أذكر يا إنسان إنك من التراب وإلى التراب تعود
فلا تحمل في قلبك سوى المحبة والتسامح ورضا الله والأخرين
تقبل الله صيامكم وغفر ذنوبكم
رمضان كريم
جالسان معا
والزحمة تصارع الزحمة
والوحوش الآلية تتسابق أمام ناظرينا
والمياه تندفع في النهر اندفاع الخائف
كأن ضجيج الناس ولهاثهم...
أحد روافد هذا النهر!
جالسان معا
في هذا المقهى
يفصلنا عن الطريق
ستار زجاجي شفاف
كالستار الذي تكون بيننا وبين هذا العالم
والرمادي القاتم
يحكم الخناق على السماء والارض
يفرق بين شفتيه
بين الحين والاخر
ليخلي سبيل بعض حبيبات من المطر
فتنزلق على مواكب الريح
وتنزل امامنا خلف الستار
جالسان معا
نحاول ان نلم الشمل
شمل المحبة والتسامح بين البشر
تمزقت نتفا
وضاعت بين تعرجات الحياة
جالسان معا
ونحن في زمن لسنا منه
نحس أنفسنا في عالم اخر
نحدق في الناس
يتدفقون بين نزوات الدنيا
ويتسارعون ليغرفوا
من مالها ما يستطيعون
ينهشون ما حرم عليهم الا بالحلال
ينشرون سموم اشرارهم على من يريدونه امثالهم
الحقد والغيرة تغذي مطامعهم
وقد فاتهم أنهم إغماضة عين
في عمر الزمن
وحين يفتح الزمن عينيه
يعدم وجودهم
وتندثر ذكراهم في جوفه
ليجدوا جسد بلا روح
وروح بلا جسد
واذا حفنات التراب
الحالمة بإكسير الحياة
قد عادت الى التراب
وأتت الى الدنيا جماعات جديدة
وتليها جماعات
وكل ما جاء التراب
الى التراب يعود
ولا يبقى الا الروح
تعود الى عالمها
بلا جسد
حينها فقط
وقد اختفى جنى الجسد
يبقى ما جنته الروح
في لحظات مسروقة
من تعاريج الزمن
وضجيج الامواج السائرة
لتتلاشى في البحر
إصحى يا ضمير وغادر عالم الظلام
عد الى عالم النور والحب والايمان
واغتني بالرحمة يا قلب ليرحمك الله
متى جاءت ساعتك لتكون روحك عند ملكوت السماء