بقلم عضو المجلس التشريعي الفلسطيني
سميرة الحلايقة
هذا اليوم ماض وذاك اليوم آت أنا والثواني والذكريات....
على مساحه من الوطن تقف أنت تحيط بك جدران صغيرة متآكلة
وعلى مقربة منك أقف( أنا )
يا لروعه الأحلام حين تغذيها الآلام ...
ويا لروعه السجون حين تضم الرجال .....
لا تبتئس يا رفيق دربي
فإن الذي يمر على أبواب السجون يعلم أنها مدارس العظماء
لكن يا عزيزي أنني أقف على بعد أمتار منك ولا أراك
كيف يحدث هذا في وطني ...
اقتسم معك مساحات الهموم والأفراح وجرح غائر في باطن كفي لا يلتئم ....
قل لي كيف ينسى المرء جرحه وكيف يدفن مع أنين الفجر صبحه
بيني وبينك فرسخين ،حجارتها صبر وثبات
وعلى قمتها مزروع أنت بين أهداب العين
لو همست لك بأنني معجب بك من على أبواب سجنك
على يقين ( أنا ) يا سيدي بأنك ستسمعني
لان قلبي وقلبك توأمان وجرحي على جرحك لا يهدآن
فكيف إذا لا أسمع صوتك وكيف إذا لا أحمل جرحك ..
سجني هو ما تبقى من الوطن
حتى وان أصبح قطعه من جهنم نحترق فيه ولا نفترق ،
هذا عهدي معك وان استوردوا كل سجون العالم
إلى وطني انه وطني كما انك يا سيدي وطني ..
هل تعلم يا سيدي أن سبب رسالتي هذه
أنني تذكرت برنامج قديم كانت محطة إذاعية أردنية تبثه
منذ عام 67 وقد استمر هذا البرنامج لسنوات طويلة
ولكنه توقف بسبب انتشار وسائل الاتصال والتواصل
اسم البرنامج هو (رسائل شوق )
حيث كانت مقدمة البرنامج تبث رسائل مكتوبة عبر أثير
(إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية من عمان )
من الأهالي في الضفة الشرقية
إلى أهاليهم في الضفة الغربية
كنت طفله صغيرة حينها وكنت التصق إلى جانب أمي (رحمها الله )
وهي تستمع إلى البرنامج لعلها تطمئن على إخوتها الثلاثة
الذين كانوا في عداد (النازحين )إلى الأردن مع حرب 67
في بداية البرنامج وفي نهايته
كانت فيروز تغني للمنسيين في وطنهم
(سلامي لكم وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة
يا منزرعين في منازلكم
(قلبي معكم وسلامي لكم )
ما أشبه يومي هذا بيوم النكبة
حين أعيش في وطني ولا أراه واحلم بحريتي ولا املكها
حين تصدح في الأفاق أنات المشتكين ولا تجد من يسمعها
اعذرني يا أبا انس
بعد أن يقرؤوا (عنوان) رسالتي
قد يسحبوا الخدمات الفندقية التي تتمتع بها
فهم كما قالوا يطعمونك مما( يأكلون )
ويسقونك (مما يشربون )
ويمنحونك فرشة على قدر زنزانتك لها رائحة مميزه
حتى أنهم يقدمون لك الشاي (بنكهة العبودية )
يوم ألجمعه (كنت على أبواب سجنك )
تفضلوا علي بجميلهم (ادخلوا لك حاجيات وملابس )
الزيارة ممنوعة والعتب مرفوع لكن إنما الأبواب أبواب الله
اعتذر منك يا زوجي
لأنك وان وضعوك في سجن أربع نجوم فإنهم
(يحبسونك عن حقك في الحرية)
وإذا تصرفوا معك بقساوة بعد رسالتي فاعلم
أنهم يبررون لأنفسهم فقط( سر) اعتقالك
لازم احكيلك شغله :
ستي الله يرحمها كانت تقول وقت الأزمات
( موتك مع الجماعة رحمة )
وعشان أنت ما فيه على راسك ريشه
في مثلك ناس كثير (دخلوا) وحتى الآن (يشربوا قهوة )
طبعا يا أبو انس أنت بتعرف ولاد بلدنا
(سري) (مري ) فيه مجموعه حتى الآن
طلبوا منهم يرقعوا الأوزون
لأنهم السبب في اتساع (الخزق )اللي فيه
و(الله يستر) هذي أهون تهمة
زوجي الغالي
عليك أن تسألهم سؤالا لماذا قبل رسالتي اعتقلوك .حبسوك .قيدوك ؟؟؟
فأنت لم تهاجم مقراتهم
ولم تشير إليهم بعصا أو حجر أو( سواك )
إيه يا أبا انس
أنهم يعلمون أنهم إنما يحبسون أوهامهم
وأنت في كبد السماء حقيقة ،
لروحك ميزة افهمها أنا
(فأنت تسكن في الروح
ومن كانت الروح سكنه لا تحتويه السجون )
سيسألونك أسئلة عرفت معظمها؟؟؟
من أناس مروا على جرح هذا الوطن ولعقوا الصبر
ماذا أقول لك
(اسطوانة يا سيدي لها طعم العلقم )
سيسألونك سؤالين .فيهما نص بين (قوسين )
اعترف (بلا قبلين ولا بعدين)
وعليهما علامة استهتار واستهجان واستنكار واستفهام ؟؟؟؟؟
نصيحة مني
(لا تهتم ولا تحتار )بس (تروح بالسلامة )
بنكتب على باب الدار يافطة كبيرة فيها ((((...........))))
اعتقد بأنهم لن يسألوك عني لان تهمتك
(بأنك زوجي )
واضحة لا تحتاج إلى تحقيق
وأخيرا وليس آخرا أن يحبسوك فأنت في نظري حر
طليق وخير دليل يا سيدي أنني سأكتب على جبين الدهر
(فخر لي بأنك زوجي )
زوجتك (سميرة الحلايقة)
نسآل الله آن يفك آسراهم ..~
ويفرج همومهم وكروبهم