الأنس بالله يقطع عنك كل وحشة
قال بعض السلف : لقيت غلاماً في طريق مكة فقلت له : أما تستوحش ؟
فقال : إن الأنس بالله قطع عنّي كل وحشة
قلت : فأين ألقاك ؟ قال : أما في الدنيا فلا تحدّث نفسك بلقائي
وأما في الآخرة فإنها مجمع المتقين
قلت : فأين أطلبك في الآخرة ؟ قال : أطلبني في جملة الناظرين إلى الله تعالى
قلت : وكيف علمت ؟ قال : بغضّ طرفي عن كل محرّم
واجتنابي فيه كل منكر ومأثم
وقد سألته أن يجعل جنتي النّظر إليه
ثم صاح وأقبل يسعى حتى غاب عن بصري
أيها الباكي على أقاربه الأموات : إبك على نفسك فالماضي قد فات
وتأهب لنزول البلايا وحلول الآفات
وتذكر قول من إذا ذكرك قال مات كأنك بما أتى الماضين قد أتاك
ولقد صاح بك نذيرهم أنت غداً كذاك
وليُخرسن الموت بسطوته فاك إذا وافاك إنما اليوم لهذا وغداً لذاك
قُرئ على قبر :
أنا في القبر وحيدٌ ... قد تبرّأ الأهل منّي
أسلموني بذنوبي ... خبت إن لم تعف عنّي
إخواني : الأيام صحائف الأعمار فخلّدوها أحسن الأعمال
فالفرص تمر مرّ السّحاب
صاحبوا أهل الدّين وصافوهم واستفيدوا من أخلاقهم و أوصافهم واسكنوا معهم
بالتأدّب في دارهم .... وإن عاتبوكم فاصبروا وداروهم
يا هذا لا تحتقر نفسك فالتّائب حبيبٌ ..
وإقرارك بالإفلاس غنى إعترافك بالخطأ
إلهي لا تعذب نفساً قد عذبها الخوف منك ..
ولا تخرس لساناً كل ما يروى عنك
ولا تُقذ بصراً طالما يبكي لك ... ولا تخيّب رجاءاً هو منوطٌ بك
إلهي ضع في ضعفي قوّة من منّك .. ودع في كفّي كفى عن غيرك
إرحم عبرةً تترقرق على ما فاتها منك ..
ذنوبي إن فكّرت فيها كثيرة *** ورحمة ربّي من ذنوبي أوسع
وما طمعي في صالح إن عملته *** ولكنّني في رحمة الله أطمع
هو الله مولاي الذي هو خالقي **** وإنّي له عبد أقرّ وأخضع