هموم العالم الإسلامي في شهر رمضان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد.
فيقول الله عز وجل: ((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ))، وقال سبحانه: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) (1) .
المسلمون يعيشون هذا الشهر وهم في مآس وأزمات.
* شيوعية حمراء تأكل الأخضر واليابس، وتسحق المسلمين بالحديد والنار، وتغرس الإلحاد في قلوب الأجيال، تبث أفكارها في عالم الاقتصاد، والمال، والنظريات العلمية.
* والرأسمالية تطفح بالشهوات، فهي تكيد للعالم الإسلامي بالغزو الفكري، وسيلتها في ذلك المرأة والكأس ومفاتن الحياة من لهو وترف وترفيه محرم ومجون وإغراء.
* وعلمانية (لا دينية) تدعو إلى الفصل بين الدين والدنيا، وإقصاء الإسلام عن مسرح الحياة، بحجة أن الدين يفرق بين الشعوب، والعلمانية فكر ملحد كافر، لا يقر الديانات كلها، ولا يرضى بالإسلام، جملة وتفصيلاً في شؤون الحياة.
* وماسونية أنتجها اليهود ، جاءت لهدم الأديان، بما فيها الإسلام، وهي في ظاهرها تدعو لتوحيد الأجناس، ولها وسائل، وطقوس، وشارات، وأحزاب، وهي سرية العمل، عالمية التأثير، صهيونية النشأة.
والعالم الإسلامي اليوم مثخن بالجراح:
سلبت منه فلسطين ، والمسجد الأقصى في الأسر، والشيوخ، والنساء، والأطفال يذبحون صباح مساء، ولن يعيد فلسطين إلى بلاد المسلمين إلا الإسلام بغضبة عمر بن الخطاب ، وإقدام صلاح الدين ، وصدق ابن تيمية .
ودمرت أفغانستان ، وشرد شعبها، وسحقت مدنها، وهدمت مساجدها بدبابات أعداء الله الحمر، آلاف اللاجئين لا يجدون مسكناً، ولا خبزاً، ولا ماء ولا كساء.
ولايات الإسلام في روسيا مثل: أذربيجان ، و أوزبكستان ، و تركمستان ، تشكو الظلم، والإبادة، والتشريد، والمجاعة، فهل من ناصر؟
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
المرأة المسلمة تحارب في حجابها، وسترها، وعرضها، ودينها، وعفافها.
الشباب يفتنون بوسائل الهدم، وإغراءات الشياطين، وملذات الهوى.
التنصير يجوب العالم الإسلامي، شرقاً، وغرباً، وشمالاً، وجنوباً.
فرقة بين المسلمين، إلا من رحم ربك، وهذه الفرقة توهن الصف، وتفرق الكلمة، وتفت في العضد.
فما هو موقف المسلم من ذلك؟
لعله أن يتذكر إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
إن المطلوب من المسلم أن يعيش لهذه القضايا الكبرى بمشاعره، بمقاله، بدعائه، بتوعية إخوانه المسلمين أمام هذه الأخطار، بجمع كلمة المسلمين ليكونوا صفاً واحداً، بإخبار الناس بهذه المصائب، التي يعيشها العالم الإسلامي لتكون هي قضايا الساعة، ولا يحتقر المسلم نفسه، ففي كل مسلم خير.
والمطلوب من المسلم: أن يجاهد، إن تمكن، وانتفت المعاذير، أن يجاهد بنفسه وماله، فإن لم يستطع فبماله يساند إخوانه، ويهب بدرهمه، وديناره لنصرة الإسلام.
وأن يكثر من الدعاء في أدبار الصلوات، وفي السحر، وساعات القبول للمسلمين بالنصر، والتمكين في الأرض.
وأن يدعو إلى تقوى الله عز وجل، فما أصبنا به من كوارث ومصائب ودواهي إلا بذنوبنا وتقصيرنا، ((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).
تعودت الأمة الإسلامية أن تعيش رمضان انتصارات وفتوحات لكنها في السنوات الأخيرة، لما ضعفت عن حمل الرسالة، وانغمست في الدنيا، أصبحت تعيش رمضان هماً، وحزناً، وتقتيلاً، وتشريداً، وإبادة.
ولكن إذا عدنا إلى الله تعالى نصرنا ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) ((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ))، ((إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ)).
اللهم إنا نسألك نصرك الذي وعدتنا، اللهم ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.