الموســـــم
بدر بن نادر المشاري
بسم الله نبدأ
اللهم لك الحمد لكن أجله وأعظمه
ولك الشكر لكن أحسنه وأجمله
ولك الثناء لكن أكمله وأتمه0
ولك المدح لكن أبلغه وأحلاه
والصلاة والسلام على الصفوة المصطفى
والأسوة المرتضى والسيف المنتضى والأسوة المرتضى
والإمام المجتبى ما حدت نوق وقام سوق وأديت حقوق
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وأقتفى أثره إلى يوم الدين وبعد
هذا هو الموسم
إذاً حانت الإنطلاقة الكبرى والوثبة العظمى لاغتنام الموسم وقفت سفينة النجاح على شاطئ الفلاح لتقول (أركب معنا)
ولتقول تعال بنا نسافر مع موعظة ولكن مشفقة وتذكرة لكن صادقة هذا الموسم أقبل فماذا ستفعل؟
العقلاء التجار
يبحثون عن المواسم الرابحة، و يدرسونها دراسة واضحة ليضمنوا البضاعة الرابحة ولا يفرطوا في الفرصة السانحة والكفة الراجحة وموسمنا أيامه معدودات وتفرح به الأرض والسموات موسم شعاره يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر قال تعالى:{ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } سورة الأحقاق الآية{31،32}
هذا هو موسم المتقين والمحاربين والأبرار المقربين إنه رمضان شهر الصوم والقيام والقرآن موسم وشهر أنزل فيه القرآن
موسم ذهاب الضمأ وابتلال العروق وثبوت الأجر إن شاء الله قال ابن القيم رحمه الله" الصوم لجام المتقين وجنة المحاربين ورياضة الأبرار المقربين لرب العالمين" أنتهى كلامه رحمه الله
فبشر أذنك بسماع خبره والعين برؤية هلاله والروح باستشعار لياليه وأيامه والقلب براحته وإطمئنانه
فالأذن سامعة والعين دامعة *** والروح خاشعة والقلب أواهُ0
جاءكم الموسم
عند أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُبشر أصحابه بقدومه فكان يقول لهم قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر من حرم خير تلك الليلة فقد حرم الخير كله"
يقول ابن رجب "في هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم لبعض لشهر رمضان"
هذا الموسم
موسم التوبة والرضوان موسم الصلاح والإيمان موسم الصدقة والإحسان موسم المغفرة من الرحمن موسم تزين الجنان موسم تصفد الشيطان فهلا دعونا الله ببلوغه وتمامه وحسن صيامه وقيامه يقول معلا بن الفضل:"كان السلف رحمهم الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعون الله مثلها أن يتقبله منهم" انتهى كلامه رحمه الله0
في كل عام لنا لقيا محببةٌ *** يهتز كل كياني حين ألقاه
بالعين والقلب والآذان أرقبه *** وكيف لا وأنا بالروح أحياه
القاه شهراً ولكن في نهايته *** يمضي كطيف خيال قد لمحناه
أيامًا معدودات ومحسوبات وقليلات فعسى الله أن يسلمنا له ويسلمه لنا ويستلمه منا متقبلاً كما قال يحي بن كثير .
بهذا الموسم تزود للعام كله بل وأكثر ألا يكفي أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، في هذا الموسم العتق والصدق والرفق رقاب تعتق ونفوس ترفق وأياد تتصدق، باب الجود فيه مفتوح والرحمة تغدو وتروح والفوز ممنوح ، قال بعض الصالحين إذا لم تستطع صيام النهار وقيام الليل فأعلم أنك محروم
وقفة محاسبة
كم سنة مر عليك هذا الموسم وتعد النفس بالعزوف عن الإنحراف والإنصراف والإسراف والإقتراف، أسأل نفسك هل قدرت رمضان حق قدره أين دموع المناجاة؟ هل كنت كسلف الأمة الصالحين الذين قال الله عنهم إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين0
هذا الموسم
موسم ترغب فيه النفس للرجوع والقلب يحمل الخشوع ويعلوه الخضوع والعين تجود بالدموع، فقه ذلك السلف فكانوا خير منا، ارتفع قدرهم عنا سبقونا بالإيمان وحب الديان والعمل بالقرآن وحسن صوم رمضان ونالوا درجة الإحسان، روى عن الإمام القدوة عبدالله بن عمر الذي مدحه صلى الله عليه وسلم وقال عنه نعم العبد عبدالله،قال: عن نافع كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولايكاد يفطر في الحضر وقال سعيد بن جابر لما احتضر ابن عمر قال: لم آسف على شيء في الدنيا إلا على ثلاث ضمأ الهواجر ومكابدة الليل ولم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا يعني الحجاج"
من كل ذي خشية لله ذي *** ولعٍ بالخير تعرفه دوماً بسيماه
مواسم الخيرات عند السلف مستغلات مدركين أنه موسم قراءة القرآن والتزام الذكر في كل آن، الموسم عند بعض الناس المدركين المؤمنين الصادقين ،لزوم المسجد وتلاوة وتعبد وتسبيح وتهجد، وعند بعض الغافلين، سهر بالليل ونوم بالنهار ضيَّع الموسم في القيل والقال وإضاعة المال وإهدار الساعات الطوال ومنهم من قصر في الطاعة وبالغ في الإضاعة وفرط في صلاة الجماعة تسكع في الأسواق يهمزون ويغمزون اشغلوا أنفسهم بالتليفزيون والتليفون { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } سورة المائدة {68}
وتفكر في أقسام الناس في الموسم ومن أي الأقسام أنت؟ فهناك من صام عن الطعام والشراب فهذا صومه عادة.
ومن صام عن الربا والحرام وأفطر على الحلال من الطعام فصومه عدة وعباده
ومن صام عن الذنوب والعصيان وأفطر على طاعة الرحمن فصومه رضى .
ومن صام عن القبائح وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فصومه تقى .
ومن صام عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وأفطر على تلاوة القرآن فهو صائم رشيد.
ومن صام عن المنكر وأفطر على التفكر والتدبر والاعتبار فهو صائم سعيد.
ومن صام عن الرياء والإنتقاص وأفطر على التواضع والإخلاص فهو صائم سالم.
ومن صام عن خلاف النفس والهوى وأفطر على الشكر والرضى فهو صائم غانم .
ومن صام عن قبيح أفعاله وأفطر على تقصير أماله فهو صائم مشاهد.
ومن صام عن طول أمله وأفطر على تقريب أجله فهو صائم زاهد 0
نداء لاغتنام الموسم القلب يصوم في موسم رمضان عن إعتقاد العصيان وإضمار العدوان وإسرار الطغيان.
موسم للعين تصوم عن النظر الحرام فتغض خوفاً من الملك العلام فلا يقع البصر على الأنام.
وموسم للأذن تصوم عن الخنا واستماع الغناء فتنصت للذكر الحكيم والكلام الكريم.
موسم للسان يصوم عن الفحشاء والكلمة الشنعاء والجملة الفظيعة والمفردات الخليعة امتثالاً للشريعة.
موسم لليد تصوم عن أذية العباد ومزاولة الفساد والظلم والعناد والإفساد في البلاد .
موسم للرجل تصوم عن المشي المحرم فلا تسير إليه ولا تتقدم0
موسم لأهل الثغور ليعدو عدة العبور، في هذا الموسم كانت فتوحاتنا وإشراقاتنا وغزواتنا وانتصاراتنا في مثل هذا الموسم ألتقى الجمعان جمع الرحمن وجمع الشيطان وفي بدر الكبرى رجح ميزان الإيمان ونسف الطغيان وانهزم الخسران، في هذا الموسم فتحت مكة بالإسلام وتهاوت الأصنام وارتفعت الأعلام وعلَّم الحلال والحرام، في هذا الموسم كانت حطين العظيمة يوم انتصرت رايات صلاح الدين الكريمة وارتفعت الملة القويمة وصارت راية الصليب يتيمة وهذا الموسم يذكرنا أننا أحفاد الراشدين وأبناء المجاهدين وسلالة العابدين جاء عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة قال أنشا الرسول صلى الله عليه وسلم جيشاً فأتيته فقلت يا رسول الله أدعوا الله لي بالشهادة قال اللهم سلمهم وغنمهم فغزونا فسلمنا وغنمنا حتى ذكر ذلك ثلاث مرات أي في ثلاث غزوات قال ثم اتيته فقلت يا رسول الله سألتك أن تدعو لي بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فسلمنا وغنمنا فمرني بعمل أدخل به الجنة فقال عليك بالصوم فإنه لا مثل له، فقيل أنه ما رؤي في بيته دخان في نهار إلا إذا نزل بهم ضيف فإذا رأى الناس الدخان علموا أنه نزل عليهم الضيوف0
هذا موسم غيث القلوب بعد جدب الذنوب وسلوة الأرواح بعد فزع الخطوب موسم يذكرنا بالجائعين
ويخبرنا بأن هناك بائسين وأنّ في العالمين مساكين وفي المسلمين مضطهدين وفي الطيبين محاصرين ومهددين لنكون عوناً لإخواننا المسلمين 0
هذا الموسم لصاحبة الشجون
للأم الحنون والأخت الرءوم والزوجة أم البنون، لتذكر من النساء الوفيات خديجة رمز الدين والأدب لها قصر في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ومن الزوجات الطاهرات عائشة بنت الصديق صاحبة العلم والاتقان والتحقيق المطهرة الطاهرة صاحبة السجايا الباهرة والمحامد الظاهرة ومن البنات المؤمنات فاطمة البتول بنت الرسول أم السبطين الحسن والحسين سيدة نساء العالمين المقبولة عند رب العالمين 0
وفي الموسم وحبه والحرص عليه قصص وعبر فاسمعي إلى قصة حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وعن آل عمر أجمعين قال قيس بن زيد إن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالاها ابنا مظعون فقالت والله ما طلقني عن شبع فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل فتجلببت قال فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن جبريل قد أتاني فقال راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة0
إذا كانت عبادة الصيام والقيام سبباً بعد الله في إرجاع حفصة إلى رسولنا وصحبته في الجنة والأمر من ربنا والشاهد جبريل فانعم بها من عبادة ، فكوني أُخية مثلها كوني حصينة ثمينة فأنت بطلة الأمومة ومنجبة الأم المرحومة فلتكن فضائلك معلومة كالمرأة العابدة رحمة مولاة معاوية
كما ذكر عنها سعيد بن عبدالعزيز فقال ما بالشام والعراق أفضل منها دخل عليها نفرً من القراء فكلموها لترفق بنفسها فقالت ما لي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة وأيام معدودة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً ثم قالت والله يا أخوتاه لأصلينا لله ما أقلتني جوارحي ولا أصومنا له أيام حياتي ولأبكين له ما حملت الماء عيناي ثم قالت أيكم يأمر عبده فيحب أن يقصر في حقه ولقد قامت رحمها الله حتى أُقعدت وصامت حتى اسودت وبكت حتى فقدت بصرها كانت تقول علمي بنفسي قرح فؤادي وأكلم قلبي والله لوددت أن الله لم يخلقني ولم أكن شيئاً مذكورا وأعمالها رحمها الله كثيرة وسيرتها عطرة كانت تخرج فتغسل ثياب المرابطين في سبيل الله أحتساباً للأجر ورغبة في الجنان، وصدق الله يوم قال:{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ {25} قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ {26} فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ {27} إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ {28} فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ } سورة الطور
فكوني مثلها ومن على شاكلتها من السالفات الصالحات فكوني صحيفة بيضاء وروضة خضراء وحديقة فيحاء ونادى بصوت عالٍ في هذا الموسم للتجديد والعمل الطيب المزيد وقولي عن الموسم
بين الجوانح في الأعماق سكناه *** فكيف أنسى ومن في الناس ينساه
وكيف أنسى حبيباً كنت في صغري *** أسير حباً له جلت مزاياه
ولم أزل في هواه ما نقضت له *** عهداً ولا محت الأيام ذكراه
قد شاخ جسمي ولكن في محبته *** ومازال قلبي فتىً في عشق معناه
هذا الموسم موسم للجميع للحاكم والمحكوم والعلماء والعامة والذكور والإناث والشيب والشباب موسم لحفظ القرآن الكريم وتلاوته ومدارسته فهو شهر نزوله وفيه أرسل الله جبريل لمدارسة رسوله فالقرآن يبكي الهجران وهو الذي له حلاوة وعليه طلاوة، فالقرآن مال لمن لا مال له وذخر لمن لا ذخر له وكنز لمن لا كنز له هو السلوة في الغربة والأنيس في الوحشة فهو موسم الخير فأروا الله من أنفسكم خيراً .
موسم لصلة الأرحام وأغتنام تكفيرالآثام موسم يقول لتلك البطون التي ما عرفت الجوع جوعي، موسم يقول لتلك الأكباد التي ما عرفت الظمأ أظمئي، ويقول لتلك القلوب التي ما عرفت الخشوع أخشعي، وموسم يقول لتلك العيون التي ما عرفت البكاء أبكي، موسم يقول لتلك الأقدام التي ما عرفت القيام قومي، إذاً استغلوا وتزودوا من هذا الموسم فإن قلوبنا بالذنوب مريضة وأجنحتنا بالخطايا مهيضة، فنحن قد أدمنا الذنوب وعصينا علام الغيوب حتى قست منا القلوب، إذا كان الأنبياء والرسل خوفاً يبكون والصالحون من الذنوب يشكون فكيف بمن تابع المعاصي واستهان بمن أخذ بالنواصي إذا علينا في هذا الموسم أن نربي أنفسنا وأن لا نغفل عن ذكره، وننسى شكره ولا نأمن مكره، واعلم وتذكر أن هذا الموسم كما قال الله عنه أياماً معدودات فرب النفس فيه لأنك ستندم بعد ذهابه وتعديه أو لا يكفيك أن الصوم هو العبادة التي قال الله عنها في الحديث القدسي " فإنه لي وأنا أجزي به" ولا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً وتذكر أن العمر قصير والشيب نذير والدار جنة أو سعير فمالي أراك تضحك كأنك أتاك أمان من الملك الديان مالك لا تحزن هل عبرت الصراط حتى تأمن، الندم على ما فرطت أحسن فأتبع الحسنة الحسنة 0
يا مسكين إبراهيم الخليل وهو النبي الجليل بكى ذنبه ودعا ربه وقال { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } سورة الشعراء {82}
فكيف بنا نحن المذنبين، خلقك فسواك وأطعمك وسقاك وآواك وكساك ومن كل بلاء حسن أبلاك ثم تعصاه وهو يراك إنه ربك أحسن مثواك ، زر المقابر سترى تلك المناظر وترى القوم صرعى والدود في عيونهم يرعى عن الحديث سكتوا وعن السلام صمتوا والظالم بجانب المظلوم والمنتصر بجانب المهزوم والضعيف مع القوي والأمير مع الحقير والغني مع الفقير وأنظر إلى المغمور والمشهور والغالب والمقهور ذهب الحسن والجمال والجاه والمال وبقيت الأعمال أموات يتجاورون ولا يتزاورون0
ماذا أعددت عندما توقف ؟ فهل أعددت للسؤال جوابا وللجواب صوابا وتذكر يوم يقـول الله { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ } سورة الصفات الآية 24 .
فانطلق من هذا الموسم بكاء ودعاء لأنه موسم الآيات البينات وزمن العظات ووقت الصدقات والالتزام بالخيرات، وهو موسم لاستحضار فضل هذا الشهر والفرح بقدومه موسم لشكر الله تعالى لمن بلغه أن يسر بلوغه وسؤاله الشكر لوصوله .
موسم للحرص على أداء الصلاة في وقتها للرجال مع جماعة المسلمين مع المحافظة على السنن الرواتب .
موسم لتعويد النفس لأداء صلاة الضحى .
موسم للمكث في المنزل بعد صلاة الفجر وذكر الله حتى تطلع الشمس وترتفع قيد رمح حتى تحصل على أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة .
موسم المرابطة في المساجد لانتظار الصلاة بعد الصلاة .
موسم أداء العمرة .
موسم لتفطير الصائمين .
موسم للحرص على بر الوالدين ، وتربية الأولاد وزيارة المرضى و(المقابر زيارة شرعية) .
موسم للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين .
موسم للإعتكاف وتحري ليلة القدر .
موسم للإقتصاد في المطاعم والمشارب وعدم التبذير والإسراف .
موسم تدريب النفس على الجهاد .
موسم علو الهمة وقوة الإرادة .
موسم لتزكية النفس وتقويم السلوك وتنشئة الأخلاق الرفيعة، هو باختصار منهج رائع للتغيير للأمثل والأكمل وللمسارعة إلى كل خير بما يناسب الحال والمقام وأكثر هذه الأعمال تشرع في كل وقت إلا أنها تتأكد في هذا الموسم (رمضان) بما فيه من مضاعفة الأجر وليكون هو الانطلاقة الكبرى والوثبة العظمة وأعلم أن أحسن ماء دموع التائبين وأعظم حزن حزن المنيبين وأهنأ نعاس نعاس المتهجدين، وأجمل لباس لباس المحرمين وألذ جوع جوع الصائمين واسعد تعب تعب القائمين وأكرم بذل بذل المتصدقين، فسلام على الصائمين والقائمين والتأبين والصادقين والعابدين قال الله تعالى{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمً } الأحزاب الآية 35،سلام عليهم إذا جلسوا في الأسحار يرددون الاستغفار ويزجون الدمع المدرار فسلام عليهم ما تعاقب الليل والنهار، وسلام عليهم يوم ولدوا ويوم أحسنوا لربهم والسلام عليهم يوم يموتون ويوم يبعثون ويوم يقال لهم أدخلوها بسلام آمنين، جعلنا الله وإياكم منهم، هذا طرف من أخبار موسمكم فاستغلوه قبل أن يقول لنا استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين