إن الفتى إن كان ذا بطش مساوؤه شريفة !
هذه القصة هي عبارة عن حوار بين الحيوانات...أتنمى أن تأخدوا العبرة...
الأسد:
نحن اجتمعنا ها هنا....حتى نرى في أمرنا....
حل بنا الطاعون....المرض الملعون....
بعدا له من داء...مستصعب الشفاء...
و قد روو أن السلف...قدما أسروا للخلف...
أن الوباء ينتشر...من كل قوم أذنبوا...
لكنهم إن أعرضوا...عنهم يزول المرض...
فلنعترف بما بدر...منا و ما عنا إستتر...
ثم نضحي المفسدا...ومن على الخلق إعتدى....
الحيوانات:
هذا هو الرأي الصواب ...يعيش مولانا الاسد ...كل سيبدي رأيه ليرد عن أهل البلد..
الأسد:
إليكم يا قوم رأيي ..إنه الرأي الصريح..
كم من قتيل قد تركت..على الفلا ومن جريح...
تركت خلفهم نساء.... عند أيتام تصيح..
هل تحسبوني مذنبا...؟
الحيوانات:
لا ....... أنت اهل للمديح إقتل جميع الناس يا ملك الوحوش لنستريح...!
الذئب:
أما أنا فقد نشرت على جميع الأرض خوفا...أمضي إذا نزل الظلام ..
فأخطف الأطفال خطفا ...و كم آتيت مظلما لن أستطيع لهن وصفا...
الحيونات:
كلا ففضلك ليس يخفى...!
الدب:
إني أغير على المزارع آكل أتمارها ...وإذا مررت بقرية خطفت يداي أطفالها ..
و أفر إن بدت السيوف و أتقي أخطارها...
هل ذلك في مذمة..؟
الحيوانات:
حشاك أن تختارها...!
شر المنازل للفتى ما ليس ينفع أو يضر..إن الشجاع إن رأى خطر يحيط به يفر...!
الدب:
و الآن مالك يا حمار ...؟لزمت صمتك مستريحا... ؟
ذي سكتت الجاني يخاف..إن تكلم أن يبيحا... ؟
الذئب:
قل ماذا جنيت...؟وما ارتكبت..؟
و هات رأيك لي صريحا..!
الحمار:
أنا ما جنيت...!و لست أذكر أن لي عملا قبيحا...!
الدب:
إسكت ! متى أصبحت يا أدنى الورى فطنا فصيحا... ؟
الذئب:
دعه يقول لعل في أقواله رأي صحيحا...؟!
الحمار:
قد كنت يوما جائعا..و الليل يوشك أن يلوحا...
و الأرض تبعت حرها ..و يكاد جسمي أن يسوحا...
فمررت قرب دير..أشكو الفؤاد له جروحا...
و يكاد جسمي أن يزل...و يكاد جفني أن يتوحا...
فوجدت عشبا ذابلا ..في بعض ساحاته طريحا...
و تمتل الشيطان يغريني....و يبدي لي نصيحا...
الدب:
أأكلت منه...؟
الحمار:
نعم أكلت...!
الذئب:
قد اعترفت بذنبك ... هيا فكن أنت الذبيحا...
الدب:
هذا الذي جلب الوباء بأكله مال الصوامع و استحل دمائنا...
فخدوه...أحرقوه...و اجعلوا من جسمه قربانا يكون شفائنا...
لا عاش شخص لا يريد هنائنا...
الحمار:
إن الفتى إن كان ذا بطش مساوؤه شريفة..لكن إن كان ضعيفا..فإن صحته ضعيفة !...
*******************
((((( إلهى .. ..أنا الفقيرُ إليكَ في غِنايَ !!فكيف لا أكونُ فقيراً إليكَ في فقري؟ ..وأنا الجَهول إليكَ في عِلمي !! فكيف لا أكونُ جَهولاً إليكَ في جَهلي؟ . ))))))