مسروق بن مسروق
اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتا على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه «مكتوب».
الليلة عيد والكل سعيد.. هذه وجهة نظر الست أم كلثوم وهى أدرى بالكل منا.. ما علينا، النهاردة قبل الوقفة بيومين.. وأنا نايم مبطرخ عمال أبص من شباك المنور اللى إحنا ساكنين فيه على رجلين الناس اللى رايحة وجاية من غير سبب وبتأمل فى سقف الأوضة الخشب اللى أويانا فى لحظة هدوء تلت عاصفة من العواصف اليومية التى تثيرها زوجتى بشكل منتظم احتجاجاً على زيادة الأسعار وتحفيزا لى على مجاراة حالة التضخم التى وصلت بسعر كيلو الفاصوليا إلى 14 جنيها، جت لى فكرة لسكة أمل جديد يدبر حالنا يومين ولو فى الخيال.
قفزت واقفاً منادياً بفشخرة الراجل اللى جيبه مليان ورزقه واسع.. اسمعى يا أم العيال الأزمة زادت زى ما إنتى بتقولى والناس زهقت.. والحكومة داخلة على انتخابات وعاوزة الشعب ملموم ورايق وأكيد لازم ترش رشة على العيد تلم بيها الغلابة اللى زينا وفى نفس الوقت تجدد عقدها مع مسروقين البلد.
ولأنى مبروك بن مبروكين ما إن انتهيت من كلامى حتى فوجئت بخبط على الباب ينم عن أن شخصية محترمة وراءه، فقلت يا ما أنت كريم يارب بسرعة كده الحكومة بعتت العدية.
ووراء الباب الذى لا تجد أى معاناة فى فتحه وقف شاب ثلاثينى وبيده دفتر.. وسألنى.. مش برضه الأستاذ مسروق.. فأكدت له المعلومة فوراً.. فرد قائلاً إحنا عاوزين نسلمك حاجة.. قلت له عارف وشاكر ياسيدى خير الحكومة ومدت يدى فى تعفف مصطنع لم يدارِ لهفتى.. فوضع فيها ورقة نصف رسمية.. وعندما سألته عنها قال لى ده إنذار من الريس فهمى حنتيرة كبير الحتة بيقول لك فيه إنك لو ما سدتش قيمة الدين اللى عليك بضمان رهنية نصف بيت المرحومة أمك حايضطر يبيعه.
شعرت بزلزال قوته 10 ريختر يهز كيانى ليس لمصيبة بيع نصف بيت المرحومة أمى، ولكن لخيبة أملى وانهيار توقعى حول عيدية الحكومة.. ولكن مع الغلابة اللى زينا الله دائماً يبتلى بالداء ويصرف معه الدواء.. فألهمنى بفكرة جديدة لمنع الريس حنتيرة من بيع نصف بيت المرحومة أمى.. وجريت على الوزان باشكاتب الريس حنتيرة وعرضت عليه الفكرة التى انتهت برهن النصف الثانى من بيت المرحومة أمى للريس حنتيرة مقابل الدين السابق وزيادة عليه 40 % على الورق وأفك رهنية النصف الأول لبيت المرحومة أمى.
وعندما رجعت للبيت منتفخاً من الفرحة ورويت لزوجتى جولتى الناجحة لطمت على وشها وقالت لى رهنت النص التانى للبيت وزودت الدين 40 % من غير ما تاخد أى حاجة.. فرددت عليها مشمئزاً: اتعلمى من خبرتى كمسروق إنك تبصى لنص الكوب المليان.. عميتى خلاص مش شايفة إننا فكينا رهنية النصف الأول من بيت المرحومة أمى.. ودى ببركة الأيام المفترجة اللى إحنا عايشنها.. يلا يا ولية قومى اتوضى نصلى ركعتين شكر لله».
وقلت لها كعادتى «قضا أحسن من قضا» وبدأت رحلة يوم جدي