لم يشهد عقد الستينيات من القرن العشرين اختراع وسائل نقل رئيسية جديدة. لكن عام 1969 شهد رحلات الطيران الأولى لطائرتي ركاب مختلفتين جداً عما سبقهما. وكان ذلك مؤشراً حول إمكانية تقدم السفر الجوي الطويل المسافات بوسائل مختلفة. تلكما الطائرتان كانتا الجمبو النفاثة بوينغ/747، والكونكورد، نفاثة شركة الخطوط الفرنسية الإنكليزية.
طائرات بوينغ/747 مستمرة في الخدمة لدى أكثر من 50 شركة خطوط جوية حول العالم.
* السرعة في مجابهة الضخامة:
- ظلت الكونكورد حتى عهد قريب طائرة المُوسِرين والمستعجلين. فهي تقطع المحيط الأطلسي في حوالي ثلاث ساعات بسرعة تبلغ 2170 كيلومتراً في الساعة (أي ضعف سرعة الصوت) حاملة حوالي 100 راكب..
-لكنها واجهت مشاكل عدة أهمها ضجيج محركاتها المزعج، ودرجات الحرارة العالية على سطح هيكلها الفلزي نتيجة لسرعتها الفائقة، ودوي اختراقها جدار الصوت عند تجاوزها سرعة الصوت. وهي لم تدخل الخدمة إلا عام 1976.. وفي أوائل القرن الحادي والعشرين تقرر إيقاف طائراتها الست عشرة حتى إشعار آخر.
-أما الجمبو فكانت في مجملها تضخيماً لتقانات موجودة أصلاً، وقد دخلت الخدمة في العام 1970 بموديلات متنوعة، وبيع منها أكثر من 1000 طائرة، بالمقارنة مع طائرات الكونكورد الست عشرة.
اقتصر استخدام الكونكورد على الخطوط الجوية الوطنية في بريطانيا وفرنسا.
وهي ظلت طوال فترة استخدامها طائرة الركاب الوحيدة الأسرع من الصوت.
* المحرك المروحي التربيني:
- جهزت طائرة الجمبو بنوع جديد من المحركات النفاثة - طراز المحركات المروحية التربينية - وهو طراز مثيل للمحركات النفاثة القياسية، لكنه ذو تربين مروحي ضخم مُزوى الأرياش في المقدمة. فالمروحة تعمل كداسر يدفع الهواء خلفاً حول المحرك لزيادة الدفع. كذلك فإن هذا الهواء "العابر" يجعل المحرك الرئيسي يدور بضجيج أقل وعلى درجة حرارة أخفض.
* على السكك والمسالك:
- مع التنامي السريع للسفر الجوي ردّت السكك الحديدية بتطويرات مستحدثة. وكانت اليابان أول دولة تضع في الخدمة سلسلة من القطارات الكهربائية المشيقة الفائقة السرعة آزّةً عبر أريافها بسرعات تجاوزت 200 كيلومتر في الساعة على بعض الخطوط المستقيمة. وسرعان ما اتخذت بريطانيا وفرنسا السبيل نفسه.
-أما الحوامة التي اخترعت في الخمسينيات من القرن العشرين فقد أدخلت الخدمة على المسالك البحرية القصيرة المزدحمة، كما هي الحال عبر القنال الإنكليزي بين بريطانيا وفرنسا.
"قطارات السَّهم المنطلق" اليابانية شنكانسن
دخلت الخدمة في العام 1965 مختصرة أوقات الرحلات، على بعض الخطوط إلى النصف تقريباً.
* الأصغر والأعمق:
- انتشرت روح الريادة في ستينيات القرن العشرين من الفضاء إلى سطح الأرض، كما إلى أماكن أعمق تحته. فقد أعلن في ترويج سيارة الميني المنمنمة أنها متعة في القيادة والأكثر ملاءمة للتجوال في زحمة المدن. وقد اجتذبت هذه السيارة اهتمام ورغبة الكثيرين رغم مقاعدها المنحصرة وصندوق الأمتعة الضيق.
-كذلك في العام 1960 غاص جاك بيكارد ودونالد والش إلى قاع أخدود ماريانس أعمق موقع في المحيط الهادي على مقربة من اليابان، في غواصة الأعماق تريست. ولا يزال عمق الغوص الذي حققاه رقماً قياسياً لم يحطم حتى الآن.
سيارة الميني أوستن مورس صممها ألك إسيجونس في العام 1959.
وهي بمحركها المستعرض ودفعها بالدواليب الأمامية وفرت قطعاً وفسحة وتكلفة.
غواصة الأعماق تريست غاصت إلى عمق 10911م في المحيط الهادي، عام 1960.
* النفاثة الشخصية:
- كانت " البوغو" التابعة لشركة بل المنصة الاختبارية المندفعة في الجو بنفاثها الخاص. وقد كانت جزءاً من برنامج أبحاث مشترك يسعى إلى تصنيع طائرة نفاثة تقلع عمودياً، وأحزمة تنقل نفاثة عسكرية، وربما ذات يوم حوامة شخصية تعمل بالدفع النفاث.
جولة على متن البوغو بل في العام 1967