كانت الأسئلة تمور داخل كل منكما
ولكن هل كانت الإجابات حاضرة؟
هل كانت اللغة قادرة على أن تحتفي بذات المشاعر؟
وتقفز بها إلى منطقة الاشتباك
وتفتح أمامها ملامح ذلك الوجود والذي كان غائباً
---
بإحساس التفاؤل الذي اعتاد أن يحمل إلى نهاية النفق
ظل ما حولك لا يفارق ثباته
ولا يتخلى عن إدراكه بأنه جزء من هذا العالم
وبأن تكرار تجديد وعيه ووجدانه
لا يخرجانه من دائرة تلك النمطية العامة
ظلت تقلبات الحياة تحملك إلى مدار الأزمة
ولكن لا تذوب داخلها
أو تتعذب وأنت تحاول فك رموزها
أو تركض وأنت تحاول استرجاع
تلك الثقة المفقودة منذ أزمنة مضت
---
أحياناً كنت تلامس الهاوية
وأنت تحاول الاقتراب منه
بل كلما زاد ذلك الاقتراب
شعرت أنك تنتقل من هاوية
إلى هاوية أوسع وأكثر عمقاً
---
كثيراً ما حاولت أن تمنح اللغة بينكما
بريقها.. ووجودها
كثيراً ما حاولت أن تجعل تفاصيل
الطريق بينكما هي مفردات اللغة
التي لا تكرر نفسها
ولا تحمّل الزمن أفقه المفقود
ومع ذلك لم تصلا
إلا إلى لغة استهلاكية أفقدت
ذلك الطريق ملامحه
وشكّلت اغتراباً لكل تلك الحقائق المطلقة
التي اعتقدت يوماً أنها متحررة من قيودها
---
دوماً كنت متباعداً
مع تلك القراءات المستقاة من الواقع
ودوماً لم تكن متورطاً
مع تلك الخطوات المقروءة سلفاً
ودوماً كانت قراءاتك للنصوص
بعيداً عنك
أو من داخل اغترابها كنصوص متباعدة
رغم انك تؤمن بترابط الماضي مع الحاضر
لكن رفضك لتكرار الصور
ظل هو الصدى المتواصل داخلك
وهو الاستمراء اليومي الذي
يدفعك إلى العزلة داخل ذلك
المستقبل البعيد
الذي لن يكون نسخة من الماضي
---
من الصعب أن نعيد الحياة إلى الماضي
لننسخه ونجعله هو الحاضر
ومن الصعب أن نذوب داخل هذه العبثية
التي لا مكان لنا داخل صراعاتها
ولكن هل هذا الرفض يأتي من منطلق
أننا لم نعد نتمتع بذلك المزاج أو الوقت الملائم
أم اغتراب الروح هو ما تتسع له هذه اللحظات!