مُدن الألم والأمل!
أي خطيئة هي من تجعلنا نعيش مُدن الألم التي أتخمنا بها القمع, وأثقل كاهلنا الخنوع, رغم محاولتنا لأن نشتم بعضاً من رائحة الحريه , ونتذوق طعم العدل, أنها مُدن يسكن أحيائها المتشابهه اليأس, حتى ضاقت به جدران منازلها وعزّ على أسقفها أن ترتفع مما اضطرنا مرغمين أن نحني رؤوسنا تحتها لكي تحتوي وجودنا أن كل من حولنا يحاول إقناعنا بأن هذا هو قدرنا المحتوم ويدٌعونا لإنتظار فرجُا بات بحكم المجهول أي مُدناً أنتي يامن تجعليننا عبيداً لأسياد الخطيئه, ومع ذا كله فحكم الإعدام نصيبنا أن هم أدركونا بخطيئهّ..
أنكِ مُدن بلا ملامح, حيث لاطعم بكِ, ولارائحه ولاحريه..
كفى بنا منك آلاماً
فلن ندعو رحاك تسرق منا بسمة الحياه
لأننا سوف نرٌحل!!
سنرحل, إلى دنيا كثيراً ماكنا نُمني نفوسنا المُتعبه بها.
سنرحل وترٌحل معنا أفكارنا المتحرره, وإنفعالاتنا المعبره.
سنرحل وتبقي أماكنٌا شاغره لايملؤٌها أحد.
سنرحل إلى مدن صباحها يملؤه التفاؤل,ونهارها يملؤه العمل , وليلها تملأه السعاده.
سنرحل لمدن تتسع أرضها,وسماءها لإحتواء كل من يٌفتش عن رأسه الذي جاءت به أُمه حرٌاً فخانته معطيات الحياه التي تؤمنين بها وتتخذين منها دساتيرك.
سنرحل إلى مُدن لغة مساجدها وكنائسها الدين لله وحده وليس أبناء البشر أوصياء على أمثالهم البشر.
سنرحل إلى مُدن تتساوى بها الرؤوس أمام سيادة القانون, وكلاً, يجازى بما كسِب.
سنرحل إلى حيثُما نجد الآخرين ينظرون لنا بآدميتنا الفعليه لا لما أهدتنا الحياه من منصب أو مال أو جاه حرمنا منه رغماً عنا.
سنرحل لأجل البحث عن ذواتنا التي عذبتها الغربة في أرضها.
سنرحل لمُدن نجد بها أنفسنا جزءاً من كل ألوان الطيف.
سنرحل لها لنتذوق بين أزقتها, وشوارعها, ومبانيها, وشطآنها , وريفها , ومسارحها, ومتاحفها, ومقاهيها, ودورها, وبرلماناتها , وبين ساكنيها كل معنى جميلاً للحياه...
وسيأتي يوماً تحنين به لنا, وتذكريننا أيتُها المُدن
ستستجدين رب السماء
لأن نعود !
أنني أرى بك وأنتي
تفتشين عنا, في أطلال
المكان, والزمان
الذي عشناه متألمين بين أحظانك التي لم نحس بها بالدفء يوماً
ستبكين فراقنا,الذي تسببتي فيه
ستنشجين , وتنشجين , وتنشجين
وتبقين وحيدة تصارعين
مُرّ فراقنا , بعدما تفيقي
من غيّك, وجهلك بنا
يامدن الألم.
م0ن