.. رُوحٌ فَوقَ روحي ..
لم يبقَ من أخبارِ وردِ الزنبقِ ..
إلا بما يَرويهِ ثَغرُكِ فانطقي
يا مُهجةَ الوجدانِ لا تتلعثمي ..
إنَّ الشُعورَ دُروبُ حُسنٍ فارتقي
وتألقي ألقى الرضى بتأملي ..
يَزدانُ نَجمُكِ في رُبوعِ المشرقِ
بأبي وأمي كُلُ ما في داخلي ..
من حُسنها من نَظرةٍ في مأزقِ
يا جارةَ القلبِ النَديّ تَنفسي ..
عَبقَ القصيدةِ مُذْ تَبَرعَمَ مَنطقي
قد بِتُ أرنو للمشاعرِ خاشعاً ..
فَرَسَمتُ شِعراً والمِدَادُ تَشوّقي
طَوَّفتُ أسرابَ الأماني حَالماً ..
بِصبابةٍ الوجدانِ حِسُّ تَذوقي
والنفسُ تَرنو للهُدوءِ هُنيهةً ..
في ظِلةٍ أو فوقَ غُصنٍ مُورقِ
فَتَلوحُ في الأُفقِ البعيدِ تأملاً ..
فإذا الغُصونُ سَرابُ نَصلٍ مُحدقِ
جُودي بِغصنِ البانِ يا أشجارنا ..
فالشوقُ جَمرٌ والحَنينُ مُحَرِّقي
عُصفورةٌ حَطَتْ على شُرُفاتنا ..
مَالتْ على ثَغرِ الزَنابق تَستَقي
علمتني معنى الحَنانِ بِبَسمةٍ ..
ورسمتني بالكُحلِ حَذوَ المِرفقي
أنتِ الجَمالُ ولا أقولُ تَوهماً ..
ما بينَ رَسْمِ الحاجبينِ تَعلُقي
وتَدفَّقي كالشهدِ في تَوصيفهِ ..
يَربو إلى الشَفتينِ أُنسُ تَنَشُّقي
الوصفُ في أقصى القصيدةِ شَيقٌ ..
يَرويهِ جَفنٌ في حَياءٍ أصدقِ
لا تستحي يا بَعضَ همي إنني ..
مُتلهفٌ فالغُصنُ مالَ كمُغدقِ
أنا كُلما أرْخَيتُ سَمعي لَحظةً ..
إلا انثنيتُ على هَديرٍ شَيِّقي
وتأرجُحي هالاتُ أكوانٍ تَشي ..
بِتَعلُقِ الإشراقِ في صُبحٍ نَقي
فتعلمي بَعضَ الوفاء بدمعنا ..
وتأملي سَحّ العَناءِ ودققي
وَتَحضري فالشعرُ رُوحٌ للهوى ..
وأنا الأميرُ هُنا ولمَّا تَنطقِ الكامل
" منقوول "