل، ولا أن يصلي على ظهر راحلته المكتوبة".




حذر السلف من الرياء والمباهاة



ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتمُّ برُّ حجِّه أن لا يقصد بحجه رياءً ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه.



وقد كان السلف رحمهم الله شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس؛ لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه صواباً على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

كما


قال سبحانه في الحديث القدسي: «من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [رواه مسلم]، ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ما أكثر الحاج! قال له ابن عمر: ما أقلّهم



وقال شريح القاضي: "الحاجّ قليل، والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقلّ الذين يريدون وجهه".






وقال شريح القاضي: "الحاجّ قليل، والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقلّ الذين يريدون وجهه".





خليلي قطاع الفيافي الى الحمى *** كثيرٌ وأما الواصلون قليلُ


وجوه عليها للقبول علامةٌ *** وليس على كل الوجوه قبولُ






قال عمر بن الخطاب يوماً وهو بطريق مكة: "تشعثون وتغبرون، وتتلون، وتضحون، لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيراً من هذا "، يعني الحجّ!!

إخواني: سبحان من جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمناً، يترددون إليه ولا يرون أنهم قَضَوْا منه وطراً.






رأى بعض الصالحين الحاجّ في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: "واضعفاه!" ثم تنفس وقال: "هذه حسرة من انقطع من الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟! ".




ألا قل لزوّار دارِ الحبيب *** هنيئاً لكم في الجنان الخلود


أفيضوا علينا من الماء فيضاً *** فنحن عطاش وأنتم ورودُ





حال السلف في عرفات




وقال الفضيل لشعيب بن حرب بالموسم: "إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرّ مني ومنك فبئس ما ظننت!".






وكان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: "واشوقاه إلى من يراني ولا أراه"، وكان بعدما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا رب، قد كَبرتُ فأعتقني، وكان ينشد وهو واقف بعرفة:



سبحان من لو سجدنا بالعيون له *** على شبا الشوك والمحمى من الإبر


لم نبلغ العشر من معشار نعمته *** ولا العشير ولا عشراً من العشر


هو العلى فلا الأبصار تدركه *** سبحانه من مليك نافذ القدر






وكان سفيان الثوري ممن يقدم الرجاء في هذا اليوم، فقد قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إليّ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يفغر لهم!.



وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً - يعني سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: والله للمغفرة عند الله، أهون من إجابة رجل لهم بدانق!!.





وإني لأدعو الله أسأل عفوه *** وأعلم أن الله يعفو ويغفر




حال السلف في الطواف



قال عبدالمجيد بن أبي روّاد: "كانوا يطوفون بالبيت خاشعين ذاكرين، كأن على رؤوسهم الطير وقع، يستبين لمن رآهم أنهم في نسك وعبادة".





قال ابن الجوزي: "اعلم أن غضّ البصر عن الحرام واجب، ولكم جلب إطلاقه من آفة، وخصوصاً في زمن الإحرام وكشف النساء وجوههن، فينبغي لمن يتقي الله عز وجل أن يزجر هواه في مثل ذلك المقام، تعظيماً للمقصود، وقد فسد خلق كثير بإطلاق أبصارهم هنالك".







وينبغي على النساء ألا يكشفن وجوههن أثناء الطواف وإن كنّ محرمات،



فقد قالت عائشة رضي الله عنها: "كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه".






وينبغي على النساء كذلك ترك مزاحمة الرجال في الطواف، واختيار الأوقات التي يخفّ فيها الزحام
،
كما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفعل،
فقد كانت تطوف في ناحية منفردة من البيت بعيدة عن الرجال، وكانت لا تقبل الحجر الأسود ولا تستلمه ولا تستلم الركن اليماني إن كان ثمة زحام.


ولما قالت لها مولاتها: يا أم المؤمنين! طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً. قالت عائشة: لا آجركِ الله.. لا آجرك الله.. تدافعين الرجال؟! ألا كبّرت ومررتِ!.




قال ابن المحب الطبري: "ومن المنكر الفاحش ما تفعله الآن نسوان مكة وغيرهن في تلك البقعة ليالي الجُمع وغيرها من الاختلاط بالرجال، ومزاحمتهن لهنّ في تلك الحال،

مع تزيّنهن لذلك بأنواع الزينة، واشتغالهن عند إتيانه بما يوجب الروائح العطرة، فيشوّشن بذلك على متورّعي الطائفين، ويجتلبن بسببه استدعاء نظر الناظرين،

وربما طافت إحداهن بل أكثرهن بغير جوربين، ويشقّ على الناس الاحتراز من ملامستهنّ في بعض الأحايين، وهذه مفسدة عظيمة عمّت بها البلوى، وتواطأ الناس على عدم إنكارها




فينبغي للعبد أن ينزّه طوافه عن كل ما يوجب شيئاً من ذلك، ولا يأمن عقوبة سوء الأدب وفحش المخالفة هنالك.
م ن






آخر مواضيعي 0 موعظة في قالب خاطرة... المسلمة بنيتي
0 شباب دوت كوم للشيخ مسعد أنور...هام
0 قضية مهمة...لا تفوتكم...
0 "اكتمْ حَسَنَاتًكَ أشَدُّ مما تَكْتُم سَيئاتًك"
0 حجاب آخر زمن...تعالو نصححه
رد مع اقتباس
قديم 11-14-2010, 06:17 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: نقتدي بحج السلف...

الأخت الفاضله

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح القيم إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 11-15-2010, 01:43 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
samsam

الصورة الرمزية samsam

إحصائية العضو








samsam غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: نقتدي بحج السلف...

جزاك الله خييييير اخي كمال
الله يعزك ويتبثك بالاسلام







آخر مواضيعي 0 موعظة في قالب خاطرة... المسلمة بنيتي
0 شباب دوت كوم للشيخ مسعد أنور...هام
0 قضية مهمة...لا تفوتكم...
0 "اكتمْ حَسَنَاتًكَ أشَدُّ مما تَكْتُم سَيئاتًك"
0 حجاب آخر زمن...تعالو نصححه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى, الدنيا


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator